«جيش الفتح» يصد هجومًا لقوات النظام جنوبي حلب

غارات جوية لسلاح الجو الروسي بالقنابل الفسفورية في حلب

طفلة نازحة من بلدة منبج بريف حلب مع عائلتها قرب أواني طبخ بينما تقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» لاستعادة البلدة من تنظيم داعش  (أ.ف.ب)
طفلة نازحة من بلدة منبج بريف حلب مع عائلتها قرب أواني طبخ بينما تقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» لاستعادة البلدة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)
TT

«جيش الفتح» يصد هجومًا لقوات النظام جنوبي حلب

طفلة نازحة من بلدة منبج بريف حلب مع عائلتها قرب أواني طبخ بينما تقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» لاستعادة البلدة من تنظيم داعش  (أ.ف.ب)
طفلة نازحة من بلدة منبج بريف حلب مع عائلتها قرب أواني طبخ بينما تقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» لاستعادة البلدة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)

واصلت قوات النظام المدعومة بإسناد جوي روسي أمس، محاولاتها للتقدم نحو مواقع الفصائل الإسلامية بريف حلب الجنوبي، شمالي سوريا، وسط قصف جوي لقرى وبلدات الريف الجنوبي.
وأكد محمد النصر، أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة بريف حلب الجنوبي، لـ«آرا نيوز»، «إن مقاتلي (جيش الفتح) تمكنوا من صد إحدى أكبر وأعنف محاولات قوات النظام للتقدم نحو بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، حيث دارت معارك طاحنة بين الجانبين بعد هجوم قوات النظام على البلدة من الجهة الشمالية الغربية، ونجح مقاتلو (جيش الفتح) في قتل نحو ثمانية جنود من قوات النظام بعد استهداف عربة مصفحة ورشاش عيار 23 عند أطراف البلدة».
وفشلت قوات النظام في التسلل نحو بلدة خلصة جنوبي خان طومان، حيث دارت بين الجانبين معارك عنيفة أجبر خلالها مقاتلو «جيش الفتح» قوات النظام على الانسحاب من النقاط التي سيطرت عليها عقب هذا التسلل، وقد ترافقت هذه المعارك بقصف جوي روسي عنيف استهدفت من خلاله الطائرات الحربية قرى وبلدات خان طومان، الزربة، القراصي، الزيارة ومنطقة ايكاردا، بأكثر من عشر غارات جوية أسفرت عن مقتل مدني على الأقل وجرح أكثر من ثمانية آخرين».
وخسرت قوات النظام والميليشيات المساندة لها خلال الشهرين الماضيين معظم القرى والبلدات الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي مع تحضيرات ضخمة من قبل «جيش الفتح» للتقدم نحو بلدة الحاضر الاستراتيجية.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن استهداف الفصائل الإسلامية بصاروخ مدفعا لقوات النظام على أطراف منطقة الملاح شمال حلب؛ ما أدى لإعطابه، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، في محاولة من الفصائل الإسلامية، استعادة السيطرة على نقاط عدة كانت قوات النظام قد تقدمت فيها، بالتزامن مع قصف جوي مكثف من الطائرات الحربية والمروحية على الملاح؛ ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي حيان وحريتان بريف حلب الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في بلدة حريتان، بينما استشهد شاب من حي السكري في مدينة حلب، جراء قصف طائرات حربية على مناطق في الحي صباح أمس، فيما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في حي المشهد في حلب، في حين استشهد مواطن وسقط عدد من الجرحى جراء سقوط قذائف عدة، أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي سيف الدولة وشارع النيل بمدينة حلب.
وتحدثت مصادر عن إصابة ستة مدنيين فجر أمس، بقصف جوي للمقاتلات الحربية السورية بالرشاشات الثقيلة على حيي (جسر الحج، والصالحين) في حلب المدينة، فضلاً عن دمار لحق بالممتلكات. كما شنت مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، غارات جوية بالقنابل الفسفورية على دوار الجندول، وأحياء (الشعار، الشيخ خضر، ومساكن هنان) في حلب المدينة أيضًا، دون ورود أنباء عن إصابات، بحسب (وكالة قاسيون).
ونقل موقع «الدرر الشامية» عن مصادر عسكرية في غرفة عمليات فتح حلب، أمس، عن التصدي لقوات اﻷسد والميليشيات المتحالفة معها، موقعين في صفوفهم خسائر بشرية.
وبحسب تلك المصادر، فقد حاولت قوات الأسد التقدم من محورين على جبهة سيف الدولة بعد تمهيد ناري وإطلاق صواريخ عدة في حين تم التصدي لهم وقتل أكثر من 10 عناصر من قوات الأسد.
واستمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، في أطراف حي الخالدية بمدينة حلب، ومعلومات عن استعادة الأخيرة السيطرة على نقاط عدة.
إلى ذلك، قتل 64 مدنيًا على الأقل في قصف بالصواريخ الفراغية نفذته طائرات روسية، أمس، على أحياء بلدة القورية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بريف مدينة دير الزور في سوريا. ويسيطر تنظيم داعش على بلدة القورية منذ منتصف عام 2014.
وتتعرض دير الزور وريفها بشكل متكرر للقصف الجوي من قبل الطيران الروسي والتابع للنظام السوري.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».