مواجهات واعتقالات داخل الأقصى مع نهاية رمضان

دعوات لـ«شد الرحال» إلى ثالث الحرمين بعدما خرقت إسرائيل اتفاقًا بعدم اقتحامه

فلسطينيون خارج الأقصى بعد الاشتباكات التي تفجرت مع متطرفين يهود وقوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطينيون خارج الأقصى بعد الاشتباكات التي تفجرت مع متطرفين يهود وقوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مواجهات واعتقالات داخل الأقصى مع نهاية رمضان

فلسطينيون خارج الأقصى بعد الاشتباكات التي تفجرت مع متطرفين يهود وقوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطينيون خارج الأقصى بعد الاشتباكات التي تفجرت مع متطرفين يهود وقوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي (أ.ف.ب)

تفجرت داخل ساحات المسجد الأقصى أمس اعنف اشتباكات منذ أشهر، بين مصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المسجد، برفقة مستوطنين أصروا على إجراء جولات «استفزازية» داخله، مع بدء العشر الأواخر في شهر رمضان، وهي «جولات» غير مسبوقة.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، إن المواجهات بدأت مبكرا جدا واستمرت لساعات، وانتهت بإصابة 7 مصلين على الأقل، تصدوا لمجموعة المستوطنين عند دخولهم من بوابات المسجد.
وأكد الكسواني أن السماح للمستوطنين بالدخول إلى الأقصى في هذا الوقت من رمضان، غير مسبوق ولم يحدث منذ سنوات طويلة.
وكان يوجد اتفاق ضمني بعدم الاستفزاز في أواخر أيام الصيام.
وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون، كيف اقتحمت مجموعة من المستوطنين ساحات الأقصى، وسط حراسات إسرائيلية مشددة وخوف شديد أيضا. وقالت دائرة الأوقاف إن عددهم ناهز العشرين مستوطنا.
واشتبك المصلون مع القوات الإسرائيلية بالأيدي، قبل أن يزداد الاشتباك عنفا، عندما حاصرت قوات الاحتلال المصلى المرواني في محاولة لاقتحامه، وأمطرت المصلين بالغاز والقنابل الصوتية، لإجبارهم على الخروج واعتقلت بعضهم. ورد المصلون بإلقاء الأحذية تجاه الجنود وأغلقوا الأبواب.
واعتقلت القوات الإسرائيلية 5 مصلين، 3 منهم من جنوب أفريقيا. وقالت طواقم الهلال الأحمر، إنها أجلت إضافة إلى ذلك، 7 إصابات إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقدمت علاجا فوريا لـ17 آخرين.
وقال ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، إن المعتقلين «أطلقوا هتافات مناوئة لزوار يهود في المكان مع ملثمين آخرين، وقاموا أيضا بعرقلة عمل الشرطة والتشويش على الزيارات».
ومع هذه الاعتقالات داخل الأقصى، إضافة إلى تنفيذ 12 حالة اعتقال أخرى من مناطق في الضفة الغربية، يصل عدد المعتقلين خلال شهر رمضان فقط، إلى نحوى350 معتقلا.
وقال مركز أسري فلسطين للدراسات، بأن قوات الاحتلال لم تراع حرمة شهر رمضان المبارك، أو خصوصيته، وواصلت عمليات الاعتقال في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية، وكذلك استمرت في سياسة القمع والتنكيل بالأسري في السجون كافة، حيث رصد المركز (330) حالة اعتقال منذ بداية الشهر. (قبل أحداث الأمس).
ولاقت الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى أمس، تنديدا فلسطينيا واسعا، ودعوات رسمية وشعبية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى في أواخر أيام رمضان للدفاع عنه.
وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية، يوسف إدعيس باقتحام الأقصى، وقال إن «الاحتلال يحاول فرض أمر واقع جديد في الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد في العشر الأواخر من رمضان، إذ من المعروف أن شرطة الاحتلال توقف برنامج الاقتحامات والسياحة الخارجية خلال هذه الفترة». وأضاف أن «قوات الاحتلال وعبر سلسلة الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وفرضها للحصار عليه، وتفتيش كل من يدخله وتحديدها لسن معين للمصلين، وتدخلها بشؤونه، وممارسة سياسة التضليل، وتزويرها للتراث العربي الإسلامي، ناهيك عن الجديد القديم من حفرياتها أسفل الأقصى وفي محيطه، تحاول جاهدة الانقضاض والسيطرة التامة عليه».
وعدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الاقتحامات الإسرائيلي، بأنها «إمعان في انتهاك حرمة المسجد الأقصى وحرمة الشهر الفضيل». ونددت الهيئة في بيانها: «بالاستهتار الإسرائيلي بحرية الأديان في القدس المحتلة، حيث يتم السماح بدخول المستوطنين للمسجد المبارك، على الرغم من وجود آلاف المصلين وتأديتهم للصلاة، ضاربة بعرض الحائط بالمواثيق والأعراف والقوانين الدولية الداعية إلى احترام المقدسات».
كما أدانت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، تلك الاعتداءات، ووصفت ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة، في بيان صحافي، بالانتهاك الفظ. وقال بيانها، إنه «استهداف واضح للمسجد الأقصى المبارك، بالانتهاكات الهمجية والعنصرية الصريحة، متحدية بذلك المجتمع الدولي ومؤسساته».
وأكدت الدائرة، على أن هذه الممارسات والانتهاكات «ما هي إلا إجرام علني وصريح تقوم به قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمرافقة اقتحامات العصابات الاستيطانية الهمجية المتطرفة المدعومة من حكومة الاحتلال، التي تشجع هذه الجماعات وتؤمن لهم الحماية، وتحثهم على اقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي، إضافة إلى تدنيس باحات المسجد على الدوام من قبل عصابات المستوطنين وبعض المسؤولين في الكنيست الإسرائيلي وغيرهم».
أما المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، فدعا كل من يستطيع الوصول إلى القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك إلى التحرك «من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي».
وتضاف هذه الدعوة إلى دعوات أطلقها ناشطون تحت عنون «شد الرحال» للدفاع عن الأقصى. وحذر حسين من عواقب هذه الانتهاكات «التي تسيء إلى مشاعر المسلمين في العالم كله».
كما نددت حركة حماس بما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات، ووصفته بتجرؤ خطير على حرمة الشعب ومقدساته. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريحٍ له إن «هذه الاقتحامات استمرار للعدوان الإسرائيلي والحرب الدينية الصهيونية المتواصلة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.