«حسناء قرطاج» تظاهرة رمضانية تونسية اللحن عربية الثقافة

ضمن فعاليات «ليالي العبدلية» بضاحية المرسى

جانب من العروض التي شاركت به مجموعة من الفنانات التونسيات
جانب من العروض التي شاركت به مجموعة من الفنانات التونسيات
TT

«حسناء قرطاج» تظاهرة رمضانية تونسية اللحن عربية الثقافة

جانب من العروض التي شاركت به مجموعة من الفنانات التونسيات
جانب من العروض التي شاركت به مجموعة من الفنانات التونسيات

ضمن تظاهرة «ليالي العبدلية» الرمضانية، بالمرسى (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، قدم الفنان التونسي عادل بندقة لأول مرة أمام الجمهور العريض عرضا موسيقيا تونسيا خالصا حمل عنوان «حسناء قرطاج».
وتشارك في هذا العرض الموسيقي مجموعة من الفنانات التونســــــيات، من بينهن سمية المرسني وإيمــــان محمد وعلياء بلعيد ويســـــــرا محمد التي تخلفـــــت عن العـــــــرض، إلى جانب عادل بندقــــــــة صــــــــاحب هذا المشــــــروع الموسيقي.
وعرض «حسناء قرطاج» اعتمد على أغاني ووصلات غنائية أوبرالية تونسية اللحن عربية الثقافة، وهي جديدة من حيث الكلمات والألحان، ولا تتكئ كالعادة على شعار «تهذيب التراث» واجترار الأغاني القديمة دون بذل مجهودات تذكر على مستوى اللحن والكلمة.
وحضرت العرض الآلات الموسيقية التقليدية، على غرار الطبل والناي والقانون، كما سجلت الآلات الموسيقية الغربية حضورها، على غرار آلة الترومبات.
وعرض «حسناء قرطاج»، كما ذكر الناقد الفني التونسي وسام المختار، يتضمن الإيقاع التونسي من خلال أغاني علياء بلعيد، واللون الطربي من خلال إيمان محمد، واللون الغنائي المجدد من خلال أغاني سمية المرسني. ويضيف: لئن تأثرت الأنماط الموسيقية المقدمة بالموسيقى الكلاسيكية، فإنها حافظت على طابع تونسي مميز على حد قوله. وتميز عرض حسناء قرطاج بألحان تونسية معطرة بإيقاعات موسيقية كلاسيكية إسبانية وتركية ليست غريبة عن الألحان التونسية.
وتضمن 19 أغنية، وعلى امتداد ساعتين اقتصرت السهرة على تقديم 11 أغنية، حيث أدت المطربة سمية المرسني أغاني «وصلة» و«عمري ما نسيت» و«القصر العالي»، فيما أدت الفنانة إيمان محمد أغاني «تخاصمني» و«أحلى الأغاني» و«الكمنجاتي» و«تعبني». فيما تولت الفنانة التونسية علياء بلعيد أداء أغاني «نسمعها تغني» و«غير إنسوني» و«خارق للعادة» و«الوطن الأخضر»، وأدت علياء أغنية «نسمة شالها» التي لاقت نجاحا كبيرا في الأوساط التونسية مع رفيق دربها الفنان عادل بندقة.
وكان الفنان التونسي عادل بندقة قد انطلق في إعداد عرض «حسناء قرطاج» منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية، وقدمه للمرة الأولى بالمسرح البلدي بالعاصمة بداية السنة الحالية، الذي قال بدوره عن هذا العمل الموسيقي الإبداعي إنه ثمرة مجهود وبحث في المخزون الموسيقي التونسي، وهو يؤكد انفتاحه على بقية الأنماط الموسيقية العالمية الأندلسية والتركية وغيرها من موسيقات دول حوض المتوسط. واعتبر هذه التجربة خطوة هامة للمحافظة على الموروث الموسيقي المحلي ومزيد من التعريف به في مختلف دول العالم، لأنه لا يقل على حد تعبيره شأنا عن بقية التعابير الثقافية.



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.