المدارس في الهند تصدر قادة العالم

أغلبهم غيّر مسار تاريخ بلاده

سانت ستيفينز كوليدج أحد أكثر الجامعات الهندية  التي تعلم فيها شخصيات دولية بارزة - حميد كرزاي - أونغ سان سو تشي
سانت ستيفينز كوليدج أحد أكثر الجامعات الهندية التي تعلم فيها شخصيات دولية بارزة - حميد كرزاي - أونغ سان سو تشي
TT

المدارس في الهند تصدر قادة العالم

سانت ستيفينز كوليدج أحد أكثر الجامعات الهندية  التي تعلم فيها شخصيات دولية بارزة - حميد كرزاي - أونغ سان سو تشي
سانت ستيفينز كوليدج أحد أكثر الجامعات الهندية التي تعلم فيها شخصيات دولية بارزة - حميد كرزاي - أونغ سان سو تشي

منذ حقبة الحكم الاستعماري البريطاني في الهند، اكتسب التعليم الجامعي داخل الهند سمعة رفيعة للغاية. اللافت أن الكثير من السياسيين الهنود البارزين تلقوا جميعهم تعليمهم الجامعي في جامعات أجنبية عريقة، مثل كامبريدج وأكسفورد وترينيتي كوليدج بالمملكة المتحدة؛ بدءًا من الأب الروحي للأمة الهندية ماهاتما غاندي، مرورًا بأول رئيس وزراء بعد الاستقلال جواهر لال نهرو ود. بهيمراو رامجي أمبيدكار الذي تولى صياغة دستور البلاد، وأنديرا غاندي التي تعد أول سيدة على الإطلاق تتولى منصب رئيس الوزراء بالهند، ونجلها راجيف غاندي الذي تولى المنصب ذاته، وصولاً إلى رئيس الوزراء السابق مان موهان سينغ.. كما أن الكثير من السياسيين الهنود البارزين حاليًا نالوا شهاداتهم الجامعية من جامعات أجنبية.
ومع ذلك، في المقابل نجد أن قيادات أجنبية رفيعة مثل تشيو نتسانغ وآي تسينغ من الصين قدموا إلى الهند للدراسة بجامعتي نالاندا وفالابهي على الترتيب في العصور القديمة. وفي العصور الحديثة، وفدت الكثير من الشخصيات القيادية العالمية إلى الهند بغية تلقي التعليم في جامعاتها العريقة وتركوا لاحقًا بصمة خالدة في تاريخ ومصائر بلدانهم.
وفيما يلي تستعرض «الشرق الأوسط» مسيرة قرابة 15 شخصية قيادية دولية اختارت الهند لتلقي تعليمها الجامعي بها.

أونغ سان سو تشي

سياسية بورمية ومسؤولة بالدولة ودبلوماسية وكاتبة وحصلت على جائزة نوبل، وكانت أول من تقلد منصب مستشار الدولة، علاوة على كونها زعيمة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية. تلقت أون تعليمها في مدرسة كوفنانت أوف جيزز آند ماري في نيودلهي، وتخرجت في ليدي شري رام كوليدج، وهي مؤسسة تعليم عالٍ رفيعة تتبع جامعة دلهي، حيث حصلت على درجة جامعية في السياسة عام 1964 عندما كانت والدتها تشغل منصب سفير بورما لدى الهند.
وخلال فترة دراستها الجامعية، تميزت أون بالنشاط الملحوظ، كما كانت زميلة لمعهد شيملا الهندي للدراسات المتقدمة عام 1987 - 1988. وتتحدث أون الهندية بطلاقة وتعد واحدة من أشد عاشقي بوليوود.

حميد كرزاي

شغل منصب رئيس أفغانستان طيلة قرابة 10 سنوات، من ديسمبر (كانون الأول) 2004 حتى 29 سبتمبر (أيلول) 2014، في فترة مرت البلاد بالكثير من النجاحات والإخفاقات. خلال فترة رئاسته، أصبحت علاقات أفغانستان بدول أعضاء في حلف الناتو مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قوية للغاية رغم وجود كثير من الخلافات في وجهات النظر. وقد أخذ كرزاي على عاتقه مهمة إعادة بناء البلاد التي مزقتها الحروب.
بعد تخرجه في المدرسة الثانوية ببلاده، سافر كرزاي إلى الهند في إطار تبادل لبعثات طلابية عام 1976، ونال الموافقة على الدراسة لنيل درجة الماجستير في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة هيماتشال براديش، جامعة عامة في شيملا لا تهدف للربح.
وكثيرًا ما كان كرزاي يتباهي بقوله: «أعرف شيملا أكثر من أي فرد فيكم، فأنا أعلم كل شارع بها وكل بناية واستكشفت كل شبر بها». وقال: إن شيملا هي من زرع بداخله هواية المشي. ويتحدث كرزاي الهندية والأردية بطلاقة، وغالبًا ما كان يتحدث مع المسؤولين الهنود بهما».

بابورام بهاتاراي
تقلد منصب رئيس وزراء نيبال في الفترة بين أغسطس (آب) 2011 حتى مارس (آذار) 2013، وقد درس في كلية تشانديغار للعمارة في سبعينات القرن الماضي. وقال عنه مدير الكلية آي. جيه. إس. باكشي: «كان طالبًا متميزًا». كما أثنى عليه بعض زملائه السابقين من الهند، الذين ارتقوا لمناصب رفيعة لاحقًا، ووصفوه بأنه صاحب شخصية ودودة وذكية ومخلصة وقادر على العمل داخل فريق.
ارتاد بهاتاراي مدرسة دلهي للتخطيط والعمارة. وهناك، وقع في غرام هيشيلا يامي، ابنة أسرة نيبالية عريقة وتزوجها.
ونال درجة الدكتوراه من جامعة جواهر لال نهرو عام 1986، ونشرت رسالة الدكتوراه الخاصة به لاحقًا في كتاب بعنوان «طبيعة التأخر والهيكل الإقليمي لنيبال ـ تحليل ماركسي».

جون صامويل ماليسيلا

تولى منصب رئيس وزراء تنزانيا بين نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 1994، ونال درجة بكالوريوس التجارة من جامعة بومباي (1959)، وهي واحدة من أكبر جامعات العالم من حيث عدد الطلاب.
جيغمه سينغي وانشاك

الملك الرابع لمملكة بوتان من عام 1972 حتى تنحيه عن الحكم لصالح نجله الأكبر عام 2006، وقد نال تعليمه في الهند، بجانب تلقيه تعليمًا خاصًا في بوتان في الدراسات التقليدية والبوذية. وارتاد سانت جوزيفز كوليدج، في دارجيلينغ بالهند بعد دراسته في لندن لمدة عام. وقد بدأ حكمه بملكية مطلقة، لكن وانشاك لعب دورًا محوريًا في دفع مملكة بوتان نحو الديمقراطية، ونجح في وضع بهوتان على خريطة العالم. وربما يتمثل إنجازه الأكبر في تحويله نظام الحكم في بلاده إلى ملكية دستورية.
جيغمه خيسار نمغيل

الملك الخامس والحالي لمملكة بوتان، وقد خلف والده جيغمه سينغي وانشاك في الجلوس على العرش عام 2006، وقد تخرج في كلية الدفاع الوطني النخبوية في دلهي، حيث قضى عامًا هناك في الدراسة مع شخصيات عسكرية بارزة وقيادات دولية، كان هو أصغرها سنًا بفارق كبير.

بينغو وا موثاريكا

تقلد رئاسة مالاوي بين عامي 2004 و2012، وقد درس في الهند في الفترة بين 1961 و1964 تبع منحة تعليمية من الحكومة الهندية، وتخرج في كلية «شري رام للتجارة» وأنجز درجة الماجستير في الاقتصاد من مدرسة دلهي للاقتصاد.

أولوسيجون أوباسانيو

الرئيس السابق لنيجيريا بين عامي 1999 و2007، وهو جنرال سابق بالجيش النيجيري الوطني. وقد تقلد الرئاسة مرتين، ورئاسة الاتحاد الأفريقي. في ستينيات القرن الماضي درس في ديفنس سيرفيسيز ستاف كوليدج في تاميل نادو وكلية الهندسة العسكرية في بيون. وتعد واحدة من الكليات القليلة على مستوى العالم التي تقدم خدمة تعليمية عسكرية رفيعة لضباط من الأفرع الثلاث للقوات المسلحة: القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية. ويلتحق بهذه الكلية عدد من الضباط المنتقين من دول صديقة للهند.

ستيفيني رأبوكا

كان واحدًا من القيادات البارزة لفيجي، وحرض على انقلابين عسكريين في البلاد. ومع ذلك، جرى انتخابه ديمقراطيًا لاحقًا لتولي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة، من 1992 إلى 1999. وترأس مجلس كاكاودروف المحلي من 2001 إلى 2008. ثم أعيد انتخابه لثلاث سنوات أخرى في 13 أبريل (نيسان) 2005. وقد درس في ديفنس سيرفيسيز ستاف كوليدج في تاميل نادو وتخرج فيها عام 1979.

الجنرال حسين محمد إرشاد

كان سياسيا بارزًا في بنغلاديش ورجل دولة وديكتاتورا عسكريا سابقا. كان الرئيس العاشر لبنغلاديش وتميزت فترة حكمه بقبضة حديدية. وكان قائدًا للجيش واستولى على السلطة في انقلاب عسكري من دون إراقة دماء، حيث أطاح بالرئيس عبد الستار عام 1982. وظل في الرئاسة حتى عام 1990، عندما أجبر على الاستقالة بعد اندلاع ثورة بقيادة خالدة ضياء والشيخة حسينة، إلا أن هذا لا ينفي إقراره الكثير من الإصلاحات وتنفيذه مشروعات تنموية. وقد درس في كلية الدفاع الوطني في نيودلهي خلال سبعينات القرن الماضي، والتي تعد المؤسسة الأفضل بمجال التعليم الاستراتيجي داخل الهند. وسنويًا، يلتحق بها نحو 25 ضابطًا من دول متنوعة، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا وفيتنام وسريلانكا ونيبال والإمارات.

فريدريك ويليام كواسي أكوفو

كان جنديًا وسياسيا من غينيا، والتحق بكلية الدفاع الوطني في نيودلهي عام 1973، ووصل الحكم عبر انقلاب عسكري، ثم أطيح به في انقلاب عسكري آخر. وقد حاول إعادة غانا للحكم الدستوري، لكن أطيح به وأعدم عام 1979.
بجانب من سبقوا، نجد أن منوشهر متقي، وزير خارجية إيران بين 2005 و2010 تخرج في جامعة بانغالور عام 1977، كما درس في الهند بيريندرا بير بيكرام شاه ديفكينغ بيريندرا الملك الـ11 لنيبال منذ عام 1972 حتى وفاته عام 2001، حيث درس في سانت جوزيفز كوليدج في خمسينات القرن الماضي.
من ناحية أخرى، فإن هناك الكثير من القادة الذين اختاروا الدراسة في الهند خلال حقبة ما قبل استقلال البلاد، بينهم الجنرال ضياء الحق من باكستان (سانت ستيفينز كوليدج) والرئيسين الباكستانيين السابقين أيوب خان ولياقت علي خان (جامعة عليكرة الإسلامية)، ورئيسي الوزراء النيباليين السابقين بي. بي. كويرالا وجي. بي. كويرالا (جامعة باناراس هندو)، ورئيس وزراء ماليزيا الثالث تون حسين أون (الأكاديمية العسكرية الهندية، دهرادون).



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.