محاصرة حي الجولان آخر معاقل تنظيم داعش

ميليشيات «الحشد الشعبي» تهدد أعضاء مجلس محافظة الأنبار بعد نشر مجازرهم في الصقلاوية

صور للقوات العراقية تقف بجانب آلية عسكرية في الفلوجة (أ.ف.ب)
صور للقوات العراقية تقف بجانب آلية عسكرية في الفلوجة (أ.ف.ب)
TT

محاصرة حي الجولان آخر معاقل تنظيم داعش

صور للقوات العراقية تقف بجانب آلية عسكرية في الفلوجة (أ.ف.ب)
صور للقوات العراقية تقف بجانب آلية عسكرية في الفلوجة (أ.ف.ب)

أعلن قائد عمليات الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، عن محاصرة حي الجولان آخر معاقل تنظيم داعش في مدينة الفلوجة، وفرضت القوات الأمنية العراقية حصارها على الحي الواقع شمال المدينة من محاور مختلفة، تمهيدا لاقتحامه.
وقال الساعدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطعاتنا المسلحة وبجميع صنوفها تقف الآن على محاور حي الجولان شمال مدينة الفلوجة، استعدادا لاقتحامه وإنهاء وجود تنظيم داعش الإجرامي في المدينة، وسوف تدخل قواتنا إلى الحي في غضون الساعات القليلة المقبلة بعد أن أعدت القيادات الأمنية خطة محكمة لاقتحام آخر معاقل التنظيم الإجرامي».
وأضاف الساعدي أن «القوات الأمنية فرضت سيطرتها المطلقة على معظم الأحياء السكنية في المدينة، وتمكنت خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية من تطهير أحياء المعلمين والأندلس والجغيفي بالكامل من مسلحي التنظيم، وأن ما تبقى من فلول عناصر التنظيم هم الآن محاصرون داخل حي الجولان».
وفي سياق متصل، قال قائد الشرطة الاتحادية في العراق، الفريق رائد شاكر جودت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأفواج القتالية التابعة للشرطة الاتحادية بدأت عمليات التقدم إلى داخل حي الجولان واقتحام المنطقة من 6 محاور. وأضاف جودت أن «قواتنا المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على مسافة تقدر بنحو 700 متر في عمق حي الجولان، وتمكنت خلال عمليات الاقتحام من قتل العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي كان من أبرزهم القيادي في التنظيم أبو عبيدة الأنصاري قائد التنظيم الإرهابي في مدينة الفلوجة».
من جانب آخر، أكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، النائبة لقاء وردي، وجود عناصر تابعة لقوات «الحشد الشعبي» دخلت إلى مدينة الفلوجة، وأضافت وردي أن «من بين الجرائم الكبرى التي نفذتها ميليشيات تابعة لـ(الحشد الشعبي) هي المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من أبناء عشيرة المحامدة في منطقة الصقلاوية».
إلى ذلك كشف عضو في مجلس محافظة الأنبار، عن تلقي عدد من أعضاء المجلس ومسؤولين آخرين، تهديدات مباشرة من عناصر تابعة لقوات ميليشيات «الحشد الشعبي»، بسبب مواقفهم الأخيرة التي كشفوا فيها عن انتهاكات «الحشد» بالفلوجة، وقال أحد أعضاء مجلس محافظة الأنبار إن «بعض مسؤولي المحافظة تلقوا رسائل واتصالات هاتفية من قيادات في (الحشد)، تنصحهم بالتخلي عن التصريحات التي تتحدث عن انتهاكات بالفلوجة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».