ميركل تحكّم «العقلانية» و«الواقعية» في تعاطي أوروبا مع انسحاب بريطانيا

أسفت لخروج لندن من الاتحاد.. واعتبرته «نقطة تحول» في أوروبا

ميركل تحكّم «العقلانية» و«الواقعية» في تعاطي أوروبا مع انسحاب بريطانيا
TT

ميركل تحكّم «العقلانية» و«الواقعية» في تعاطي أوروبا مع انسحاب بريطانيا

ميركل تحكّم «العقلانية» و«الواقعية» في تعاطي أوروبا مع انسحاب بريطانيا

دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل القادة الأوروبيين أمس إلى التعامل مع قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ«عقلانية وواقعية»، معربة عن أسفها لقرار البريطانيين.
وافتتحت ميركل خطابها بالتعبير عن أسفها الشديد لقرار الغالبية البريطانية إنهاء عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وأكدت أنها لم تكن تتوقع صدوره. وقالت «إن بريطانيا ستبقى لسنوات أخرى في الاتحاد الأوروبي في انتظار اكتمال فترة المفاوضات حول تفاصيل إتمام عملية الخروج».
والتقت ميركل قبل فترة وجيزة من خطابها برؤساء الأحزاب ورؤساء الكتل البرلمانية للأحزاب المشاركة في الحكومة، وناقشت معهم قضية خروج بريطانيا من الاتحاد. وأشارت إلى أنها ستعطي تصريحًا مفصلاً حول الموضوع في اجتماع البرلمان الألماني (البوندستاغ) يوم الثلاثاء المقبل.
ولا مجال للف والدوران حول الموضوع، من وجهة نظر المستشارة الألمانية، فخروج بريطانيا يشكل «نقطة تحول كبيرة في أوروبا والوحدة الأوروبية، ودعت رؤساء الدول الأوروبية اعتماد «القدرة والإرادة» في التعامل مع الموضوع، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة التي قد تؤدي إلى المزيد من الانقسام في الاتحاد الأوروبي.
وفي مواجهة العواقب المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حددت المستشارة ميركل في خطابها ثلاثة تحديات ينبغي على الاتحاد مواجهتها. الأول يتمثل في أن يضمن أن يشعر المواطنون الأوروبيون بشكل ملموس كيف تضمن الوحدة الأوروبية لهم تحسين حياتهم. هذا، لأن أوروبا متنوعة، وتوقعات الناس للمكتسبات التي يحصلون عليها من الاتحاد متنوعة أيضًا.
وإن التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي أكبر بكثير من أن ينهض بها أي بلد أوروبي بمفرده. وعلى هذا الأساس، على الاتحاد الأوروبي أن يطرح نفسه شريكا فاعلا في عملية نشوء وتبلور العولمة. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يكون ضمانة للسلام والرفاهية والاستقرار، وهو ما يضمن للشعوب الأوروبية تحقيق مصالحها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
وأخيرًا، ينبغي على دول الاتحاد أن تتعامل مع خروج بريطانيا بـ«وعي تاريخي»؛ لأن أوروبا الموحدة نشأت فكرة سلمية على أنقاض حروب مهلكة سادت القارة الأوروبية، وأصبح السلام اليوم في القارة أكثر من مجرد واقع بديهي بفضل الاتحاد.
هذا، وأعلن مكتب المستشارة عن تحضيرات جارية لعقد قمة أوروبية مصغرة في الأيام المقبلة يحضرها، إلى جانب ميركل، رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تسك والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
من جانبه، قال زيغمار غابرييل، وزير الاقتصاد ونائب المستشارة ميركل «إن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس نهاية أوروبا»، منوهًا بضرورة أن تنظر بروكسل إلى النتيجة بصفتها «إشارة تحذير» ونداءً عاجلا لإصلاح الاتحاد. وقال غابرييل، وهو زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، في مؤتمر صحافي في برلين، إن أوروبا في حاجة إلى بداية جديدة، إلا أن الوقت غير مناسب الآن لإثارة الجدل حول بنية المؤسسات الأوروبية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.