مولنبيك تحكي تجربتها مع التشدد أمام اجتماع أوروبي.. ومداهمات جديدة دون اعتقالات

لجنة تحقيق برلمانية: الشرطة الفرنسية أوقفت عبد السلام 30 دقيقة عقب تفجيرات باريس وأطلقت سراحه

إجراءات أمنية في شوارع العاصمة بروكسل عقب حملة مداهمات بحثًا عن مشتبه بهم أمس (أ.ب)
إجراءات أمنية في شوارع العاصمة بروكسل عقب حملة مداهمات بحثًا عن مشتبه بهم أمس (أ.ب)
TT

مولنبيك تحكي تجربتها مع التشدد أمام اجتماع أوروبي.. ومداهمات جديدة دون اعتقالات

إجراءات أمنية في شوارع العاصمة بروكسل عقب حملة مداهمات بحثًا عن مشتبه بهم أمس (أ.ب)
إجراءات أمنية في شوارع العاصمة بروكسل عقب حملة مداهمات بحثًا عن مشتبه بهم أمس (أ.ب)

أثناء عودته من فرنسا إلى بلجيكا، وبعد وقت قصير من تفجيرات باريس، أوقفت الشرطة الفرنسية صلاح عبد السلام لمدة 30 دقيقة ثم عادت وأطلقت سراحه، هذا ما ذكره برلماني بلجيكي عضو في لجنة التحقيق البرلمانية حول تفجيرات باريس التي وقعت في مارس (آذار) الماضي، وأيضًا برلماني فرنسي عضو في لجنة مماثلة حول تفجيرات باريس، التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
وقالت صحيفة «لوسوار» البلجيكية أمس، نقلا عنهما أن صلاح عبد السلام أثناء عودته برفقة كل من محمد عمري، وحمزة عطو، وعند بلدة كامبري الفرنسية، جرى توقيفهم من الشرطة الفرنسية، التي قامت بفحص كارت الإقامة لكل شخص، وهي عملية تستغرق ما بين خمس إلى عشرة دقائق لكل شخص، ولم يكن لدى الشرطة الفرنسية أي علم بأن عبد السلام معروف في بلجيكا أنه محسوب على المتشددين، ومع ذلك لم يتضمن تقرير اللجنة البرلمانية الفرنسية الذي سيصدر في الخامس من الشهر القادم أي اتهامات بالتقصير لعناصر الشرطة الفرنسية.
وكان عبد السلام هرب من مكان التفجيرات، بعد أن عدل عن رأيه في آخر لحظة بالمشاركة في التنفيذ بينما فجر شقيقه إبراهيم نفسه ضمن آخرين.
أما صحيفة «لادورنير ايور» البلجيكية فقالت إن المشتبه به رقم 3 في قائمة المعتقلين في بروكسل، الذي اعتقلته الشرطة البلجيكية بعد أيام من تفجيرات باريس ويدعى لعزيز إبراهيمي، قد أطلقت السلطات البلجيكية سراحه بشروط، وبعد أن وجهت إليه اتهامات بتقديم المساعدة لصلاح عبد السلام والاشتراك في قتل 132 شخصًا، وهي أمور نفاها المشتبه به. وحسب الصحيفة فقد أكد محاميه سفين ماري إطلاق سراحه.
من جهة أخرى، استمعت لجنة الأقاليم والمدن الأوروبية في بروكسل والتابعة للاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي، إلى تقرير بلجيكي حول تجربة مدينة ميخلين القريبة من بروكسل، حول مواجهة محاولات نشر الفكر المتشدد بين الشباب، ومحاولات تجنيد وتسفير البعض منهم إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق.
واجتمعت، أمس، اللجنة الأوروبية من جديد للاستماع إلى تجربة بلدية مولنبيك ببروكسل في مواجهة خطر التطرف، وخصوصًا بعد أن كانت مولنبيك محل اهتمام الإعلام الدولي منذ أواخر العام الماضي، في أعقاب تورط عدد من الشبان من سكان الحي في تفجيرات باريس، واستمر الأمر أيضًا في أعقاب تفجيرات بروكسل، التي وقعت في مارس الماضي.
وذلك حسبما قال غاردنر اندرو المسؤول الإعلامي في لجنة الأقاليم ببروكسل، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، وأضاف أن عمدة مولنبيك، وخلال نقاش حول الأحداث الأخيرة في بلجيكا، تناولت تجربتها مع التشدد وكيفية التعامل معه، وذلك بحضور شخصيات أخرى من القيادات المحلية في المدن والأقاليم الأوروبية، شاركوا في النقاش للتأكد من أن كل الأمور تجري وفقا لمعايير العمل الأوروبي المشترك.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت فرنسواز سكيبمانس عمدة بلدية مولنبيك، وهي بلدية معروفة بغالبية السكان من أصول إسلامية، إن «الوضع في مولنبيك له خصوصية، ونريد أن نظهر للمؤسسات الأوروبية وضعية بروكسل بشكل عام وبلدية مولنبيك بشكل خاص، وخصوصًا أن الأخيرة تتمتع بظروف ووضعية خاصة ونريد نشرح هذه الأمور للمسؤولين الأوروبيين، لا سيما عقب توجيه انتقادات وإشارات بالاتهامات إلى هذه البلدية خلال الأشهر الماضية». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجميع تألم، وكانت هناك حالة من الحزن في أعقاب تفجيرات مارس الماضي وخصوصا هنا في مولنبيك»، وقالت: «اليوم نحن في حاجة إلى المزيد من التضامن ونريد لكل سكان مولنبيك بصرف النظر عن عقيدتهم أن يتقاسموا الأنشطة والاحتفالات ويظهروا التضامن».
وقد اكتسب الحي، بسبب الإرهاب والغارات، وإطلاق النار المتبادل عبر شوارع مولنبيك في بروكسل، سمعته السيئة في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي حيث بات يوصف بأنه «نواة» أو «الأرض الخصبة» للإرهاب في أوروبا، وخصوصًا في أعقاب تفجيرات باريس في نوفمبر الماضي وبروكسل في مارس الماضي وتورط عدد من الشبان من سكان الحي في هذه الهجمات سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو تقديم المساعدة لمرتكبي التفجيرات.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بلجيكا أول من أمس، إن حملة مداهمات جديدة نفذتها الشرطة، شملت 7 منازل في كل من بروكسل وأنتويرب، وذلك في إطار تحقيقات بشأن ملف حادث الاعتداء داخل القطار الأوروبي «تاليس» الذي وقع في أغسطس (آب) الماضي، وإحباط محاولة هجوم إرهابي من جانب شخص يدعى أيوب (26 عاما) استقل القطار من بروكسل، وكان القطار قادمًا من أمستردام الهولندية في طريقه إلى العاصمة الفرنسية باريس، ونجح أربعة جنود في السيطرة على أيوب وكان بحوزته كلاشنيكوف.
وقال مكتب التحقيقات إن المداهمات التي جرت الثلاثاء الماضي، لم تسفر عن أي اعتقالات، أو العثور على أي أسلحة أو متفجرات، وشملت بلديات في بروكسل، ومنها مولنبيك التي كان منفذ الحادث أيوب قد عاش فيها فترة من الوقت مع شقيقته. كما شملت المداهمات منازل في مدينة أنتويرب (شمال البلاد) وبلدية ويلبروك القريبة من أنتويرب. وكانت الشرطة نفذت مداهمات في إطار التحقيقات يوم الاثنين الماضي، وشملت 6 منازل في بروكسل والمنطقة المحيطة بها، وجرى اعتقال 6 أشخاص لفترة من الوقت، ثم قرر قاضي التحقيقات إطلاق سراحهم، ولم يتم أيضًا العثور على أسلحة أو متفجرات.
ويأتي ذلك بعد أن قامت الشرطة البلجيكية ظهر الأحد الماضي بإخلاء محطة قطار وسط بروكسل وهي إحدى المحطات الرئيسية في العاصمة، بحسب المتحدث باسم الشرطة بيتر دوايل الذي أضاف أنه جرى العثور على حقيبتين بالقرب من مكان بيع التذاكر، وتفاديًا لأي مخاطر تعاملت الشرطة مع الأمر بالجدية المطلوبة، وقررت إغلاق المحطة لحين فحص الحقائب.
وبعد ساعات قليلة عادت وسمحت باستئناف العمل وفتح أبواب المحطة من جديد للمسافرين. ويأتي ذلك عقب الإعلان عن تفادي وقوع هجمات إرهابية في بروكسل، بعد حملة اعتقالات ومداهمات مساء الجمعة الماضي شملت 40 منزلا داخل وخارج العاصمة البلجيكية، و152 مرفأ، وجرى اصطحاب 40 شخصا لاستجوابهم، ثم اكتفت الشرطة بالإبقاء على 12 شخصًا لفترة من الوقت، وعادت وأطلقت سراح 9 منهم، وقررت اعتقال ثلاثة ووجهت إليهم اتهامات تتعلق بالتخطيط لعمليات قتل في إطار إرهابي، والاشتراك في نشاط جماعة إرهابية. وهم سمير سي وعمره 27 عامًا، ومصطفى بي، 40 عامًا، وجواد بي، 29 عامًا. ولم يعثر على أي أسلحة أو متفجرات خلال عملية الدهم، التي جرت من دون وقوع أي حادث يُذكر.



ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
TT

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» التنموية، الاثنين، أن ثروات أغنى أثرياء العالم تزداد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذلك قبيل انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً للتقرير، فقد بلغ عدد المليارديرات في العالم 2769 مليارديراً في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مقارنات بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتاً، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوقعت «أوكسفام» أنه سيكون هناك ما لا يقل عن خمسة ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار حول العالم بعد عشر سنوات.

ويعتمد تقرير «أوكسفام» على بيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقديرات لثروة المليارديرات التي أجرتها مجلة «فوربس» الأميركية وبيانات من البنك الدولي.

ووفقاً للتقرير، ارتفع مجموع ثروات أصحاب المليارات من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار في عام 2024 وحده، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات من العام السابق.

وفي المتوسط، زادت ثروة الملياردير الواحد بمقدار 2 مليون دولار يومياً. كما أصبح أغنى 10 مليارديرات أكثر ثراء بمقدار 100 مليون دولار يومياً.

ماكينة طباعة النقود تقص أوراقاً نقدية من فئة 1 دولار في واشنطن (أ.ب)

حتى لو فقدوا 99 في المائة من ثروتهم بين عشية وضحاها، فسيظلون من أصحاب المليارات، بحسب «أوكسفام».

وبحسب التقرير فإن مصدر 60 في المائة من أموال المليارديرات تأتي من «الميراث أو السلطة الاحتكارية أو علاقات المحسوبية». ووفقاً لمنظمة «أوكسفام»، فإن 36 في المائة من ثروة المليارديرات في العالم تأتي من الوراثة. ويتضح هذا بشكل أكبر في الاتحاد الأوروبي، حيث يأتي 75 في المائة من الثروة من مصادر غير مكتسبة، و69 في المائة يأتي من الميراث وحده.

وقالت خبيرة الضرائب في «أوكسفام» الاتحاد الأوروبي، كيارا بوتاتورو: «ثروة أصحاب المليارات متزايدة، والخلاصة هي أن معظم الثروة ليست مكتسبة، بل موروثة».

وأضافت: «في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في جميع أنحاء العالم تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي. ويحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب أكثر على ثروة شديدي الثراء، بما في ذلك الميراث. ومن دون ذلك، فإننا نواجه خطر رؤية فجوة متزايدة الاتساع بين شديدي الثراء والأوروبيين العاديين».