تشكيل قوى من العشائر العربية مكونة من 15 ألف مقاتل لخوض معركة الموصل

الحويت: القوات تتدرب على القتال بمساعدة البيشمركة وقوات التحالف الدولي

تشكيل قوى من العشائر العربية مكونة من 15 ألف مقاتل لخوض معركة الموصل
TT

تشكيل قوى من العشائر العربية مكونة من 15 ألف مقاتل لخوض معركة الموصل

تشكيل قوى من العشائر العربية مكونة من 15 ألف مقاتل لخوض معركة الموصل

تستعد العشائر العربية في مدينة الموصل من خلال تشكيل قوات قوامها 15 ألف مقاتل لخوض معركة تحرير المدينة من تنظيم داعش إلى جانب الجيش العراقي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، رافضة في الوقت ذاته مشاركة الميليشيات الشيعية التي أسستها طهران بمساعدة عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي في سوريا لتزج بها في معركة تحرير المحافظة تحت مسمى قوات العشائر.
وقال المتحدث الرسمي للعشائر العربية في محافظة نينوى، الشيخ مزاحم أحمد الحويت، لـ«الشرق الأوسط»: «العشائر العربية في محافظة نينوى مستعدة للمشاركة في عملية تحرير الموصل المرتقبة، والآن 15 ألف مقاتل من أبناء هذه العشائر جاهزة، وهي تنتظر بدء العمليات المشتركة لتحرير المدينة، ومطلبنا الرئيسي هو مشاركة قوات البيشمركة في العملية، لأن البيشمركة أثبتت جدارتها في كسر شوكة التنظيم، وهي واحدة من الجيوش النظامية في الشرق الأوسط التي وجهت ضربة قاضية لـ(داعش)».
وأردف الحويت بالقول: «إن أبناء الموصل الموجودين داخل المدينة مستعدون لبدء انتفاضة داخلية ضد التنظيم، وهذه الانتفاضة ستنطلق مع بدء عملية التحرير، الآن أبناء الموصل يستهدفون يوميًا عناصر التنظيم داخل المدينة، فلا يمر يوم وإلا يقتل فيه عدد من كبار قادة التنظيم ومسلحيه، حتى إن (داعش) اضطر وخشي استهداف مقراتها من قبل المواطنين إلى تغيير مواقع هذه المقرات ونقلها إلى أماكن أخرى وتغير مواقع نقاط تفتيشها».
وجدد الحويت رفض العشائر العربية لمشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير محافظة نينوى، وشدد بالقول: «إن إيران شكلت ميليشيات تابعة لميليشيات الحشد الشعبي في سوريا، بالتنسيق مع عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي عن مدينة الموصل، وتتولى طهران عملية دعم وتدريب هذه الميليشيات، وإعدادها للمشاركة في عملية تحرير الموصل تحت مسمى قوات العشائر، لكنها في الحقيقة هي ميليشيات تابعة للحشد الشعبي، ونحن نرفض مشاركة هذه القوات جملة وتفصيلا في عملية تحرير الموصل، وكل المناطق الأخرى من محافظة نينوى، لأنها تابعة لإيران».
وأنهى نحو 14 ألف مقاتل من العشائر العربية في محافظة نينوى تدريباتها على استخدام السلاح وخوض المعارك تحت إشراف قوات البيشمركة والتحالف الدولي، استعدادًا لتحرير الموصل، وفي هذا السياق سلط الشيخ ثائر عبد الكريم وطبان الجربا، أحد شيوخ قبيلة الشمر لـ«الشرق الأوسط»، الضوء على استعدادات العشائر العربية لخوض معركة الموصل، وأضاف: «أبناء العشائر الذين أنهوا تدريباتهم مؤخرا وصل عددهم إلى نحو 14 ألف مقاتل، من قبيلة الشمر والجحيش والجبور، والإيزيديين، ومعسكرات التدريب تشرف عليها قوات البيشمركة والجيش العراقي والتحالف الدولي، وعددها ثلاثة معسكرات موزعة على إقليم كردستان، ومناطق في أطراف الموصل، وهذه المعسكرات استقبلت خلال الأيام الماضية نحو ألف متطوع آخر، حيث سينضمون إلى الآخرين، وبهذا سيصبح العدد 15 ألف مقاتل».
وتابع الجربا: «أن قوات البيشمركة هي التي تدرب هؤلاء المقاتلين، الذين يتلقون تدريبات على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة إلى حرب الشوارع والمدن، فقسم من هذه القوات هي قوات خاصة تلقت تدريبات خاصة متطورة، وقوات التحالف والبيشمركة والجيش العراقي هي التي تتولى عملية تسليح هذه القوات».
وكشف الجربا، أن سكان الموصل نزحوا بالآلاف إلى منطقة الهول داخل الأراضي السورية بعدما دفعوا مبالغ مالية كبيرة لمهربين متعاونين مع «داعش» لإخراجهم من المدينة التي أصبحت سجنا كبيرا. وناشد الجربا رئاسة الإقليم إلى مد يد العون لمن لم يتورط مع «داعش» من هذه العوائل الموصلية التي نزحت إلى سوريا وفتح أبواب الإقليم أمامها، حيث بلغ عددها نحو 4500 عائلة حتى الآن.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.