السعودية تجدد إدانتها للنظام السوري وأعوانه لدعمهم التنظيمات الإرهابية

السعودية تجدد إدانتها للنظام السوري وأعوانه لدعمهم التنظيمات الإرهابية
TT

السعودية تجدد إدانتها للنظام السوري وأعوانه لدعمهم التنظيمات الإرهابية

السعودية تجدد إدانتها للنظام السوري وأعوانه لدعمهم التنظيمات الإرهابية

جددت السعودية إدانتها وشجبها لاستمرار النظام السوري وأعوانه في إتاحة الفرصة للتنظيمات الإرهابية ودعمها، مؤكدة أن النظام السوري وأعوانه وأركانهم يعد شريكًا أساسيًا فيما يتم ارتكابه من جرائم حرب وإبادة ضد الشعب السوري.
كما شددت السعودية على إدانتها لكافة التنظيمات الإرهابية وما ترتكبه من عمليات وجرائم بشعة ضد أيٍ من كان، وعلى الأخص ما ورد في تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا من ارتكاب "داعش" لجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، وعدم سماح النظام السوري للجنة الدولية بدخول الأراضي السورية حتى الآن للقيام بمهمتها بشكل كامل وفاعل وفقا للولاية المنوطة بها.
جاء ذلك في كلمة السفير فيصل طراد مندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان، مبينا أن السعودية عملت دون كلل خلال اجتماعات فرق العمل الإنسانية لمراقبة وقف الأعمال العدائية التي تم إنشاؤها بموجب بيان ميونيخ، لتخفيف المعاناة عن الشعب الُسوري؛ إلا أن نظام بشار الأسد لا يزال يضع العقبات الواحدة تلو الأخرى لنفاذ المساعدات الإنسانية أو الالتزام بوقف الأعمال العدائية؛ الأمر الذي يعرض بالتأكيد العملية السياسية للفشل، ولا يشجع المبعوث الخاص لسوريا في بدء الجولة الثالثة لمفاوضات الحل السياسي.
وقال السفير طراد خلال الحوار التفاعلي الذي عقده مجلس حقوق الإنسان مع رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا باولو بينهيرو "إن 5 سنوات مضت وهي نصف عمر مجلس حقوق الإنسان، منذ بدء معاناة الشعب السوري الشقيق علي يد النظام السوري وأعوانه". وأعاد التأكيد على موقف السعودية الثابت في الحفاظ على توفير بيئة داعمة للعملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، وصولا لاتفاق كامل على أسس مبادئ بيان جنيف 1، بما يحقق تطلعات الشعب السوري لبناء مستقبل جديد لهذا البلد، لا يكون لبشار الأسد وأعوانه الذين لطخت أيديهم بدماء الشعب السوري أي دور فيه، مع التأكيد على حفاظ مؤسسات الدولة ووحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.