بدلاً من شراء أجهزة جديدة.. لماذا لا نرضى بجهازنا الحالي؟

الأجهزة الجوالة المستعملة يمكن أن تؤدي مهماتها بعد تقليص الملفات المخزونة واستبدال البطارية

فنسنت لاي يحمل الهاتف «بالم تريو» المستعمل الذي توقف إنتاجه العقد الماضي
فنسنت لاي يحمل الهاتف «بالم تريو» المستعمل الذي توقف إنتاجه العقد الماضي
TT

بدلاً من شراء أجهزة جديدة.. لماذا لا نرضى بجهازنا الحالي؟

فنسنت لاي يحمل الهاتف «بالم تريو» المستعمل الذي توقف إنتاجه العقد الماضي
فنسنت لاي يحمل الهاتف «بالم تريو» المستعمل الذي توقف إنتاجه العقد الماضي

كان فينسينت لاي يعمل في مصنع لإعادة التدوير في نيويورك، وكان يفرز مختلف الهواتف الجوالة المستعملة قبل عدة أعوام عندما وقع في يده جهاز «بالم تريو»، وهو من الهواتف الذكية التي توقف إنتاجها العقد الماضي. واختبر لاي البالغ من العمر 49 عامًا الهاتف المستعمل، ووجد أنه لا يزال يعمل.
ومن ثم أخذ الجهاز إلى منزله وجعل منه رفيقه المحمول اليومي، مثلما يتبنى أحدهم حيوانًا ضعيفًا في طريقه إلى الموت الرحيم.
يقول لاي: «تلك هي الطريقة التي أفكر بها حول الكثير من أشيائي التكنولوجية: إنها مرشحة لخطة إنقاذها»، مضيفا أنه تم فصله من عمله في المصنع عام 2010 بعدما اكتشف مديره السابق أنه يواصل أخذ الأجهزة المستعملة غير المرغوب فيها إلى منزله ضد أوامره. وهو الآن يعمل لدى شركة «Fixers Collective» وهو ناد اجتماعي في نيويورك يعمل على إصلاح الأجهزة القديمة لتمديد عمر تشغيلها الافتراضي.
وتحاول كثير من شركات التكنولوجيا تدريب الناس حول كيفية تحديث الأجهزة التي بحوزتهم - بهدف استمرارهم مع الأجهزة الحالية لحين ظهور شيء جديد في الأسواق.
إلا أن عددًا من الخبراء مثل فينسينت لاي، وكذلك كايل وينز الرئيس التنفيذي لشركة «iFixit»، وهي شركة توفر تعليمات مكتوبة ومكونات إصلاح الأجهزة القديمة، تقدموا بالنصيحة لأجل الاستفادة القصوى من الهاتف الذكي، أو التابلت، أو حتى الكومبيوتر.
* إدامة الأجهزة الجوالة
عندما تكون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية (التابلت) بطيئة إلى حد ما ومحدودة القدرات بالمقارنة مع الكومبيوتر، فهناك سبب مقنع ووجيه لشراء جهاز محمول جديد كل بضعة أعوام.
ولكن الأجهزة الجوالة في الوقت الحالي صارت سريعة للغاية وقادرة على العمل والمواكبة، حتى أصبح بإمكان المستخدم أن يحتفظ يها لأطول فترة ممكنة.
يقول السيد وينز: «إن جهاز الكومبيوتر ذا الخمسة أعوام لا يزال على ما يرام، ويعمل بصورة جيدة للغاية الآن، وإننا نحاول تنفيذ الشيء نفسه مع الهواتف الذكية حاليًا».
إن إدامة الهواتف الذكية وأجهزة التابلت من السهولة بمكان. وهناك أمران مهمان فقط يستدعيان الانتباه: تخزين البيانات وسعة البطارية. إذا ما اقتربت سعة التخزين على الجهاز من النفاد، قد يبطئ ذلك من سرعة برنامج التشغيل. وإذا ما قاربت البطارية على نهاية دورة حياتها، فسوف يتوقف الجهاز عن العمل بأسرع من المتوقع.
على أجهزة «آبل»، و«آيفون»، و«آيباد»، التي تفتقر إلى دعم بطاقات الذاكرة الخارجية، فإن إدارة سعة التخزين تتطلب مجهودا أكبر. ومن النصائح الذكية الموصى بها أخيرا من قبل أحد المستخدمين على موقع «Reddit.com» كانت استئجار فيلم عبر خدمة «آي تيونز» ثم تجاوز المساحة المطلوبة على الجهاز. وعندما يكتشف الجهاز أنه يفتقر إلى المساحة المطلوبة لعرض الفيلم، يرفض التحميل، ويبدأ في تطهير البيانات المخزنة بصفة مؤقتة، والعالقة في الكثير من التطبيقات. ولقد اختبرت هذه الطريقة عن طريق تحميل فيلم حرب النجوم الجديد على جهاز «آيباد» تبلغ سنوات استخدامه 3 سنوات، الذي نفدت مساحته التخزينية، ولقد نجحت الطريقة في تفريغ مساحة على لجهاز بسعة 2 غيغابايت، مما ساعد في تسريع عمل الجهاز إلى حد كبير.
إذا كنت قد جربت هذه النصائح، وما زلت تواجه مشكلة مع التخزين، فكر في حذف التطبيقات التي نادرا ما تستخدمها أو إجراء النسخ الاحتياطي لكل البيانات خاصتك، وإعادة تثبيت نظام تشغيل الهاتف، وتثبيت أقل عدد ممكن من التطبيقات، كما يقول السيد وينز.
ثم هناك البطارية. فلكل بطارية بالهاتف الجوال عدد معين من الدورات، وهو عدد معين من المرات التي يمكن للبطارية فيه أن تنضب ويعاد شحنها، بعدها لا تكون قابلة للشحن بالأساس. وعلى جهاز «آيفون» أو «آيباد»، يمكنك معرفة عدد الدورات من خلال توصيل الهاتف أو الجهاز بكومبيوتر «ماك»، وتشغيل تطبيق «coconutBattery» المجاني، الذي يعرض لك إحصائيات البطارية.
وإحدى التجارب التي يوصي بها السيد وينز هي استبدال البطارية مرة كل عامين، وتحديث التابلت خاصتك مرة كل 4 أو 5 سنوات. والبطارية الجديدة تتكلف 20 إلى 40 دولارًا، حسب نوع الهاتف. ويمكن استبدال كثير من هواتف «أندرويد» عن طريق فتح الغلاف الخلفي للهاتف، وخطوات استبدال بطارية «آيفون» يمكن الحصول عليها من مواقع مثل «iFixit».
* ترقية جهاز الكومبيوتر
بوجه عام، أصبحت أجهزة الكومبيوتر أكثر سرعة وقوة حتى إن الكومبيوتر الذي يبلغ من العمر 5 إلى 7 سنوات يبدو كالجديد تمامًا مع قليل من الصيانة. وعلى سبيل المزيد من النصائح، فإن من السهل إزالة وتحديث أجزاء الكومبيوتر مقارنة بإزالة وتحديث أجزاء الهاتف أو الجهاز المحمول.
وينصح كل من لاي ووينز بشدة باستبدال الأقراص الصلبة التقليدية بتكنولوجيا التخزين الجديدة المعروفة باسم «أقراص الحالة الصلبة». وتلك الأقراص ذات سعة تخزينية أقل بشكل عام من محركات الأقراص الثابتة، ولكنها تشغل التطبيقات بشكل أسرع وأكثر دوامًا، بسبب عدم وجود الأجزاء المتحركة فيها.
ومن مكونات الكومبيوتر الأخرى التي يمكن تحديثها بسهولة: الذاكرة، والمعروفة في المجال العام باسم «ذاكرة الوصول العشوائي». كلما كان لديك المزيد من هذه الذاكرة، ازداد عدد البرامج التي يمكنك تشغيلها بسرعة أكبر كما يمكن للكومبيوتر خاصتك الانتقال السريع بين مختلف التطبيقات. ويوصي لاي ووينز بتثبيت أكبر قدر ممكن من الذاكرة التي يدعمها الكومبيوتر الخاص بك من أجل تسريع الأداء العام.
وبالنسبة لأفضل درجات الصيانة الممكنة، كن حذرا من المشكلة التي يعاني منها الجميع، ألا وهي الغبار، إذ إن الغبار الذي يتجمع في الأجهزة يرفع من درجة الحرارة، مما يسرع من عملية الشيخوخة التي يصاب بها الكومبيوتر. وسوف تؤدي خدمة كبيرة لجهاز الكومبيوتر الخاصة، إذا ما أنفقت بضعة دولارات على شراء علبة من الرذاذ المقاوم للأتربة والغبار، وخصوصًا في منافذ الهواء والمروحة كل بضعة أشهر.
بالنسبة للكومبيوتر المحمول، راقب سعة التخزين وعمر البطارية المتبقي. يعرض موقع شركة «أبل» معلومات حول أقصى عدد ممكن من دورات البطارية المتبقية لكل جهاز من أجهزة «ماكبوك». ويمكنك مراجعة عدد الدورات التي استكملتها البطارية من خلال تطبيق «coconutBattery» المجاني. وبالنسبة للأجهزة العاملة بنظام ويندوز، فإن تطبيق «Battery Infoview» يعرض صحة بطارية الكومبيوتر المحمول الخاص بك، وإن كانت الشكوك لا تزال تراودك، فعليك استدعاء من يصلح لك الجهاز.
توفر شركة «iFixit» التعليمات حول استبدال البطاريات، وتثبيت المحركات، أو إضافة الذاكرة إلى أجهزة «أبل»، و«ويندوز»، و«أندرويد». ويمكنك دائمًا استخدام خدمات الدعم من الشركة، مثل برامج استبدال بطارية «أبل»، أو دليل أفضل المشترين، أو استئجار فني إصلاح مستقل.
يقول السيد لاي: «يمكن للهاتف الاستمرار في العمل لفترة طويلة جدا إذا كانت احتياجاتك منه ليست استثنائية، وإذا أوليته العناية اللازمة». ويتحدث عن الجهاز المستعمل الذي أنقذه: «عطبت بعض الأزرار في لوحة مفاتيح هاتف (بالم تريو)، ومن ثم وضعت بعض القطع الصغيرة من الشريط الكهربائي محلها. والآن أقوم بالضغط عليها قليلا لكي تعمل».
* خدمة «نيويورك تايمز»



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».