هادي يوجه باستيعاب 18 ألفًا من قوات الشرعية بتعز في المؤسسات الأمنية

تواصل القصف العشوائي على مختلف أحياء المحافظة

هادي يوجه باستيعاب 18 ألفًا من قوات الشرعية بتعز في المؤسسات الأمنية
TT

هادي يوجه باستيعاب 18 ألفًا من قوات الشرعية بتعز في المؤسسات الأمنية

هادي يوجه باستيعاب 18 ألفًا من قوات الشرعية بتعز في المؤسسات الأمنية

وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باستيعاب 18 ألفًا من عناصر المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، في المؤسسات الأمنية اليمنية.
وقال مصدر من المكتب الإعلامي لمحافظ تعز، على المعمري، لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس هادي وجه باستيعاب عدد 15 ألفا من أفراد المقاومة الشعبية في محافظة تعز في قوام وزارة الدفاع اليمنية، بالإضافة إلى استيعاب 3 آلاف فرد من أفراد المقاومة الشعبية ضمن قوام وزارة الداخلية اليمنية، وذلك استجابة لمذكرة كانت مرفوعة لمكتبه من قبل محافظ المحافظة».
ويأتي ذلك بعد يومين من أكبر صفقة لتبادل الأسرى بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي القوات الموالية للمخلوع صالح في تعز من جهة أخرى، في حين لا تزال تشهد مدينة تعز معارك ضاربة بين القوات الشرعية والميليشيات الانقلابية التي لا تزال تقصف المدينة وقرى المحافظة بمختلف أنواع الأسلحة وتحاصر المدينة منذ أكثر من عشرة أشهر لتمنع عنهم دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية وكل المستلزمات بما فيها المواد الإغاثية والمشتقات النفطية.
وبعد توجيه الرئيس هادي باستيعاب 18 ألف عنصر من عناصر المقاومة إلى وزارتي الدفاع والداخلية، كثفت الميليشيات الانقلابية وبشكل هستيري قصفها العشوائي على مختلف أحياء تعز وقرى وأرياف المحافظة، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، ورافقها مواجهات في مختلف الجبهات القتالية، حيث اشتدت حدتها في وادي الزنوج، شمال المدينة، وثعبات والجحملية والكمب، شرق المدينة، ومنطقة حِميّر في مديرية مقبنة غرب تعز.
واشتد قصف الميليشيات الانقلابية على حي كلابة والزهراء وحي الشماسي والجحملية وحي مستشفى الثورة ومنطقة بيرباشا والمطار القديم في شرق وغرب ووسط مدينة تعز، علاوة على قصفها الشديد على قرى جبل صبر جنوب المدينة.
وقال المحلل السياسي، ياسين التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «للأسف لا يزال التعامل مع المقاومة الشعبية في إطار الأمنيات والتوجيهات التي لا تجد لها أساسًا على أرض الواقع، حتى تلك التي تتعلق بخطط لدمج المقاومة في الجيش الوطني والقوات الأمنية».
وأضاف أنه «في هذه المرحلة تحتاج المقاومة الشعبية إلى الدعم والإسناد، وتحتاج في تعز على وجه الخصوص إلى تخفيف الضغط الناتج عن مواصلة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حربها على مدينة تعز واستهدافها اليومي للأحياء السكنية ومواقع المقاومة والجيش الوطني، والتي تتسبب في استشهاد وإصابة العشرات يوميًا».
وأكد التميمي أنه كان لافتًا بأن صفقة تبادل الأسرى التي تعد الأكبر من نوعها مع الميليشيات الانقلابية والتي تمت بالتنسيق المباشر وربما بتنسيق من وجاهات قبلية «أظهرت المقاومة وكأنها معزولة عن الحكومة التي لا تزال تفاوض المتمردين في الكويت، حيث تحتل قضية المعتقلين والأسرى جزءا مهمًا من تلك المفاوضات، وهو أمر لا يمكن فهمه إلا أنه يحقق جزءا من طموح الانقلابيين في عزل هذا الملف والتعامل الميداني معه، بعيدًا عن أي دور للسلطة الشرعية، وفي الوقت نفسه يفرض المزيد من العزلة على جبهة مهمة مثل تعز، بما يسمح باستمرار العدوان الانقلابي على المحافظة».
في المقابل، نفذت المؤسسة الرائدة الخيرية، عضو ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، مشروع توزيع 76 سلة غذائية للأسر المتضررة في مديرية شرعب الرونة جنوب المحافظة. ووزعت السلال الغذائية لمناطق الثوجر والآنسية في مديرية شرعب الرونة، وذلك ضمن المشاريع الرمضانية للمؤسسة والتي تهدف إلى إغاثة متضرري تعز.
ويعد المشروع استمرارا لعملية غوث أرياف المحافظة، التي تعاني فقرا شديدا ووضعا مأساويا جراء الحرب الدائرة، كما أن هذه المناطق لم تصل إليها منظمات الإغاثة المحلية والدولية منذ بدء الحرب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.