سياسيون عراقيون يدعون لوقف محاولات التأثير على العلاقات العراقية ـ السعودية

الكربولي: المملكة تمثل العمق العربي وهي بمثابة الأب الكبير للعرب.. وهناك محاولات تهدف للنيل من العلاقات الجيدة

سياسيون عراقيون يدعون لوقف محاولات التأثير على العلاقات العراقية ـ السعودية
TT

سياسيون عراقيون يدعون لوقف محاولات التأثير على العلاقات العراقية ـ السعودية

سياسيون عراقيون يدعون لوقف محاولات التأثير على العلاقات العراقية ـ السعودية

في حين كشف السفير السعودي لدى العراق، ثامر السبهان، عن تلقي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز، لفتح كل الملفات الخاصة بالعلاقات بين البلدين الشقيقين، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة محاولات تقف خلفها جهات سياسية لتعكير صفو العلاقات، على خلفية تحركات أو تصريحات تعدها هذه الجهات تدخلا في الشأن العراقي، وهو ما نفته السفارة السعودية في بغداد جملة وتفصيلا.
وفي تصريحات متلفزة، قال السبهان إن هنالك محاولة لتشتيت الانتباه عما يحدث في العراق، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية لديها حسن النية، وتحمل كل الخير للعراق. وندد السبهان بـ«الحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدف جهود سفارة المملكة العربية السعودية في بغداد»، كاشفا عن توجيه خادم الحرمين الشريفين دعوة للعبادي لزيارة الرياض لبحث وتطوير العلاقات، وذكر أن جميع المقابلات التي أجريناها مع القوى السياسية تمت بترتيب مع الخارجية العراقية، ولقد أبلغنا الحكومة العراقية بوجود مؤشرات تهديد، وكانت متجاوبة معنا.
من جانبهم، أكد سياسيون وأكاديميون عراقيون أهمية ألا تتأثر العلاقات العراقية - السعودية بشكل خاص، والعراقية - الخليجية بشكل عام، بمثل هذه الأجواء السلبية. وقال رئيس كتلة الحل في البرلمان العراقي محمد الكربولي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية التي أعيدت قبل سنة، بعد قطيعة دامت نحو ربع قرن، عددناها في وقتها بمثابة انتصار للدبلوماسية العراقية، وإنجاز يحسب لرئيس الوزراء حيدر العبادي، وذلك لجهة حرصه على الانفتاح على المحيط العربي، وهو أمر في غاية الأهمية. وأضاف الكربولي أن السعودية تمثل العمق العربي، وهي بمثابة الأب الكبير للعرب، وبالتالي لا يمكننا الاستغناء عنها إذا ما أردنا بناء علاقات خارجية متوازنة مع محيطنا الإقليمي والعربي من أجل خلق نوع الموازنة المطلوبة، مبينا أن المحاولات الهادفة الآن للتأثير على هذه العلاقات من خلال ما يعدونه دورا سلبيا للسفير السعودي، وهو ما نفاه بالكامل، لا يعبر إلا عن رؤية قصيرة النظر لأن الخلل في علاقات العراق الخارجية لصالح جهة ضد جهة أخرى لن يصب لا في صالح استقرار العراق وهو يواجه تنظيم داعش، ولا في صالح استقرار المنطقة، وهو ما يتوجب على الخارجية العراقية أن تتصرف باسم الدولة العراقية بجميع مكوناتها، ولا تلتفت إلى المحاولات التي تريد حرف مسار علاقات العراق الخارجية باتجاه واحد، موضحا أن هناك تأويلا كبيرا في دور السفير السعودي في العراق، وهو ما لم ينسجم مع الحقيقة، محذرا في الوقت نفسه من أن «استمرار مثل هذه المحاولات سيكون مقدمة لأن يراجع العرب مواقفهم حيال العراق، وهو ما يمكن أن يخلق ضررا كبيرا له».
من جانبه، أكد رئيس التيار الديمقراطي في العراق علي الرفيعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المصلحة العراقية تقتضي أن تكون علاقات العراق الخارجية جيدة، وأن تتحسن مع كل الدول، ولا سيما دول الجوار، وفي مقدمتها الدول العربية لأن العراق ما زال يعيش أوضاعا صعبة وهو يواجه (داعش)، مما يتطلب الانفتاح على الجميع، سواء لجهة مساعدتهم لنا في محاربة (داعش)، أو في الأقل عدم فتح جبهات عداء نحن في غنى عنها بينما المطلوب هو كسب الجميع لصالحنا.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور خالد عبد الإله، فقد أكد في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن «العرب الذين لم يتفاعلوا مع العراق منذ عام 2003 كانوا قد دعموا حكومة العبادي عند تشكيلها عام 2014، وإن المملكة العربية السعودية أعادت علاقاتها بالعراق بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس فؤاد معصوم إلى المملكة، وبالتالي فإن هناك حرص متبادل على صعيد بناء هذه العلاقات»، مضيفا أنه من الملاحظ أن هناك خطين اليوم على صعيد العلاقة مع السعودية: خط رسمي، وهو داعم لها بقوة رغم الضغوط التي يتعرض لها، وخط غير رسمي يحاول إيقاف النمو في العلاقات بين الرياض وبغداد، حتى أن فتح السفارة السعودية في بغداد أشعر إيران وكأن دورها أو نفوذها في العراق بدأ يتراجع إلى حد كبير.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.