ليبيا: مجلس النواب يستعد لعقد جلسة تحسم مصير حكومة الوفاق الوطني

استمرار المعارك بين قوات موالية لحكومة السراج وتنظيم داعش في سرت

مقاتلون موالون للجيش الليبي في مواجهة مع أعضاء داعش في مدينة سرت (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للجيش الليبي في مواجهة مع أعضاء داعش في مدينة سرت (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: مجلس النواب يستعد لعقد جلسة تحسم مصير حكومة الوفاق الوطني

مقاتلون موالون للجيش الليبي في مواجهة مع أعضاء داعش في مدينة سرت (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للجيش الليبي في مواجهة مع أعضاء داعش في مدينة سرت (أ.ف.ب)

يستعد مجلس النواب الليبي لعقد جلسة الأسبوع المقبل، في محاولة جديدة لحسم مصير حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، بينما استمرت المعارك بين قوات موالية لحكومة السراج وتنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية.
وقال أعضاء في المجلس لـ«الشرق الأوسط» إنهم تلقوا دعوات رسمية من رئيسه المستشار صالح عقيلة لعقد جلسة بمقر المجلس في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي يومي الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.
لكن مع ذلك يقول الأعضاء إنه من غير المحتمل توافر النصاب القانوني للتصويت على حكومة السراج، ومنحها الثقة بشكل رسمي في ظل تصاعد الخلافات بين المجلس والسراج من جهة، وقيادات الجيش الموالي للسلطات الموازية في شرق البلاد من جهة أخرى.
إلى ذلك، كشفت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، عن الاجتماع الذي عقدته أول من أمس مع وزراء خارجية تشاد والنيجر وليبيا، استهدف بدء تبادل التعاون عبر الحدود، ومناقشة أفضل السبل للبدء في تعزيز حدود آمنة بين الدول الثلاث.
وشددت موغريني، في بيان لها أمس، على ما سمته المصلحة المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة بشكل جماعي مثل الإرهاب، وتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والهجرة غير الشرعية. وبعدما اعتبرت أن أمن ليبيا والنيجر وتشاد والاتحاد الأوروبي مرتبط بشكل كبير، أكدت استعداد الاتحاد الأوروبي لتسهيل التبادل ودعم العمل بين الدول حول هذه القضايا في ظل الاحترام الكامل لملكيتهم وسيادتهم.
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج في سرت أن المدفعية الثقيلة لهذه القوّات قد دمرت أمس مخزنًا يحتوي على ذخائر لـ«داعش» بعد عملية رصد في سرت، حيث يحاصر التنظيم الجهادي في معقله.
وبعد التقدم السريع الذي أحرزته القوات الحكومية الأسبوع الماضي، ونجحت خلاله في السيطرة على المرافق الرئيسية في مدينة سرت، ومحاصرة التنظيم الجهادي في منطقة تمتد من وسط سرت إلى شمالها، بدأ هذا التقدم يتباطأ مع شن التنظيم المتطرف سلسلة هجمات مضادة.
ويتحصن مقاتلو التنظيم المتشدد في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى منزل مع عناصر التنظيم.
ومنذ الأحد الماضي، نفذ التنظيم المتطرف ثماني هجمات انتحارية ضد قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي، التي تحاول منذ أكثر من شهر استعادة مدينة سرت.
وتحظى عملية «البنيان المرصوص» بدعم واسع في مدن الغرب الموالية لحكومة الوفاق، فيما تتجاهلها السلطات الموازية في شرق البلاد وقواتها التي يقودها الفريق خليفة حفتر. وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة، فيما يضم التنظيم نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.