قرقاش: فرصة المفاوضات في الكويت لن تتكرر والخيار العسكري قائم في اليمن

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده ركن أساسي في التحالف ومستمرة حتى انتهاء الحرب

قرقاش: فرصة المفاوضات في الكويت لن تتكرر والخيار العسكري قائم في اليمن
TT

قرقاش: فرصة المفاوضات في الكويت لن تتكرر والخيار العسكري قائم في اليمن

قرقاش: فرصة المفاوضات في الكويت لن تتكرر والخيار العسكري قائم في اليمن

شدد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات على أن دول التحالف ما زالت تأمل أن تفضي المفاوضات اليمنية في دولة الكويت إلى حل سياسي وفق الأطر المحددة التي تقوم على المبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 2216. إلا أن العمل العسكري والتواجد على الميدان قائم للرد على المتمردين حتى عودة اليمن إلى حضنه العربي بعد اختطافه.
واستهجن قرقاش تحوير وتحريف واجتزاء جزء من محاضرته التي ألقاها أول من أمس بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليرد على ذلك بقوله «نحن في حرب ويؤسفني أن يتم اجتزاء بعض تصريحاتي وتفسيرها لأجل أهداف وأجندة خارجية لا تريد الخير لأبناء المنطقة ودول الخليج خصوصا».
وأكد قرقاش لـ«الشرق الأوسط» بأن دولة الإمارات ركن أساسي في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وأنها تدعم كافة الحلول التي يقودها التحالف في ظل الوصول إلى حل للأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية، مؤكدا أن دولة الإمارات ملتزمة بهذا الدور مع السعودية حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي في اليمن.
وقال قرقاش أن الفرصة التي تلوح أمام اليمن في الكويت من الصعب أن تتكرر، ولكن الأداء الذي نراه من الأطراف اليمنية إلى الآن غير مشجع بعد انقضاء خمسين يوما من المفاوضات، وفجوة عدم الثقة التي جذرها التمرد الحوثي وصالح لم تردم، واليمنيون لا تجمعهم رؤية مشتركة تجاه المستقبل، ومن جهة أخرى يبقى الطموح الجنوبي لاستعادة دولته شرخا أساسيا لا بد من معالجته ضمن المسار السياسي.
وبين أن دول التحالف بقيادة السعودية لم تعلن قرار عاصفة الحزم إلا بعد أن استنفدت كل المساعي السلمية، ومع إصرار القوى الانقلابية بقيادة الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح على منطق العنف والانقلاب، جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخي، ليكون جهدا عربيا صرفا في إدراك عميق بارتباط الانقلاب بالبعد الإيراني ومحاولة تقويض البناء الاستراتيجي.
وأضاف أن التطرّف الذي يمثله الإصلاح من جهة و«القاعدة» من جهة أخرى يحمل مشروعًا إقصائيًا لا يتسق مع منطق لا غالب ولا مغلوب، وأن المحزن في المسألة أنه حتى مع النجاح المرجو فإن ما هو متوقع إنتاجه هو إعادة تدوير للنظم اليمنية السابقة والتي فشلت تكرارا في استحقاقات البناء الوطني والاستقرار والتنمية.
وشدد قرقاش أن دول التحالف أوجدت أرضية جيدة للحل السياسي في اليمن والتي مهدتها بعاصفة الحزم ثم الأمل والدعم وأيضا التزامها بالهدنة لفتح آفاق للحل السياسي، مضيفا أنه مع تحقيق الأهداف الأساسية للتحالف، تقع الآن المسؤولية على اليمنيين للتوصل إلى اتفاق لا يهمش أحدا ويرفض منطق الانقلاب، مشيرا إلى أن العمل العسكري مهد الأرضية، وأنه في السياق العسكري والسياسي يبقى دور الإمارات الحليف المتمكن والصادق إلى جانب الرياض، فهذه الشراكة التي عززتها أزمة اليمن ركن أساسي للمستقبل.
وذكر قرقاش بداية التحرك السعودي للتدخل في اليمن، إذ قال: «في سبتمبر (أيلول) 2014 ومع الأيام الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب الأمير الراحل سعود الفيصل لقائي، وكان الشيخ عبد الله بن زايد قد غادر في جولة إلى أميركا اللاتينية، كان الحوثيون بدأوا تمردهم في 21 سبتمبر متحججين برفع أسعار المشتقات النفطية وبدأ اجتياحهم اليمن، أعلمني الأمير أن القيادة السعودية قررت التدخل ضد هذا الاجتياح، وأن أعلم القيادة الإماراتية بهذا القرار المهم».
وأضاف أنه في مارس (آذار) 2015 وكان التمرد الحوثي قد اجتاح عدن دافعا الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مغادرة المدينة، في أعقاب هذه التطورات اتصل به الأمين العام لمجلس التعاون واصفا حرج الموقف وصعوبته وقرار القيادة السعودية بالتدخل فيما عرف لاحقا بعاصفة الحزم (انطلقت في 26 مارس) ليأتي قرار القيادة الإماراتية حاسما دون تردد في وقوفه مع السعودية.
وقال قرقاش بأنه مع انطلاق «عاصفة الحزم»، أوضح بيان للدول الخليجية أن عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن: «جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صار تهديدا شاملا لأمن المنطقة والأمن والسلم الدولي».
وبين قرقاش أن الفترة الممتدة نحو 6 شهور شهدت الكثير من التطورات السياسية والميدانية، واتسمت بمحاولات حثيثة من دول الخليج العربية للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، إلا أن الجهود قابلها التمرد بلا مبالاة وعدوانية، فمن جهة فرضت الإقامة الجبرية على الرئيس وسعى المتمردون إلى مسار سياسي استئصالي، وحين انتقل الرئيس الشرعي إلى عدن، ولاحت فرصة للاتفاق، هجم التمرد على عدن واستباحها مخلفا الدمار والعنف.
وأوضح أن هذه التطورات لم تكن بمعزل عن التحولات الإقليمية، فمن جهة الفوضى والعنف المصاحب للربيع العربي، ومن جهة أخرى تبجح إيراني بالسيطرة على العاصمة العربية الرابعة، في قلب التمرد قصة تحول واصطفاف مذهبي ساهمت إيران في تأجيجه ودعمه في محاكاة لسياستها في المنطقة، مضيفا أنه في خضم هذه التطورات كشفت المعلومات الاستخبارية في ديسمبر (كانون الأول) 2014 ويناير (كانون الثاني) 2015 عن منصات صواريخ موجهة إلى السعودية من الأراضي اليمنية.
وشدد أن عاصفة الحزم كانت تحمل 3 أهداف تكمن في العودة إلى المسار السياسي المتفق عليه بين اليمنيين، وعودة الشرعية إلى الأراضي اليمنية، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي ومحاولة محاصرتنا استراتيجيا عبر تجييش قوى محلية وأدلجتها، مشيرا إلى أن هذه الأهداف تحققت في جزئها الأكبر من خلال القرار الاستراتيجي الذي عبرت عنه عاصفة الحزم ومن خلال الإرادة التي عبرت عنها قيادتنا السياسية وأداء جنودنا وتضحياتهم البطولية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.