الهداف.. مشكلة تواجه دل بوسكي

الفوز بهدف واحد والفرص الضائعة مشكلة يعاني منها المنتخب الإسباني

إينيستا صانع هدف فوز إسبانيا على تشيكيا  و المدافع بيكيه قام بدور المهاجم (رويترز)
إينيستا صانع هدف فوز إسبانيا على تشيكيا و المدافع بيكيه قام بدور المهاجم (رويترز)
TT

الهداف.. مشكلة تواجه دل بوسكي

إينيستا صانع هدف فوز إسبانيا على تشيكيا  و المدافع بيكيه قام بدور المهاجم (رويترز)
إينيستا صانع هدف فوز إسبانيا على تشيكيا و المدافع بيكيه قام بدور المهاجم (رويترز)

يجب على اللاعبَين أرتيز أدوريز وألفارو موراتو اللذين أجادا مع المنتخب الإسباني أمام المنتخب التشيكي التي انتهت بفوز الإسبان بهدف دون مقابل، التعود على شراسة المنافسين. جناح المنتخب الإسباني نوليتو قال: «ليس من السهل هزيمة فريق يبني حائطا». ففي أول مباراة رسمية مع الفريق الإسباني، عاني مهاجم فريق سيلتا فيغو بشكل لم يعهده منذ انضمامه إلى زملائه الدوليين في الفريق الإسباني. إسبانيا في النهاية وجدت طريقا تتحايل به على حائط الفريق التشيكي كما نجحوا من قبل في التغلب على الحواجز التي أقامتها كثير من الفرق، إلا أنهم انتظروا حتى الدقيقة 87 عندما استطاع قلب الدفاع غيرارد بيكيه تسجيل هدف الفوز من تسديدة رأسية.
سجل اللاعبان أرتيز أدوريز وألفارو موراتو أول ظهور دولي لهما بعد أن تفوقا على عدد كبير من المهاجمين الذين خضعوا لاختبارات للانضمام للفريق الإسباني. لا يعني هذا أن روبرتو سولدادو، وألفارو نيغريدو، وفرناندو ليورنتي، وميتشو، ودييغو كوستا، وباكو ألكاسير كلهم سيئون، لكن السبب يعود للدور الهجومي الذي يتطلبه الفريق الإسباني الذي يعتبر أكثر تحديدا وصعوبة مما يبدو عليه، كما اتضح من الصعوبات التي واجهها مورتا وأدوريز في مدينة تولوز الفرنسية. فعند مشاهدتنا للحظة مغادرة أدوريز الملعب يبرز السؤال: لماذا نواجه صعوبة في تسجيل الأهداف؟
يقول أدوريز: «ليس من السهل تسجيل أهداف في فرق تعمد إلى تكديس لاعبيها في العمق بشكل دفاعي محكم ومركز كأنهم في خندق. سنحت لنا بعض الفرص القليلة في الشوط الأول، إلا أننا لم نستغل أيا منها، ولو أننا استغللنا بعضها لكانت نتيجة المباراة تغيرت، ولكن مع سير المباراة كان أداؤهم يقوي. كان الوضع صعبا جدا».
يستدعي أسلوب إسبانيا هذا النوع من اللعب، بوضع مشكلات معينة أمام المهاجمين، حيث قال أندريس إينيستا: «أسلوبنا واضح للغاية، الطريقة التي نلعب بها معروفة والخصوم يكنون لنا الاحترام عندما يواجهوننا». الاحترام كلمة واحدة، والخوف كلمة أخرى، إنها الرغماتية، والفريق التشيكي لديه ذلك بالتأكيد.. الكرة الإسبانية هي الأفضل في أوروبا، وهذا هو السبب في أسلوب لعبنا»، مدرب الفريق التشيكي بافيل فربا قال: «لا أعتقد أننا سنكون دفاعيين بدرجة كبيرة أمام الفرق الأخرى».
أضاف أدوريز «لا أعرف ما إذا كانت فرقا أخرى ستفعل. لدينا سمة تعني أن الفرق المنافسة تعمل لنا حسابا. لا نعرف ما تخطط له الفرق الأخرى، لكن علينا الاستعداد لأي شيء». في الغالب سيتعين عليهم الاستعداد للمزيد من نفس الأسلوب، فهذا الأسلوب متكرر، فعندما هزمت إسبانيا 1 - صفر، أمام جورجيا في مباراة الاستعداد الأخيرة، أوحى مدرب جورجيا فلاديمير فايس بنجاح أسلوب فريقه الدفاعي وأن ذلك قد يكون مفتاحا لمواجهة أسلوب لعب إسبانيا، لكنه لم يكن المفتاح الذي يحتاجونه في الحقيقة، فقد عرف من قبل. أسلوب إسبانيا يناسبهم، لكنه يجلب عليهم المصاعب والمهاجمين هم دوما الضحايا. وهناك سبب وراء لجوئهم للمركز رقم 9 الزائف.
قبيل كأس العالم الأخيرة، صرح خوان متا الذي استبعد من هجوم يورو 2016، لصحيفة الـ«غارديان»: «لو أنك سألت المهاجمين الذين لعبوا لإسبانيا على مدار السنوات القليلة الماضية، فسوف يقولون لك إن وجودهم في هجوم المنتخب الإسباني يعتبر مهمة صعبة للغاية. عليك أن تفهم طريقة لعبنا جيدًا لكي تستطيع أن تكون مهاجمًا، لأنه لا توجد هناك مساحات كبيرة للتحرك».
فهم ديفيد فيا ذلك أفضل من أي شخص آخر، رغم أنه في عام 2008 كان دوره مختلفًا قليلاً، حيث كان يلعب ناحية اليسار من فريردناندو توريس في فريق لم يكن قد «اكتشف» بعد من قبل الخصوم وكان مباشرا أكثر مما يمكن أن تعيه الذاكرة الجمعية. قد يكون أفضل مهاجم مناسب لأسلوب إسبانيا هو باكو ألكاسير، لكن كان ذلك بعد موسم صعب في فالنسيا، إلا أنه لم يجرِ ضمه للمنتخب، لكن أدوريز وموراتو يتأقلمان جيدا مع هذا الأسلوب، بحسب مدرب المنتخب الإسباني دل بوسكي.
أفاد مدرب إسبانيا أن موراتا يملك «جميع الأدوات» التي يحتاجها قلب هجوم يتمتع بكفاءة عالية، حتى وإن لم يترك انطباعا إيجابيا الاثنين الماضي. وبعد عودة أدوريز للمنتخب القومي بعد غياب دام لست سنوات وبلغ سنه 35 عاما، فهو لاعب ليس له مثيل في صيد الكرات العالية. سجل هدفين بالرأس خلال سنوات لعبه كما سجل من ضربة خلفية مزدوجة. قال إينيستا: «تلك أحد تنوعات طريقة لعبنا، فالكرة التي يجرى تمريرها في الهواء تشكل خطورة كبيرة». كانت الكرة التي مررها إينيستا في الهواء في الدقائق الأخيرة خطيرة، رغم أن من أحرز منها هدف الفوز هو في الواقع قلب دفاع. «يبدو أن الكرة لم تشأ الدخول في المرمى»، بحسب بيكيه الذي أحرز هدف الفوز.
وعليه فقد عاد النقاش مجددا، هل تعاني إسبانيا من مشكلة في تسجيل الأهداف، مما استدعى صحيفة ماركا الرياضية لأن تسأل أربعة نقاد رياضيين في هذا الشأن. اثنان منهم قالا نعم، في حين قال اثنان لا. وقال أحد الكتاب في عموده بصحيفة «أيه إس» الرياضية: «لقد رأينا هذا كثيرا من قبل»، ثم أضاف شيئا لا يقل أهمية قائلا: «رأينا هذا أيضًا في كل مرة نجحت فيها إسبانيا في تحقيق الهدف».
توماس روزيسكي مهاج منمتخب تشيكيا وآرسنال قال إن «المرارة» تكمن في أن الاستسلام لهدف متأخر سيستمر في حلقنا. تستطيع القول إن نوع لعب إسبانيا استثنائيا وأنه من الصعب إيقافهم عندما تكون الكرة في حوزتهم، وحاولنا أن نصعب المهمة عليهم ونجحنا لفترة طويلة. عليك أن تكون صاحب شخصية للعمل في سبيل ذلك. ستحاول فرق أخرى تنفيذ ذلك، لأنه يبدو سهلا، لكن هذا صعب تنفيذه في الحقيقة، فهم ينتظرون للحظة الانفتاح ويهرولوا تجاهها ودائمًا ما يخلقون الفرص بسبب نوعية أدائهم».
في بطولة كأس العالم 2010، سجلت إسبانيا هدفا ذهبيا واحدا أمام البرتغال والباراغواي، وألمانيا وهولندا، وفي كل مرة كان الهدف كافيا للفوز. الاستحواذ على الكرة يعنى السيطرة عليها ويعنى الإبداع، كذلك خلق الفريق فرصًا أمام جمهورية التشيك، ورغم أن الفرص لم تستغل، قال دل بوسكي إنه راض عن النتيجة. «أهم شيء هو أنه كان هناك تصويب، وكان الأداء جيدا، وسجل بيكيه في النهاية».
المدرب الإسباني خواكين كاباروس، المرشح لخلافة دل بوسكي قال إن «الجدال سيعود عن تسجيل الأهداف»، مضيفًا «لكن بدلا من البحث عما نفتقده، دعونا نركز على ما حققناه»، وإسبانيا لديها الكثير. لديها أيضًا الفوز في اليوم الافتتاحي لثلاث بطولات متتالية.
تسعى إسبانيا لأن تكون أول من يتوج بطلا لأوروبا 3 مرات متتالية بعد أن تربعت على العرش القاري عامي 2008 و2012، ووصلت إلى المجد العالمي أيضًا بين هذين الإنجازين بإحراز لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010 على حساب هولندا بهدف لأندريس إنييستا. حققت إسبانيا، بطلة 1964 أيضًا، إنجازا غير مسبوق قبل 4 أعوام عندما أصبحت أول منتخب يحتفظ بلقب كأس أوروبا بعد فوزها الكبير في المباراة النهائية على إيطاليا برباعية نظيفة. لكن هيبة إسبانيا تعرضت لصفعة قوية عندما خرجت من الدور الأول في مونديال 2014 حيث منيت بخسارة مذلة أمام هولندا 5 - 1.لم تخسر إسبانيا في آخر 13 مباراة قارية، بيد أن المدرب دل بوسكي لم يتوصل بعد إلى حلول هجومية في مجموعة متطلبة، فاحتاج إلى رأسية مدافع برشلونة بيكيه ليحسم مواجهته الأولى في يورو 2016 مع تشيكيا.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.