مساع روسية لتعزيز تهدئة طويلة الأمد في حلب

الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي يدعو إلى «مؤتمر كبير» من أجل إعادة إعمار سوريا

مساع روسية لتعزيز تهدئة طويلة الأمد في حلب
TT

مساع روسية لتعزيز تهدئة طويلة الأمد في حلب

مساع روسية لتعزيز تهدئة طويلة الأمد في حلب

يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المبعوث الأممي للأزمة السورية ستافان دي ميستورا في سانت بطرسبرغ، اليوم (الخميس).
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، القول إن الجانب الروسي "يود مناقشة مسألة مواصلة محادثات جنيف بشأن التسوية السورية، وهي ترى ضرورة استئنافها في أسرع وقت ممكن".
وفي شأن التهدئة المعلن عنها في حلب لمدة 48 ساعة اعتبارًا من منتصف الليلة الماضية، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي ردًا على سؤال للصحافيين، بأنّ موسكو اتفقت على هذه الخطوة مع واشنطن على أعلى المستويات، مؤكدًا دعوة بلاده إلى تعزيز نظام التهدئة في هذه المدينة.
من جهة اخرى، أكّد زعيم حزب الجمهوريين الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة نشرتها ست صحف اوروبية بينها الفرنسية "لوفيغارو" اليوم، الحاجة إلى "مؤتمر كبير" من أجل "اعادة إعمار سوريا" مع "أسلوب جديد في الحكم يحترم فيه التنوع".
وغداة اجتماع لحزبه حول القضايا الدولية، قال ساركوزي الذي يشارك في المنتدى الاقتصادي لسان بطرسبورغ، "يجب أن يعقد مؤتمر دولي كبير لاعادة بناء سوريا مستقرة، بفكرة واحدة هي التنوع". وأضاف أنّه "يجب ابتكار أسلوب جديد من الحكم يحترم فيه التنوع"، موضحًا أنّه يريد اقتراح "دستور" لسوريا.
وتابع ساركوزي قائلًا، إنّ رئيس النظام السوري بشار الاسد "لا يمكن أن يكون مستقبل سوريا" لأنّه "يتحمل وزر سقوط 250 الف قتيل". موضحا "لكن يجب عدم تكرار خطأ العراق. صدام حسين كان دكتاتورا دمويا ولم يكن من الممكن أن يكون مستقبل هذا البلد، لكن كان يجب التواصل مع اعضاء حزب البعث، والامر نفسه ينطبق على سوريا"، حسب قوله. وأردف "طلبت منذ 2012 أن يتدخل التحالف في سوريا". ثمّ تابع انّ "الذين ينتقدونني للتدخل في ليبيا لديهم الجواب مع سوريا، بما أنّ سوريا هي تماما عكس السياسة (التي اتبعت) في ليبيا: الا وهي رفض التدخل".
وأكمل ساركوزي، "نرى النتيجة: داعش والقاعدة وبشار الاسد ما زالوا موجودين، والمعارضة المعتدلة أُضعفت إلى حد كبير"، ويقول انه "بطبيعة الحال، يحتاج الامر إلى قوات على الارض لاكمال عمل القوة الجوية"، لكن "الامر لا يتعلق اطلاقا بارسال قوات أوروبية. علينا ألّا نكرر من جديد قصة الشرق ضد الغرب".
وفي حديثه عن الاكراد قال ساركوزي "إنّهم البشمركة، إنّهم الاكراد الذين نجحوا، لأنّهم يحظون بدعم التحالف الدولي من الجو. لكن هذا ليس كافيا. يجب أن تكون هناك قوات عربية على الارض. بعض الدول العربية قالت إنّها مستعدة لذلك ويجب تشجيعها. يجب القضاء على تنظيم داعش والقاعدة الموجودة كذلك من خلال جبهة النصرة".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.