قريبًا.. «الطاقم» الروسي يقتحم دور العرض العربية

السينما الروسية تعود بحلة جديدة بعد غياب ثلاثة عقود

الممثلة الليتوانية آغني غروديتا بدور ألكسندرا الطيار الثاني مع فلاديمير ماشكوف  الذي يلعب شخصية ليونيد زينتشينكو قائد طاقم الطائرة
الممثلة الليتوانية آغني غروديتا بدور ألكسندرا الطيار الثاني مع فلاديمير ماشكوف الذي يلعب شخصية ليونيد زينتشينكو قائد طاقم الطائرة
TT

قريبًا.. «الطاقم» الروسي يقتحم دور العرض العربية

الممثلة الليتوانية آغني غروديتا بدور ألكسندرا الطيار الثاني مع فلاديمير ماشكوف  الذي يلعب شخصية ليونيد زينتشينكو قائد طاقم الطائرة
الممثلة الليتوانية آغني غروديتا بدور ألكسندرا الطيار الثاني مع فلاديمير ماشكوف الذي يلعب شخصية ليونيد زينتشينكو قائد طاقم الطائرة

بعد غياب استمر قرابة ثلاثة عقود، تخطط السينما الروسية للعودة إلى الشاشات العربية، لكن بصورة حديثة، تعكس من جانب أول التحولات التي طرأت على صناعة السينما في روسيا بعد الحقبة السوفياتية، . ومن جانب آخر تعكس التجربة الجديدة المستوى الذي وصلت إليه صناعة السينما في روسيا خلال السنوات الأخيرة.
وفي محاولة جريئة لاختراق صالات السينما العربية، التي اعتادت على المادة الهوليوودية بصورة رئيسية، أعلنت شركة «سينترال بارنتيورشيب» الروسية للإنتاج السينمائي والتوزيع، التابعة لمؤسسة «غاز بروم ميديا» عن التوصل لاتفاق مع شركة «Empire International» اللبنانية حول عرض الفيلم الروسي «الطاقم» أو «طاقم الطائرة» في صالات السينما العربية خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي.
ويحتل فيلم «الطاقم» المرتبة الأولى بين الأفلام الروسية في شباك التذكر، حيث حقق مبيعات خلال عام بلغت 22.5 مليون دولار، بينما يتوقع أن يحقق في شباك التذاكر في دول الشرق الأوسط مبيعات بقدر 1.5 إلى 2 مليون دولار أميركي.
وسيُعرض الفيلم على شاشات السينما في كل من لبنان والإمارات، والأردن، والكويت والبحرين وعمان وقطر ومصر.
ويبدو أن هذه الخطوة ليست سوى البداية، حيث أكدت شركة «سينترال بارنتيورشيب» الروسية للإنتاج السينمائي أنها تنوي تقديم أفلام روسية أخرى لعرضها على الشاشات العربية عبر الشركاء اللبنانيين، بمساعدة من شركة «Buta Films» الروسية، التي لعبت دور الوسيط بين الجانبين الروسي واللبناني في هذا الاتفاق، وتخطط لإطلاق مهرجان السينما الروسية في لبنان خلال العام الحالي.
«الطاقم» أو «إيكيباج»، الفيلم الروسي الأول الذي سيتم عرضه على الشاشات العربية بعد طول انقطاع، هو فيلم حديث تم إنتاجه في روسيا عام 2016، من إخراج نيكولاي ليبيديف، سيناريو تيخون كورنييف ونيكولاي كوليكوف.
وتتوزع أحداث الفيلم ما بين الدراما والتشويق، انطلاقًا من الحبكة الرئيسية التي ترسم العلاقة بين قائد الطاقم الطيار الماهر صاحب الخبرة ليونيد زينتشينكو والذي يجسد شخصيته في فيلم الطاقم الممثل فلاديمير ماشكوف، والطيار الثاني - المتدرب أليكسي غوشين المعتز بنفسه المتمرد بطبيعته، ويجسد شخصيته الممثل الروسي دانييل كوزلوفسكي.
إذ يلمس قائد الطاقم في شخصية الطيار الثاني، رغم تمرده، طيارًا ماهرًا بحاجة إلى الخبرة وبعض العمل لصقل طباعه بما يتناسب مع عمل الطيار. وفي خلفية الحبكة الرئيسية تظهر المشكلات التي تمر بها أسرة قائد الطاقم، وبموازاتها حبكة أخرى حول قصة حب بين الطيار المتدرب غوشين وزميلته، الطيار الثاني، الشقراء الجميلة ألكسندرا كوزمينا، وتلعب شخصيتها الممثلة ومقدمة البرامج الليتوانية آغني غروديتا. في هذه الأثناء تشعر المضيفة فيكتوريا التي جسدت شخصيتها الممثلة الروسية كاترينا شبيتسا بانجذاب نحو الطيار الثاني المتدرب غوشين. حول ما يدور من أحداث بين هذه الشخصيات تقوم الحبكة الدرامية من الفيلم.
أما التشويق والإثارة فيبدآن حين تقرر إدارة الشركة معاقبة الطاقم بسبب سلوك سيء من جانب الطيار الثاني المتدرب غوشين، وتقرر إبعاد الطاقم عن الرحلات المدنية الدولية وتكلفهم بالسفر للعمل في فرع الشركة في جنوب شرقي آسيا، المنطقة التي يثور فيها بركان، مما يستدعي الحاجة لطائرة نقل لإنقاذ مدنيين ومصابين عالقين في الجزيرة التي تكاد الحمم البركانية أن تدمرها. هنا تبدأ حبكة التشويق التي تعرض بأسلوب فني جميل مليء بالانفعالات كيف سيتعامل الطاقم مع الموقف وهل سيتمكنون من مغادرة الجزيرة وكيف سيفعلون ذلك، والأهم هو تأثير مشاركتهم ذلك الموقف على العلاقات فيما بينهم والمشكلات الاجتماعية التي يمر بها كل منهم.
اللافت في فيلم «الطاقم» أنه ليس الأول الذي يتم إنتاجه في روسيا بهذا الاسم، وهناك فيلم يحمل نفس الاسم عرضته الشاشات السوفياتية عام 1979، احتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر عام 1980، وهو من إنتاج مؤسسة «موس فيلم» السوفياتية، ولاحقًا الروسية العملاقة في مجال الإنتاج الفني والسينمائي التي يرأسها المخرج الروسي الشهير كارين شاهنازاروف. ومع أن منتجي فيلم «الطاقم» الحالي يؤكدون أن الأحداث في فيلمهم تختلف عن الأحداث والحبكات الرئيسية في الفيلم السوفياتي الذي يحمل نفس الاسم، ويشيرون إلى أنهم حصلوا على الحقوق الفنية من «موس فيلم» لاستخدام الاسم، إلا أن من يشاهد كلا الفيلمين، «الطاقم» إنتاج 2016، و«الطاقم» إنتاج 1979 سيجد تشابهًا كبيرًا بينهما في الخطوط الرئيسية. فكلاهما يقوم على حبكتين، تمزجان ما بين الدراما التي تعرض جانب العلاقات الاجتماعية بين أفراد الطاقم والمشكلات التي يمر بها كل منهم في واقعة الاجتماعي، والتشويق الذي يعرض كيف يتمكن هذه الطاقم من إنقاذ الطائرة والركاب على متنها رغم الظروف المعقدة المحيطة بهم.
في فيلم «الطاقم» السوفياتي يتم تكليف طاقم الطائرة بمهمة إجلاء عمال من جزيرة نفطية في روسيا تعرضت لهزة أرضية، أما فيلم «الطاقم» الجديد فالمهمة إنقاذ مدنيين في جزيرة ثار فيها بركان. وفي الحبكة الاجتماعية - الدرامية تنشأ في «الطاقم» السوفياتي علاقات حب ايضًا بين شخصيات رئيسية، تماما مثلما هي الحال في «الطاقم» الجديد. ولعل هذا التشابه يعود إلى سعي كلا الفيلمين تحقيق الشهرة، لكن لأسباب وأهداف مختلفة بينهما. فيما يخص فيلم الطاقم الذي أنتجته السينما السوفياتية كان الهدف منه تحقيق شهرة وحضور محليين بقدر الشهرة التي حققها في ذلك الحين فلم «المطار» للكاتب البريطاني الكندي أرتور هيل، الذي حاز على شهرة عالمية منذ أن بدأ عرضه عام 1970، بكل أجزائه: «المطار 1975» و«المطار 70» و«المطار 79».
حينها، كان يسود حظر في روسيا على مشاهدة الأفلام الغربية، ومن هنا أتت الحاجة لفيلم مشابه لملء الفراغ في الإنتاج السينمائي وتقديم لوحة للمشاهد السوفياتي لا تقل جمالية وتشويقًا عن اللوحة الغربية. أما فيلم «الطاقم» الروسي الجديد فيبدو واضحًا أنه سعى أيضًا إلى الشهرة، لكن لإثبات الجدارة مهنيًا أمام المنافسين في هذا المجال، ولتحقيق أكبر قدر من الربح المادي. ولذلك اعتمد على التشويق والإثارة بغية تحقيق إقبال واسع في دور العرض المحلية والعالمية، مستفيدًا من النجاح الذي حققه سلفه «الطاقم السوفياتي» إن كان لجهة المبيعات عبر شباك التذاكر، أو الحبكة الفنية التي تبقي على ذلك الفيلم القديم من أفضل ما أنتجته السينما الروسية في الحقبة السوفياتية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».