استقالة وزيرين من «الكتائب» يهددان العمل الحكومي في لبنان

الجميل برر تنحي قزي وحكيم بفساد الطبقة الحاكمة

استقالة وزيرين من «الكتائب» يهددان العمل الحكومي في لبنان
TT

استقالة وزيرين من «الكتائب» يهددان العمل الحكومي في لبنان

استقالة وزيرين من «الكتائب» يهددان العمل الحكومي في لبنان

تعرضت الحكومة اللبنانية أمس لهزة جديدة، بإعلان وزيري حزب الكتائب استقالتيهما منها احتجاجا على «أداء طبقة سياسية فشلت وامتهنت التقلبات واللعب بالناس والارتهان للخارج»، كما أعلن رئيس الحزب سامي الجميل في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس. ورغم أن الاستقالة صعبة التطبيق بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية في البلاد منذ نحو عامين، وبالتالي لا توجد سلطة قادرة على قبول الاستقالة، فإن خطوة «الكتائب» تضع الحكومة في مأزق جديد يعرقل اتخاذها القرارات من دون أن يسقطها.
وأعلن النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي، استقالة وزيري العمل سجعان قزي والاقتصاد ألان حكيم من الحكومة الحالية، مؤكدًا أنه «لا أحد يستطيع أن يروضنا؛ لا في الحكومة، ولا في خارجها»، مشددا على أن «استقالتنا ليست استقالة من المعركة، لأن معركتنا مستمرة؛ وهي معركة على أداء طبقة سياسية فشلت وامتهنت التقلبات واللعب بالناس والارتهان للخارج».
ولفت إلى أن «هذا النمط السياسي لا يشبهنا، نحن موجودون في الحياة السياسية، ونريد العمل بالطريقة التي تشبهنا، ونرفض منطق التعطيل، وأنا أعد الشعب اللبناني بأنه سنضع يدنا بيد كل الشباب المسيحيين والمسلمين من أجل تحقيق التغيير الصحيح لمصلحة كل اللبنانيين».
وقال: «دخلنا إلى هذه الحكومة حفاظا على المؤسسات ورفضا للفراغ، وكنا نتأمل أن تكون مدتها قصيرة، لذلك قبلنا أن ندخل إليها، لم نخف من المواجهة. عملنا في كل الملفات. نجحنا ببعض الأماكن بفضح الكثير من الأمور وإيقاف مجموعة من الأخطاء. فضحنا الفساد. رفضنا منطق المناقصات، ومنعنا مزاحمة اليد العاملة السورية وغيرها، ونعتبر أننا حافظنا على هذه الدولة، بالحد الأدنى، بالفترة التي عملنا بها، لكن البعض عمل على تطويقنا من خلال آليات حكومية». وقال: «لم يكن همهم إيجاد حلول للنزوح السوري، ولا همهم حماية القطاع المصرفي، ولا الوقوف إلى جانب البلديات، بل كان كل همهم تمرير صفقات مشبوهة لمشاريع عليها مائة (نقطة) استفهام». وأضاف: «الجميع يعلم أننا وصلنا إلى الاستقالة عدة مرات، لكننا عضينا على الجرح، واستمرينا، ودفعنا من صحتنا، وأصرينا على البقاء بخط المواجهة من داخل الحكومة»، مشددا على «أننا أحرار، ونؤمن أن السياسة عمل نبيل، وأن كل الممارسات الحالية خاطئة. نحن نؤمن بدولة القانون واحترام الدستور وتداول السلطة، ونؤمن أن المصلحة الأولى والأخيرة هي مصلحة لبنان واللبنانيين».
وكان وزير العدل أشرف ريفي قد أقدم على خطوة مماثلة، ليرتفع عدد الوزراء المستقيلين إلى 3 من أصل 24 وزيرا تتألف منهم الحكومة التي تمثل حاليا السلطة التنفيذية في البلاد، بغياب رئيس الجمهورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.