طلاب في مصر يتظاهرون تنديدًا بتسريب الامتحانات.. ويطالبون بإقالة وزير التعليم

الأمن أخلى سبيل موقوفين.. ونواب دعوهم للحوار

طلاب في مصر يتظاهرون تنديدًا بتسريب الامتحانات.. ويطالبون بإقالة وزير التعليم
TT

طلاب في مصر يتظاهرون تنديدًا بتسريب الامتحانات.. ويطالبون بإقالة وزير التعليم

طلاب في مصر يتظاهرون تنديدًا بتسريب الامتحانات.. ويطالبون بإقالة وزير التعليم

تظاهر في مصر أمس طلاب غاضبون من تسريب امتحانات الثانوية العامة التي تعد سنة دراسية مفصلية في مستقبلهم، مطالبين بإدخال تغييرات جذرية على نظام القبول في الجامعات، وإقالة وزير التربية والتعليم وتطهير الوزارة من الفاسدين. واستبعد نواب في البرلمان سحب الثقة من الوزير، لكنهم أبدوا استعدادا لفتح حوار مع الطلاب.
وفي عام استثنائي، تسربت أسئلة امتحانات الثانوية العامة (النظام الحديث) التي تعد أهم سنة دراسية في مسيرة الطلاب. وبحسب طلاب تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، لم تنج مادة واحدة من أزمة التسريبات حتى الآن.
ونظم الطلاب وقفات احتجاجية متزامنة أمام وزارة التربية والتعليم في العاصمة المصرية القاهرة، وفي الإسكندرية أمام مكتبة الإسكندرية.
واضطرت وزارة التربية والتعليم لإلغاء امتحان التربية الدينية، في إجراء نادر، بعد أن تسرب بالفعل على صفحات للغش على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم اعتراف الوزارة بتسريب امتحاني اللغة العربية واللغة الإنجليزية، فإنها لم تتخذ إجراء حيال الأزمة.
وتبدو مظاهرات أمس حلقة جديدة من حلقات الصراع بين الشباب والسلطات الحاكمة.
وخلال السنوات الماضية أبدى الشباب الذين يمثلون نحو 60 في المائة من نسبة السكان في البلاد، تحديهم للسلطات في أكثر من مناسبة، واكتسى الصراع بين الشباب والسلطات طابعا سياسيا سواء في ميدان الرياضة أو الغش في الثانوية العامة، وأعلن المسؤول عن واحدة من أشهر صفحات الغش على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» استعداده للكف عن تسريب الامتحانات، لكنه وضع شروطا بدت في مجملها ذات طابع سياسي.
وتظاهر عدد من طلاب الثانوية العامة أمس أمام بوابات وزارة التربية والتعليم، بوسط القاهرة للتنديد بتسريب الامتحانات، وهتفوا ضد الوزير الهلالي الشربيني، مطالبين بإقالته ومحاسبته على تسريب الامتحانات.
وهتف الطلاب: «الهلالي باطل.. امتحانات ثانوية باطلة.. قتلوا حياتنا قتلوا الحلم حتى الفيزياء طلعت فيلم.. واه يا وزارة التسريبات».
ورفع الطلاب المتظاهرون مطالب؛ أبرزها إقالة الوزير، وإدخال تعديل جذري على القبول في الجامعات بإلغاء الاعتماد على درجات الطلاب في امتحانات الثانوية والاعتماد على نظام القدرات، بالإضافة لتطوير قدرات المعلمين، وتطهير الوزارة من القيادات التي وصفوها بأنها «فاسدة».
وكانت النيابة العامة في مصر قد قررت حبس 12 مسؤولا بوزارة التربية والتعليم 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم على خلفية واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة، فيما حمل نواب البرلمان وزير التربية والتعليم مسؤولية الفشل في تأمين الامتحانات، وطالبه عدد منهم بتقديم استقالته.
وحدد الطلاب مجموعة من المطالب؛ أولها إلغاء التنسيق وتطبيق نظام القدرات، ومنح المعلم حقه، ومحاسبة المسؤولين عن تسريب الامتحانات، وتطهير قيادات الوزارة، واعتماد نظام جديد للامتحانات بنظام الاختبارات المتعددة.
وتتطابق المطالب التي رفعها الطلاب الغاضبون أمس مع مطالب رفعها أيضا المسؤول عن صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة». وكان المسؤول قال إن هدفه من تسريب الامتحانات هو إظهار الخلل في المنظومة التعليمية.
وظهرت صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» في عام 2014. وقالت وزارة الداخلية إنها تمكنت من ضبط المسؤول عن الصفحة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد قال في حوار تلفزيوني أجراه بمناسبة مرور عامين على توليه السلطة في البلاد إن قضيتي التعليم والصحة من بين أكبر التحديات التي تواجه البلاد، مشيرا إلى أنها تحتاج نحو عقد لإصلاحها.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية في الإسكندرية إن قوات الأمن أخلت سبيل 6 من طلاب الثانوية العامة، كانت قد ألقت القبض عليهم على خلفية تظاهرهم أمس في الجهة المقابلة لمكتبة الإسكندرية للمطالبة بإلغاء التنسيق واستبدال نظام القدرات به. وقالت المصادر إن قوات الأمن فرقت وقفة الطلاب لعدم حصولهم على تصريح من الجهات المختصة بالتظاهر.
وتظاهر عشرات الطلاب في الإسكندرية أيضا قبالة مكتبة الإسكندرية للاحتجاج على تسريب امتحانات الثانوية العامة، وللمطالبة بإقالة الوزير أيضا.
من جانبه، دعا عبد الرحمن برعي، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، طلاب الثانوية العامة لعقد جلسات حوار معهم بالبرلمان بعد مظاهراتهم أمس. وقال برعي في تصريحات صحافية أمس إن «البرلمان مستعد للتحاور مع الطلاب الغاضبين والتعرف على مطالبهم»، لكنه استبعد موافقة البرلمان على قرار إقالة الوزير، أو سحب الثقة منه.
ويحق للبرلمان أن يقرر سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، أو أحد نوابه، أو أحد الوزراء، أو نوابهم. ولا يجوز عرض طلب سحب الثقة إلا بعد إجراء استجواب، وبناء على اقتراح عشر أعضاء المجلس على الأقل، ويصدر المجلس قراره عقب مناقشة الاستجواب، ويكون سحب الثقة بأغلبية الأعضاء.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.