الإطاحة بحوثيين يدعون أنهم يتبعون «القاعدة» في مأرب وصرواح

ضبط خلايا نائمة تتقمص دور «الجماعات المتطرفة» جاهزة لتنفيذ عمليات تخريبية

الإطاحة بحوثيين يدعون أنهم يتبعون «القاعدة»  في مأرب وصرواح
TT

الإطاحة بحوثيين يدعون أنهم يتبعون «القاعدة» في مأرب وصرواح

الإطاحة بحوثيين يدعون أنهم يتبعون «القاعدة»  في مأرب وصرواح

أطاحت الأجهزة الأمنية والجيش الوطني في اليمن، بخلايا إرهابية نائمة تتمركز في «مأرب وصرواح»، كانت على وشك القيام بأعمال تخريبية تستهدف مؤسسات الدولة ومراكز القيادات العسكرية، إضافة إلى بعض الأسماء البارزة التي تلعب دورًا في العملية الحربية، ورجال سياسة محسوبين على الحكومة الشرعية.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية مع أفراد الجماعات الإرهابية، أنها أخذت تعليماتها من قياداتها في الحرس الجمهوري، أو تلك التابعة لميليشيا الحوثيين، بتنفيذ عمليات في عدد من المدن التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ومن أبرزها المواقع العسكرية ومستودعات النفط، وأن تنفذ هذه العمليات تحت راية تنظيم القاعدة وفي بعض الحالات تنظيم داعش.
ويأتي هذا التحول في أداء الحوثيين وقيامهم بتنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن تحت اسم جماعات متطرفة، بهدف إدخال البلاد في فوضى أمنية، على حد قول اللواء ركن دكتور ناصر الطاهري نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة، الذي أكد أن هذه المحاولات من الميليشيا وحليفهم علي صالح لن تحقق ما يرجونه من العمليات التخريبية واستهداف الشخصيات.
وأضاف اللواء الطاهري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الخطة وضعتها الميليشيا منذ تراجعها إلى صنعاء وتقدم الجيش الوطني في عدة محاور قبل ثلاثة شهور، وشرعت قبل عمليات الانسحاب من تلك المدن في زرع الخلايا متأهبة لساعة الصفر، وأصدرت الأوامر في عدة مدن منها مأرب والجوف وشوبة وعدن، وجميعها مدن تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ومن ثم تقوم هذه الخلايا بتنفيذ أعمالها بشكل قوي وموسع، ونسب هذه الأعمال إلى الجماعات المتطرفة والمعروفة دوليًا، وذلك لإرسال رسالة بأن الحالة الأمنية في اليمن غير مستقرة وهذا غير صحيح.
وأشار نائب رئيس هيئة الأركان إلى أن العمليات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية والجيش الوطني، تكللت بالنجاح وكشفت كثيرًا من الخلايا والجماعات التي اتخذت من مأرب وصرواح وعدن مقرًا لها لتنفيذ عملياتها في وقت محدد بالتنسيق عبر مجموعات تابعة للحوثيين أو الحرس الجمهوري.
ولفت اللواء الطاهري إلى أن التحقيقات التي أجريت مع أفراد الخلايا الإرهابية، كشفت عن مخطط كبير تعتزم هذه الخلايا تنفيذه ويستهدف مواقع حيوية تابعة للدولة ومراكز قيادات عسكرية، إضافة إلى أن جميع الأعمال التي تنفذ تنسب إلى جماعات متطرفة منها «القاعدة وداعش» بحسب اعتراف المقبوض عليهم، الذين أكدوا أن وجودهم في هذه المدن جاء منذ فترة بهدف القيام بأعمال تخريبية توكل إليهم من قيادات الميليشيا أو الحرس الجمهوري.
وأكد اللواء الطاهري، أن جميع أجهزة الدولة الأمنية سوف تقوم بأعمال دورية للكشف عن معاقل هذه التجمعات وجمع كل التحريات التي تشير إلى وجود مخطط أو عمل إرهابي تسعى الميليشيا إلى تنفيذه.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان اليمنية، إن الجيش يتقدم يوميًا على كل المسارات وتحديدًا جبهة نهم التي تعد الجبهة الرئيسية، وهذا التقدم القوي للجيش يشكل ضغطًا على ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح ويدفعهم للتراجع عن بعض النقاط نحو العاصمة «صنعاء».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».