مستشار الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تؤيد أي مبادرة لإحلال السلام

أكد عدم وجود أي سقف زمني للمفاوضات

مستشار الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تؤيد أي مبادرة لإحلال السلام
TT

مستشار الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تؤيد أي مبادرة لإحلال السلام

مستشار الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تؤيد أي مبادرة لإحلال السلام

قال مستشار في الرئاسة اليمنية، إن الشرعية تؤيد وترحب بالمبادرة التي طرحتها السعودية ودول التحالف لوقف إطلاق النار في اليمن، لافتًا إلى وجود بعض التحفظات على نقاط تحتاج إلى توضيح في المبادرة بحسب تعبيره.
وأوضح الشيخ عبد العزيز المفلحي، مستشار الرئيس هادي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن المبادرة السعودية مرحب بها من حيث المبدأ، وتابع: «نحن مع مبادرة وقف إطلاق النار التي تقدم بها إخواننا في التحالف، وتوجد بعض التحفظات، ومطلوب إيضاح حول بعض النقاط التفصيلية».
وبيّن المفلحي أن الملاحظات فنية تتمثل في طبيعة تشكيل اللجان، وعملية الانسحابات، وإلى أي مدى جغرافي، وتابع: «قد يقال انسحاب، لكن أي مسافة ستكون قادرة على حماية السلام؟ أيضا مَن المنسحب إذا كان الحوثيون قد جندوا ورقموا كل الميليشيات التابعة لهم؟ وبالتالي يجب أن يكون هناك إجابة لمثل هذه الأسئلة».
وأردف مستشار الرئيس اليمني: «من حيث المبدأ نسعى جميعًا ونحرص على السلام، وتعليمات الرئيس واضحة بأن أي فرصة للسلام العادل الذي يعيد الأمور إلى نصابها نحن معها، والالتزام بالمرجعيات الثلاث التي لا خروج عنها، وتحديدا القرار الأممي ومخرجات الحوار لتكون الأمور على أسس واضحة».
وشدد الشيخ عبد العزيز على أن الشرعية حريصة على إنجاح أي مبادرة لإحلال السلام، لا سيما إذا جاءت من طرف الأمم المتحدة وأعضاء في مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي، وقال: «ننظر إليها بحرص شديد جدًا، ولكن هذه الملاحظات نناقشها بشفافية معهم، ونرجو أن نصل إلى حلول عاجلة لهذا الأمر، خصوصًا اللجنة العسكرية وعملية وقف إطلاق النار».
وكشف المفلحي أن رئيس الوفد الحكومي إلى الكويت، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، أطلع الرئيس هادي ومستشاريه على الرضا الدولي والإقليمي عما يقدمه وفد الحكومة في الكويت من تنازلات وصبر، وإيجايبات في التعاطي مع كل ما يطرح.
وأكد المستشار في الرئاسة اليمنية عدم وجود أي سقف زمني لدى الشرعية للمفاوضات، وقال: «لا سقف لدينا على الإطلاق، ومستعدون أن نستمر، فهي معركة لا تقل عن معركة الميدان».
إلا أن المفلحي عاد وشدد على وجوب أن يغير الحوثيون مسماهم وعقيدتهم، ويتحولون إلى حزب سياسي بمشروع وطني، وبخلاف ذلك لا يمكن التعاطي معهم، على حد وصفه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.