11 ألف سوري لم يستفيدوا من تأشيرات الحج بسبب أوضاع بلادهم

تنسيق لتأمين الرجوع الآمن للحجاج

11 ألف سوري لم يستفيدوا من تأشيرات الحج بسبب أوضاع بلادهم
TT

11 ألف سوري لم يستفيدوا من تأشيرات الحج بسبب أوضاع بلادهم

11 ألف سوري لم يستفيدوا من تأشيرات الحج بسبب أوضاع بلادهم

منعت الظروف الأمنية والاقتصادية الشعب السوري من الاستفادة من كامل عدد تأشيرات الحج التي منحت لهم، فمن بين 15 ألف تأشيرة لم يحج هذا العام سوى 3500 حاج سوري، بينهم ألف حاج قدموا من عمان، و500 من مصر، و700 من لبنان.
وأسهم الجيش السوري الحر، وفقا لخالد كوكي نائب رئيسة بعثة الحج السورية، في تأمين سلامة خروج نحو 1300 شخص من داخل الأراضي السورية، لتأدية مناسك الحج، فيما يجري التنسيق مع المجلس البلدي والجيش السوري الحر خلال الأيام المقبلة لاستقبال الحجاج وتمكينهم من العودة إلى منازلهم في سوريا.
وأكد نائب رئيس بعثة الحج السورية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحجاج السوريين أدوا حجهم هذا العام في خشوع وسلاسة، وأن معنوياتهم مرتفعة رغم الصعوبات التي تنتظرهم في طريق العودة، خصوصا الحجاج القادمين من مدن الشمال السوري الذين خرجوا تحت حماية قوات الجيش الحر، وسيعودون تحت حمايته».
وقال نائب رئيس البعثة السورية، إن رجل أعمال سعوديا من مكة المكرمة تكفل بمصاريف تأدية مناسك الحج لنحو 100 سوري مصابين جراء الحرب الدائرة في سوريا، أصروا على القدوم لأداء الحج رغم ظروفهم الصحية، ليكونوا مع ذويهم.
وتختلف إصابات الحجاج السوريين من جراح وجدانية إلى جسدية، إذ يقول شاب اكتفى بتسمية نفسه ضرار، وهو طالب جامعي من «داريا» في ريف دمشق، إنه تعرض لإصابة منزله بقذيفة دبابة بترت على أثرها قدمه اليمنى من جهة الفخذ. وأضاف الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عاما أنه يشعر بنوع من السعادة كونه في المشاعر المقدسة، والغصة على ما تعيشه بلاده.
من جهته، قال فراس المعطراني، وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاما، قدم من حي الميدان في دمشق، إنه حاول إبعاد قنبلة ضربت منزله فانفجرت في يده ففقد كفه من قوة الانفجار، بينما أصيب الشاب خليل البلاغ من العمر 21 عاما بشلل في قدمه اليسرى بعد تعرضه لرصاصة قناص. وأصيب الشابان رأفت العبسي ومحمد الزعبي من درعا بشلل رباعي بسبب كسر في فقرات العامود الفقري بعد انهيار بيت الأول عليه تحت القصف وإصابة الثاني بشظية في ظهره.
ورافقت الحجاج السوريين بعثة صحية من عشرة أطباء سوريين، كما قدمت لهم «رابطة الأطباء السوريين في المهجر» الدعم اللوجيستي وكل ما يحتاجونه من دواء ولقاح وأدوات ضماد.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.