رونالدو يتشبث بفرصة أخيرة مع المنتخب البرتغالي

كبير هدافي ريال مدريد متعطش للنجاح في «يورو 2016»

رونالدو يبحث عن لقب كبير ينقص خزائنه مع منتخب بلاده (إ.ب.أ)
رونالدو يبحث عن لقب كبير ينقص خزائنه مع منتخب بلاده (إ.ب.أ)
TT

رونالدو يتشبث بفرصة أخيرة مع المنتخب البرتغالي

رونالدو يبحث عن لقب كبير ينقص خزائنه مع منتخب بلاده (إ.ب.أ)
رونالدو يبحث عن لقب كبير ينقص خزائنه مع منتخب بلاده (إ.ب.أ)

رغم بلوغه الحادية والثلاثين من عمره، لا يزال نجم كرة القدم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو متعطشا ونهما لتحقيق النجاح، وما زالت لديه القدرة الكبيرة على التنافس على أعلى المستويات، وبعد 12 عاما من مشاركته الأولى مع المنتخب البرتغالي، يتطلع نجم ريال مدريد الإسباني إلى الفوز بأول ألقابه مع منتخب بلاده في واحدة من فرصه الأخيرة بالبطولات الكبيرة.
ويخوض رونالدو بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) بدافع المنافسة على اللقب، خصوصا أنها قد تكون المشاركة الأخيرة له مع منتخب بلاده في البطولات الأوروبية، لا سيما أنه سيكون في الخامسة والثلاثين من عمره عندما تنطلق فعاليات النسخة التالية عام 2020.
ويطمح رونالدو نجم ريال مدريد إلى الفوز مع هذا الجيل في منتخب بلاده بلقب كبير ليكون أفضل ختام لمسيرتهم مع الفريق بعد فشلهم في أكثر من محاولة سابقة رغم النجاح الذي يحققه رونالدو ومواطنوه مع الأندية التي يلعبون لها.
وقال رونالدو: «أفتقد لإحراز لقب مع المنتخب البرتغالي. سيكون هذا اللقب تتويجا لمسيرة رائعة، أتمنى هذا».
وقال فيرناندو سانتوس، المدير الفني للمنتخب البرتغالي: «اعتمد على كريستيانو رونالدو لقيادة فريقنا في البطولة. علينا الاستفادة من طموحه ورغبته في أن يكون الأفضل وتحقيق الفوز له ولنا». وأضاف: «على أي مستوى، سيكون لدينا رونالدو المتحفز. إنه لاعب حاسم، عدد الأهداف التي يسجلها أمر لا يمكن تصديقه لأنه ليس مهاجما صريحا».
وأوضح سانتوس، عن يورو 2016 التي ستكون النسخة السادسة على التوالي التي يشارك فيها المنتخب البرتغالي بالبطولات الأوروبية: «لن نخوض يورو 2016 من أجل المشاركة فحسب، وإنما نخوضها للفوز بلقبها».
وأنهى رونالدو مشاركته الأولى مع المنتخب البرتغالي في البطولات الكبرى بالدموع تنهمر من عينيه بعد الخسارة صفر - 1 أمام المنتخب اليوناني في نهائي يورو 2004 التي شهدت أقرب فرصة أمام رونالدو للتتويج بلقب مع منتخب بلاده قبل أن تتحول إلى أسوأ ذكرى في مسيرته الكروية حتى الآن.
ولن يكون لدى المنتخب البرتغالي في يورو 2016 الفرص الكثيرة نفسها التي كان يمتلكها قبل 12 عاما عندما كان البرازيلي لويس فيليبي سكولاري مديرا فنيا للفريق.
وعندما تأهل المنتخب اليوناني إلى نهائي يورو 2004 بالبرتغال، ساد التفاؤل بين أنصار المنتخب البرتغالي بأن الفوز سيكون من نصيب أصحاب الأرض، لكن الفريق بدأ في التعامل مع منافسه اليوناني بالجدية المطلوبة بعد فوات الأوان. وبكت البرتغال كلها لهذه الهزيمة في النهائي التي كانت صدمة عنيفة لرونالدو الذي كان في التاسعة عشر من عمره آنذاك.
ولم تسنح فرصة أخرى مشابهة لرونالدو مع المنتخب البرتغالي بعدها رغم ازدياد أهمية اللاعب بالنسبة للفريق بمرور الأعوام، حيث أصبح نجما عالميا بارزا في سماء كرة القدم.
ورغم هذا، وبشكل عكسي تماما مع تطور مستواه ونضجه الكروي على مستوى الأندية، كان رونالدو مضطرا إلى التعايش مع الإخفاق البرتغالي في البطولات الكبيرة على مدار السنوات الماضية.
وكان هذا الفشل البرتغالي دليلا على أن أي منتخب لا يمكنه الاعتماد على نجم واحد حتى وإن كان هذا النجم هو كريستيانو رونالدو. وبعد يورو 2004، فقد المنتخب البرتغالي تدريجيا عددا من نجومه البارزين مثل روي كوستا ولويس فيغو وديكو، ولم يجد الفريق الاستقرار الذي ينشده، حيث تعاقب على تدريبه عدد من المدربين.
والآن، يقترب الفريق من فعاليات يورو 2016 بثقة استمدها من مسيرته الرائعة في التصفيات المؤهلة للبطولة، حيث فاز الفريق في سبع مباريات، وخسر واحدة فقط في مجموعته بالتصفيات التي احتل فيها المنتخب الألباني المتواضع المركز الثاني.
وتصدر رونالدو قائمة هدافي الفريق في التصفيات برصيد خمسة أهداف من 11 هدفا أحرزها الفريق في المباريات الثماني التي خاضها بالمجموعة.
ويأمل مشجعو المنتخب البرتغالي في أن يكون رونالدو جاهزا بالفعل لخوض البطولة الأوروبية على عكس ما كان عليه قبل عامين عندما خاض فعاليات كأس العالم 2014 بالبرازيل بعد سلسلة من المشكلات البدنية في نهاية الموسم الكروي الذي خاض فيه كثيرا من المباريات مع الريال.
واعترف رونالدو نفسه، بعد خروج المنتخب البرتغالي من الدور الأول للمونديال البرازيلي، وقال: «لم أكن جاهزا، وربما كان يتعين علي عدم المشاركة في المونديال البرازيلي».
وودع رونالدو والمنتخب البرتغالي المونديال البرازيلي صفر اليدين بعد احتلال المركز الثالث في مجموعة الفريق بالدور الأول خلف المنتخبين الألماني والأميركي.
والآن، يعاني رونالدو مجددا من مشكلات عضلية مع نهاية موسمه الشاق مع الريال الذي كان موسما غريبا أيضا للمهاجم الأبرز بالفريق، حيث هتفت ضده بعض من جماهير الريال في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه استعاد ثقة الجماهير بعدما قاد الفريق لعدة عروض ونتائج مميزة في الشهور التالية توجها بانتزاع دوري أبطال أوروبا.
وسجل رونالدو ثلاثة أهداف رائعة (هاتريك) في 12 أبريل (نيسان) الماضي ليقود الريال إلى الفوز 3 - صفر على فولفسبورغ الألماني إيابا في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، بعدما خسر صفر - 2 أمام الفريق نفسه ذهابا في ألمانيا، ورغم فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ثلاث مرات وتربعه على قمة هدافي ريال مدريد عبر التاريخ، لم يكن رونالدو بالمستوى التهديفي نفسه مع المنتخب البرتغالي.
وسجل رونالدو أهدافا من مختلف الأنواع منها ما هو من تسديدات قريبة ومنها أهداف بالرأس وأخرى من ضربات حرة. وهذا هو رونالدو الذي تحلم به جماهير البرتغال في يورو 2016 بفرنسا.
ويرجح أن تكون تجربة 2014 دافعا له، ليولي مزيدا من الاهتمام، لما يحتاجه حتى يظهر بالشكل المناسب والفعال في يورو 2016، خصوصا أنه لا يملك كثيرا من الفرص الإضافية.
وقد يشارك رونالدو في كأس العالم 2018 بروسيا، لكنه سيكون في الثالثة والثلاثين من عمره وقتها، وهو ما يعني إمكانية تراجع مستواه.
وأثيرت بعض الشائعات في أبريل (نيسان) الماضي بأن رونالدو قد يعتزل اللعب الدولي بعد يورو 2016.
وسواء كان هذا صحيحا أو خاطئا، فإن يورو 2016 ستكون بلا فريق مرشح بشكل حاسم لإحراز اللقب، وقد يتمكن رونالدو المتوج على عرش نجوم أوروبا لسنوات طويلة من السطوع مع المنتخب البرتغالي في هذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة له.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».