السفير السعودي في بغداد: العراق يملك كفاءات تفوق قدرات سليماني

السبهان أكد لـ «الشرق الأوسط» أن المخاوف على سلامة البعثة قائمة

السفير السعودي في بغداد: العراق يملك كفاءات تفوق قدرات سليماني
TT

السفير السعودي في بغداد: العراق يملك كفاءات تفوق قدرات سليماني

السفير السعودي في بغداد: العراق يملك كفاءات تفوق قدرات سليماني

كشف ثامر السبهان السفير السعودي لدى العراق أن هناك من يحاول إحداث شرخ في علاقات السعودية بمختلف مكونات الشعب العراقي وعرقياته، مشيرًا إلى أن الاتجاه العروبي والإسلامي الصادق للمملكة تجاه الشعب العراقي يضايق بعض الذين لا يعيشون سوى على بث روح الفرقة.
وقال السبهان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من بغداد: «لأننا نمثل سياسة خادم الحرمين الشريفين يحاولون الهجوم وعمل شروخ بيننا وبين علاقاتنا مع المكونات الأخرى في العراق، ويرون أن اتجاه السعودية في العراق صادق وعروبي وإسلامي ودائمًا اتجاهاتها خيرة، لذلك الشعب العراقي يقدر ذلك ويتجه إلى المملكة بحماس، وأعتقد أن هناك من يتضايق من هذا الأمر كثيرًا ويحاول بث روح الفرقة وهذا شأنهم دائما فهم لا يعيشون إلا حول بث الفرقة وما شابهها».
وأكد السفير السعودي في بغداد أن المخاوف على سلامته وسلامة البعثة السعودية في العراق موجودة وحقيقية، مبينًا أن السفارة أبلغت السلطات العراقية بهذه التهديدات لتقوم بمسؤولياتها الأمنية تجاه البعثة وأفرادها كافة، وقال: «مع التهديدات الحاصلة هناك مخاوف، نحن بلغنا الحكومة العراقية ونبلغها باستمرار بكل ما يحصل من تهديدات من أجل اتخاذ مسؤولياتها الأمنية تجاه البعثة وأفرادها كافة».
وعما إذا كانت الإجراءات المتخذة كافية، أوضح بأنه لا يوجد أي إجراءات أمنية كافية مهما كان الأمن، الأمر بحاجة إلى عمل مشترك مع الحكومة العراقية ومع الجميع، وإن شاء الله نعمل قدر الإمكان لتوفير حماية كافية.
وعبر السفير السعودي في بغداد عن أسفه لمقتل مئات الأشخاص وتعذيبهم بلا ذنب بعد نزوحهم من الفلوجة، وباعترافات الحكومة العراقية، رغم تأكيدات وزير الدفاع العراقي بأن الحملة موجهة ضد الإرهاب والإرهابيين.
وأضاف: «عندما قابلت وزير الدفاع العراقي شرح لنا أن العملية في الفلوجة هي عملية حرب على الإرهاب وحرب على (داعش) وأغلب دول العالم تحارب الإرهاب والإرهابيين، والمملكة العربية السعودية أنشأت تحالفا إسلاميا لمواجهة مخاطر الإرهاب والإرهابيين في الدول الإسلامية كافة، فهذا شيء مطلوب من جميع الدول، ولكن كان تخوفنا بالأساس أن العراق يعاني من مشاكل داخلية تختص بعمليات طائفية ذات بعد طائفي أوجدتها دول خارجية في العراق مثل إيران التي أوجدت الطائفية بين أبناء الشعب العراقي، فكان حرصنا حتى لا تستغل هذه من قبل ضعاف النفوس وحتى لا يحدث لا قدر الله ما قد يسيء لأبناء الشعب العراقي أنفسهم، كنا لهم من الناصحين».
وشدد السبهان على أن السعودية تعتبر مصلحة الدول العربية والدول الإسلامية هي مصلحة سعودية، وأردف «كنا حريصين جدًا على أن نضعهم في تصور أنه يجب المحافظة على روح الأخوة والائتلاف بين جميع مكونات الشعب، لكن للأسف حدث ما حدث والانتهاكات موجودة باعترافات الحكومة العراقية واعترافات يوجد لها تسجيلات وهنالك مئات الأشخاص عذبوا وقتلوا بلا ذنب، وهذا ما كنا حريصين على توضيحه».
ولفت إلى أنه قابل من السياسيين ورجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب، ومن العراقيين من مختلف الأعراق، إلى جانب العشائر العربية بجميع مكوناتها شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، مبينًا أنهم مؤمنون إيمانا كاملا بوحدة وعروبة العراق وأن العراق مجبر على دفع الأثمان بسبب التدخلات الخارجية الإيرانية وغيرها.
ولفت السبهان إلى أن قاسم سليماني لا يوجد بمفرده في العراق وإنما هنالك أكثر من سليماني في المنطقة وأكثر من شخص وقادة قوات موجودين، ومعلوم لدى الجميع ذلك. وعن إعلان السلطات العراقية تعيين سليماني مستشارًا أمنيًا، أوضح السفير أن ذلك شأن عراقي داخلي، إلا أنه استدرك بقوله: «إذا كان العراق في حاجة لمستشارين أمنيين فأعتقد أن أبناء العراق الشرفاء فيهم من الكفاءات والقدرات ما تفوق قدرات قاسم سليماني وأمثاله».
وفي سؤال عن المشاكل التي واجهتها المساعدات السعودية في بغداد وتأخر توزيعها، أكد ثامر السبهان أن تعاون رئيس الحكومة والأجهزة الحكومية أثمرت بعد وصول المساعدات خروجها، مبينًا أن السعودية تهدف إلى تقديم الأعمال الإغاثية والإنسانية كافة لإخوانها وأبنائها من مكونات الشعب العراقي، وأضاف: «كنا حريصين على ألا تكون هناك مشاكل تحدث مستقبلاً خصوصا أننا في فصل الصيف، والقيادة الحكيمة أمرت بسبعة أطنان من المساعدات الطبية فيجب أن يكون هناك تنسيق في العمل لأن هذه مساعدات ومواد إغاثية وطبية إذا لم تصل في الوقت المناسب للشخص المحتاج لن يستفيد منها».
وأردف «عليه، كنا حريصين أن نعمل مع الإخوة في العراق على أن يتم تسهيل هذه الأمور وهي مواد غذائية معروفة لها شهادات أصل ومنشأ ولها إجراءاتها، وحتى لو كانوا يرغبون التأكد منها وفحصها يفترض أن يرتبوا معنا ذلك من الأساس، نحن واجهنا مشكلة في الجمارك وفحوصات أصل ومنشأ وهي أشياء روتينية، لكن بحمد الله تجاوزناها رغم أن المدة كانت ثلاثة أسابيع ويعتبر ذلك إنجازا».
وأشار السبهان إلى أن الحكومة العراقية كانت تواجه مشكلة أن الأعمال التشغيلية للأمم المتحدة تأخذ 45 في المائة من قيمة المساعدات، وقال: «الإخوة في العراق يتحدثون أنها لا تصلهم سوى ما يعادل 55 في المائة من قيمة هذه المساعدات، لذلك السعودية الآن أصبحت تقدم المساعدات عبر مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية مباشرة للهيئات المدنية في العراق، والمركز لا يقدم مساعدات للحكومات مباشرة وإنما يقدم المساعدات للأفراد مباشرة، وهذا من حرص المملكة، ونحن قادمون للعراق بمساعدات أكبر وأعمال إنسانية أكبر، لكن نتمنى أن تتحسن الظروف الأمنية والحكومية في المناطق بحيث يمكننا أن نباشر أعمالنا كما يباشر المركز أعماله في أكثر من دولة».



الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
TT

الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)

بوساطة عمانية، وافقت الجماعة الحوثية، الأربعاء، على الإفراج عن طاقم السفينة العملاقة «غالاكسي ليدر» البالغ عددهم 25 بحاراً من جنسيات متعددة بعد 14 شهراً من قرصنة السفينة واحتجازها مع الطاقم تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن مصير السفينة نفسها، التي ترفع علم جزر الباهاما وتديرها شركة يابانية وتعود ملكيتها جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي.

وفي بيان للجماعة المدعومة من إيران، قالت إن مجلس حكمها الانقلابي قرر «الإفراج عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر) التي تم احتجازها بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في إطار معركة إسناد غزة».

وقالت الجماعة الحوثية إن قرار الإفراج عن طاقم السفينة جاء بعد تواصل مع حركة «حماس» وجهود عُمانية، دون إيراد تفاصيل عن موعد الإفراج عنهم والترتيب لنقلهم، أو مصير السفينة نفسها.

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وكانت الجماعة بدأت هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في 19 نوفمبر، وبخاصة السفن المرتبطة بإسرائيل وموانيها بغض النظر عن جنسيتها قبل أن تضيف إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وأدت الهجمات الحوثية إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها مزاراً لأتباعها قرب ميناء الحديدة، كما أدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، وإصابة عشرات السفن بأضرار ومقتل نحو 3 بحارة في إحدى الهجمات.

وتعود ملكية السفينة «غالاكسي ليدر» المتخصصة بنقل السيارات إلى شركة «راي كار كارز»، وتديرها شركة «إن واي كيه» اليابانية، ويتشكل طاقمها من 25 بحاراً من الفلبين، والمكسيك، ورومانيا، وبلغاريا وأوكرانيا.

مهاجمة السفن الإسرائيلية

بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة الذي بدأ سريانه الأحد الماضي، أعادت الجماعة الحوثية النظر في مهاجمة السفن، وقالت إنها لن تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل خلال الهدنة في غزة.

وجاء الموقف الحوثي في رسالة وزَّعها على شركات الشحن مركز أطلقت عليه «مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، وهو مركز أنشأته للتواصل مع شركات الشحن العالمية قبل أشهر.

السفينة المقرصنة من قِبل الحوثيين «غالاكسي ليدر» (رويترز)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول في المركز الحوثي قوله إن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل سيتوقف عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل الاتفاق بين تل أبيب وحركة «حماس».

وكانت الهجمات الحوثية استدعت قيام الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لحماية الملاحة، قبل أن تشنّ ضرباتها للحد من قدرات الجماعة بالاشتراك مع بريطانيا في بعض المرات، حيث استقبلت الجماعة نحو ألف غارة وقصف بحري منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024.

كما دفعت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيَّرة باتجاه إسرائيل الأخيرة للرد بضربات انتقامية خمس مرات مستهدفة مواني الحديدة ومستودعات الوقود فيها ومحطتي كهرباء في صنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي.

وأكد جوليان هارنيس، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، خلال اجتماع للمنظمة الدولية في جنيف، الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو أن تأثير الغارات الجوية على ميناء الحديدة، ولا سيما في الأسابيع القليلة الماضية، كان كبيراً للغاية.

وأفاد بغرق أربعة من أصل خمسة زوارق قطْر في الميناء مهمة لمرافقة السفن الكبيرة التي تحمل الواردات، في حين تضرر الزورق الخامس، مشيراً إلى انخفاض طاقة الميناء إلى نحو الربع.

الناقلة اليونانية «سونيون» بعد تعرُّضها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني؛ إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خصوصاً أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.