التأمين على رأس 15 هدفًا صحيًا في «التحول الوطني» السعودي

عضو في «الشورى»: برامج تنفيذية ستساعد في تحقيق أهداف «الوزارة»

التأمين على رأس 15 هدفًا صحيًا في «التحول الوطني» السعودي
TT

التأمين على رأس 15 هدفًا صحيًا في «التحول الوطني» السعودي

التأمين على رأس 15 هدفًا صحيًا في «التحول الوطني» السعودي

وضعت وزارة الصحة السعودية 15 هدفًا استراتيجيًا لها في إطار «برنامج التحول الوطني»، في مرحلته الأولى، الذي يعد ركيزة لـ«رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، وانبثق عن تلك الأهداف الاستراتيجية 17 مؤشرًا تساعد الوزارة في الوصول إلى تلك الأهداف.
ويتضمن الهدف الاستراتيجي الأول لوزارة الصحة، زيادة حصة القطاع الخاص من الإنفاق عبر طرق تمويل بديلة وتقديم الخدمات، ويرتبط هذا الهدف بـ«رؤية السعودية 2030» في تحسين جودة الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي، والتوسع في خصخصة الخدمات الحكومية، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء وتعزيز ثقتهم بالاقتصاد السعودي.
وتهدف الوزارة إلى رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 35 في المائة، وتحسين كفاءة استخدام وإنفاق الموارد المتاحة، وتحقيق أعلى مستويات الشفافية بجميع القطاعات، والتوازن في الميزانية، ويتم تحقيق هذا الهدف عبر مؤشر النفقات التشغيلية لكل حالة سريرية جديدة.
ويتمثل الهدف الاستراتيجي الثالث في تحسين كفاءة وفاعلية الرعاية الصحية من خلال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، وأن تكون نسبة المواطنين السعوديين الذين لديهم سجل طبي رقمي موحد 70 في المائة.
ويعد التدريب الصحي من بين أهم الأهداف الاستراتيجية للوزارة، التي تهدف للتوسع في التدريب والتطوير محليًا ودوليًا، عبر رفع عدد الأطباء السعوديين المقيمين الملتحقين ببرامج التدريب إلى 4 آلاف طبيب، وزيادة جاذبية العمل في التمريض والفئات الطبية المساعدة خيارا مهنيا مفضلا، ويقاس هذا الهدف عبر مؤشر عدد العاملين السعوديين المؤهلين في التمريض والفئات الطبية المساعدة لكل 100 ألف من السكان على 150 طبيبا مؤهلا في التمريض والفئات الطبية المساعدة.
وتسعى وزارة الصحة إلى رفع نسبة المرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية الطارئة أو المعالجة واتخاذ القرار الطبي لهم، كالتنويم أو النقل الطبي، أو الخروج من المستشفى في أقل من أربع ساعات إلى نسبة 75 في المائة، وذلك ضمن هدفها الاستراتيجي الرامي لتحسين الرعاية الصحية المقدمة قبل التنويم، والرعاية المقدمة في المستشفيات الرئيسية كالطوارئ والعناية المركزة.
وتطمح الوزارة إلى رفع مجموع الإيرادات من القطاع الخاص لاستخدام الموارد الصحية الحكومية إلى أربعة مليارات (1.06 مليار دولار)، وإنقاص انتشار التدخين بنسبة 2 في المائة عمّا عليه حاليًا، وخفض معدلات انتشار السمنة بواقع واحد في المائة، وذلك في إطار هدفها الاستراتيجي الرامي لتحسين خدمات الصحة العامة مع التركيز على السمنة والتدخين. ويرتبط فرض التأمين بحسب تصريحات وزير الصحة، بإعادة هيكلة الوزارة، وسيكون ضمن أولويات الوزارة قريبًا.
وشدد الدكتور محسن الحازمي، عضو اللجنة الصحية بمجلس الشورى، على أن تسن الجهات الحكومية المنفذة للتحول الوطني، برامج تنفيذية على نحوٍ عالٍ من الجودة، حتى تتمكن من الوصول للأهداف المنشودة.
وأضاف الحازمي لـ«الشرق الأوسط»، أن الخطط التي وضعت لامست كثيرًا من الجوانب المهمة التي من شأنها رفع مستويات الخدمات الصحية في البلاد، مشددًا على أهمية أن تشمل الخدمات الصحية مناطق البلاد كافة، بما فيها الأماكن الطرفية.
وعن الهيكلة المرتقبة لوزارة الصحة، التي أعلن عنها الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، كي تتواءم مع التأمين على المواطنين، قال عضو مجلس الشورى: «ملف التأمين درس على نواحٍ متعددة، ونوع التأمين الذي تحتاج إليه البلاد أن يكون تعاونيا، والمشكلة في ملف التأمين هو عدم وجود مراكز صحية ومستشفيات في المناطق الطرفية للبلاد، وهذا تحدٍ في صناعة التأمين في البلاد».
وبالتوازي مع ذلك، ستطلق وزارة الصحة نحو 18 مبادرة خلال الأعوام الخمسة المقبلة بتكلفة إجمالية تبلغ 23 مليون ريال (6.1 مليون دولار)، على رأسها إصلاح وإعادة هيكلة الرعاية الصحية الأولية، والترغيب في مهنة التمريض، والمهن الصحية السريرية من خلال تغيير بعض السياسات، وإشراك شرائح المجتمع كافة، وإطلاق مبادرة الشراكة بين القطاع الخاص والعام، كخصخصة إحدى المدن الطبية وتوطين صناعة الأدوية، وإطلاق المركز السعودية لسلامة المرضى، وإشهار المركز السعودي للمواعيد والإحالات الطبية، وإطلاق المركز الطبي لإدارة الطوارئ، وتحسين الوصول إلى المرافق الصحية الحكومية القائمة والتخطيط المتكامل للطاقة الاستيعابية، وإطلاق مبادرة خفض معدلات الحوادث المرورية عبر المركز الوطني للوقاية من الأمراض، وفرض ضرائب على المنتجات الضارة، والتحول المؤسسي لمرافق الرعاية الصحية، ووضع التنظيمات اللازمة للوقف والتبرعات في القطاع الصحي، وتحصيل تكلفة الخدمات المقدمة لمرضى التأمين الصحي في مرافق وزارة الصحة.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».