الرئيس الصومالي يتعهد بتصفية ودحر حركة الشباب

بعد الإعلان عن مقتل 240 متطرفاً بهجوم

فندق امباسادور بالعاصمة مقديشيو بعد تعرضه لهجوم ارهابي نفذته عناصر من حركة «الشباب}  الاسبوع الماضي (رويترز)
فندق امباسادور بالعاصمة مقديشيو بعد تعرضه لهجوم ارهابي نفذته عناصر من حركة «الشباب} الاسبوع الماضي (رويترز)
TT

الرئيس الصومالي يتعهد بتصفية ودحر حركة الشباب

فندق امباسادور بالعاصمة مقديشيو بعد تعرضه لهجوم ارهابي نفذته عناصر من حركة «الشباب}  الاسبوع الماضي (رويترز)
فندق امباسادور بالعاصمة مقديشيو بعد تعرضه لهجوم ارهابي نفذته عناصر من حركة «الشباب} الاسبوع الماضي (رويترز)

تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود باستمرار الحرب للقضاء على حركة الشباب المتشددة، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم المفاجئ الذي شنته عناصر الحركة على قاعدة للقوات الإثيوبية المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بمنطقة «هالجان» بمحافظة هيران وسط البلاد.
وهنأ شيخ محمود في بيان وزعه المتحدث الرسمي باسمه، الجيش الوطني الصومالي والقوات الإثيوبية بالانتصار الذي حققته ضد حركة الشباب أول من أمس، مشيرا إلى أن هذه القوات قاتلت بشجاعة كبيرة، مضيفا أن «الحرب ضد حركة الشباب سوف تستمر.. لقد بقيت أماكن محدودة في الفترة المتبقية لها وسيتم إزالتها في وقت قريب. ونحن أيضا نهنئ الشعب الصومالي ودائما نقف إلى جانب الجهود الشجاعة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي لمساعدتنا في مكافحة الإرهاب». واعتبر الرئيس الصومالي أن الهدف من حكومته هو القضاء على حركة الشباب المتطرفة في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.
وطبقا لما أعلنه وزير الأمن الداخلي الصومالي عبد الرزاق محمد فقد بلغت خسائر حركة الشباب في الهجوم 240 عنصرا من ميليشيات الحركة المتطرفة، مشيرا إلى أن القوات الإثيوبية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية، أحبطت الهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر الحركة ضد قاعدة هالجان العسكرية، وأكدت أسر عدد من عناصر صفوف الميليشيات في أثناء العملية العسكرية، بالإضافة إلى مقتل الكثير من قيادات الحركة ومن تنظيم قاعدة القرن الأفريقي.
وكانت قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميسوم»، قد أعلنت أنها قتلت 110 من عناصر حركة الشباب التي هاجمت إحدى قواعدها بشمالي العاصمة مقديشو، إذ قال العقيد جو كيبيت، المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي، إن القوات قتلت 110 من مسلحي الحركة وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة، نافيا ما تردد عن قيام عناصر الحركة بقتل العشرات من القوات الأفريقية.
من جانبها نددت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا زوما، بالهجوم، وحيّت قوات «أمسيوم» على تصديها بحزم لهجوم «الشباب».
وأعلنت حركة الشباب أن مجموعة من عناصرها شنت هجوما واسعا على قاعدة عسكرية إثيوبية تعمل ضمن البعثة الأفريقية باستخدام سيارة مفخخة، ما أسفر عن مقتل 43 جنديا من القوات العاملة في القاعدة الإثيوبية، قبل أن تزعم لاحقا أن العدد ارتفع إلى ستين قتيلا.
لكن السلطات الإثيوبية نفت بشدة هذه الأرقام، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الحكومة الإثيوبية جيتاشيو رضا أنه «جرت محاولة من قبل الشباب لمهاجمة قواتنا في وسط الصومال، لكن هذا الهجوم بدأ متعثرا وقواتنا قتلت 101 ناشط ودمرت أسلحة ثقيلة»، وأضاف موضحا «نحن نقوم بإحصاء عدد الجرحى المصابين من جانبنا، لكن تأكيدهم بأنهم قتلوا 43 جنديا إثيوبيا كذب وضرب من الخيال».
وتساعد «أميسوم» التي تضم قوات من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، الحكومة الصومالية على حربها ضد جماعة الشباب منذ أعوام، ما دفع المسلحين للاتجاه إلى أماكن ريفية في جنوبي الصومال، ولكن الجماعة ما زالت تشن هجمات دورية في البلاد.
ويسعى «الإسلاميون» إلى الإطاحة بالحكومة المركزية في الصومال التي تدعمها المجموعة الدولية، وتدافع عنها قوة «أميسوم» التي يبلغ عدد أفرادها 22 ألفا.
وبفضل قوتها النارية المتفوقة، طردت قوة الاتحاد الأفريقي حركة الشباب الإسلامية في شهر أغسطس (آب) عام 2011 من مقديشو، حيث خسرت الحركة بعد ذلك القسم الأكبر من معاقلها، لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تستخدمها لشن عملياتها الانتحارية والاعتداءات التي غالبا ما تصل إلى العاصمة مقديشو.
وقد تبنوا في الأشهر الأخيرة عمليات كبيرة في مقديشو وقواعد لاميسوم، كان آخرها اعتداء على فندق في العاصمة أوقع أكثر من عشرة قتلى من بينهم نائبان وشهد معارك استمرت أكثر من 12 ساعة مع قوات الأمن.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.