إسرائيل تمنع دخول جميع الفلسطينيين إلى أراضيها حتى منتصف ليل الأحد

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعتبر القرار عقابًا جماعيًا محظورًا

إسرائيل تمنع دخول جميع الفلسطينيين إلى أراضيها حتى منتصف ليل الأحد
TT

إسرائيل تمنع دخول جميع الفلسطينيين إلى أراضيها حتى منتصف ليل الأحد

إسرائيل تمنع دخول جميع الفلسطينيين إلى أراضيها حتى منتصف ليل الأحد

قال الامير زيد بن رعد الحسين مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان اليوم (الجمعة)، إنّ إلغاء إسرائيل لتصاريح دخول الفلسطينيين بعد هجوم تل أبيب الاخير، ربما كان عقابًا جماعيًا يحظره القانون الدولي. وأفادت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوض السامي، أنّه يدين الهجوم؛ لكنّه يشعر بقلق بالغ ازاء إلغاء التصاريح وهو اجراء "قد يصل إلى العقاب الجماعي المحظور ولن يؤدي إلّا لزيادة الشعور بغياب العدالة والاحباط لدى الفلسطينيين".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم، فرض حظر على دخول جميع الفلسطينيين إلى إسرائيل حتى منتصف ليل الأحد، في تعزيز للقيود التي فرضت أمس، ردًا على هجوم الأربعاء الذي أوقع 4 قتلى. فيما صرحت متحدثة باسم الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية: «اعتبارًا من اليوم، سيسمح بالعبور من قطاع غزة ومن يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية) فقط للحالات الطبية والإنسانية». وسيظل الحظر ساريًا حتى منتصف ليل الأحد (21:00 ت.غ) حسبها.
إلا أن تطبيق الحظر لا يشمل الجميع، إذ يسمح بعبور المصلين المتوجهين إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، باستثناء الرجال الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، حسبما أعلنت متحدثة باسم مكتب تنسيق النشاطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتابعت المتحدثة ادار هورن: «ليس هناك قيود على دخول النساء» إلى المسجد الأقصى، مضيفة أنّ السماح بدخول المؤمنين إلى ثالث الحرمين يقتصر على يوم الجمعة فقط.
وقبل الساعة (08:00)، أي بعد دخول الحظر حيز التنفيذ، عبر آلاف الفلسطينيين المعبر الأبرز في بيت لحم ومعبر قلنديا (نقطة العبور الرئيسية بين القدس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة)، حسبما أفاد مراسلو الصحافة الفرنسية.
ومن المتوقع قدوم عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الحرم القدسي للمشاركة في الصلاة في أول يوم جمعة من شهر رمضان.
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو أعلنت أمس، تجميد تصاريح 83 ألف فلسطيني كان سمح لهم بدخول إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة خلال شهر رمضان.
وأطلق فلسطينيان في العشرينات من العمر مساء الأربعاء النار عشوائيًا في حي سارونا للمطاعم والحانات في تل أبيب خلال ساعة الذروة، فقتلا 4 إسرائيليين في أحد أعنف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون منذ بدء موجة العنف الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.