مصدر في «الدفاع»: طهران تعرقل تسليم الأسلحة لكردستان العراق

تخزين أسلحة مخصصة للإقليم في مستودعات بغداد منذ 4 أشهر

مصدر في «الدفاع»: طهران تعرقل تسليم الأسلحة لكردستان العراق
TT

مصدر في «الدفاع»: طهران تعرقل تسليم الأسلحة لكردستان العراق

مصدر في «الدفاع»: طهران تعرقل تسليم الأسلحة لكردستان العراق

أكد مصدر في وزارة الدفاع العراقية لـ«الشرق الأوسط» صحة ما يتداول عن تسبب إيران في تعطيل شحنات أسلحة مفترض تسليمها لإقليم كردستان منذ أكثر من 4 أشهر. وقال المصدر بأن الدفاع العراقية استجابت لضغوطات إيرانية لتأخير تسليم الأسلحة الواردة المخصصة لأربيل. وفي نفس الشأن، اتهم مقرر لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي النائب الكردي شاخوان عبد الله وزارة الدفاع العراقية بتعمد تعطيل وصول الأسلحة الواردة لإقليم كردستان، وذلك عبر تجميد تسليمها بتخزينها لفترات طويلة في مستودعات ببغداد. وقال شاخوان في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن قرابة 5 أطنان من الأسلحة المخصصة لأربيل لم تسلم رغم انتهاء إجراءات تسليمها.
وقال النائب الكردي في تصريحاته بأن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي هو من يقف وراء عملية تعطيل التسليم وأضاف: «تصرف وزير الدفاع يأتي في وقت عائلته تعيش في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، وتحميها قوات البيشمركة، وفي الوقت ذاته ينتمي الوزير إلى مدينة الموصل، التي تخوض قوات البيشمركة يوميا معارك ضد (داعش) في حدودها وتحرر قراها وبلداتها من التنظيم، وكان الأجدر أن يكون هذا حافزا للوزير كي يُذلل كافة العقبات أمام تسليح البيشمركة لا أن يصبح هو عقبة أمام إيصال الأسلحة لقوات البيشمركة».
وأشار عبد الله إلى أن أسباب عرقلة الحكومة العراقية لعملية تسليح البيشمركة تعود إلى تخوف بغداد من تسليح هذه القوات، موضحا بقوله: «الحكومة العراقية ترى أنه إذا سُلحت البيشمركة بالأسلحة فإنها ستصبح أكثر قوة وستشكل في المستقبل خطرا عليها، وليس هناك أي سبب آخر غير ذلك، وإلا فبغداد تعلم أن (داعش) هُزم لأول مرة على يد قوات البيشمركة».
وتابع النائب الكردي بقوله بالقول: «الإجحاف في حق البيشمركة يتمثل في عدم منحها حصتها من الأسلحة الواردة إلى العراق، أو إرسال كمية قليلة من السلاح للإقليم، في حين أن حصة البيشمركة من مائة طن من السلاح الوارد إلى العراق لو قُسم حسب مشاركة الكرد في مجلس النواب العراقي فسيكون نحو 20 طنا أما إذا قُسم حسب مسافة الجبهات فإن حصة البيشمركة ستكون ما بين 30 - 40 طنا من الأسلحة، لأن البيشمركة تقاتل داعش على طول جبهة تبلغ مسافتها أكثر من 1100 كيلومتر».
وعما إذا كان الجانب الكردي سيتخذ أي إجراءات فيما إذا استمر وزير الدفاع بمماطلته في هذا الموضوع، بين عبد الله بالقول: «إذا فُعل مجلس النواب العراقي من جديد، فإننا في لجنة الأمن والدفاع لدينا برنامج لاستضافة وزير الدفاع، وسيكون موضوع تسليح البيشمركة أحد المواضيع التي سنوجهها له أثناء الاستضافة، وكذلك سنستضيف وزير الداخلية، ومن المحتمل أن تكون القرارات التي أصدرها الوزير ضد الضباط الكرد في وزارة الداخلية خلال العامين الماضين من تسلمه الوزارة، إحدى الفقرات التي ستوجه له خلال الاستضافة».
وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بوزارة الدفاع العراقية وبمكتب وزير الدفاع لكنها لم تتمكن من الحصول على رد، لكن مصدرا في الوزارة فضل عدم الكشف عن اسمه أكد لـ«الشرق الأوسط» صحة المعلومات الواردة في التقرير، مبينا بالقول: «الأسباب تعود إلى ضغوطات تمارس على بغداد من قبل الحكومة الإيرانية من أجل عدم تزويد البيشمركة بالسلاح والعتاد، وعرقلة عملية تسليحها، وتوزيع حصة البيشمركة من الأسلحة الواردة إلى العراق، على ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التابعة لإيران والمدعومة من قبل الحكومة العراقية».
بدورها تشير وزارة البيشمركة إلى أن بغداد ومنذ بداية الحرب ضد «داعش» تضع دائما العقبات أمام إيصال الأسلحة والأعتدة إلى البيشمركة، وقال رئيس أركان قوات البيشمركة، الفريق جمال محمد، لـ«الشرق الأوسط»: «عرقلة إيصال الأسلحة إلى قوات البيشمركة من قبل بغداد تقف خلفها عوامل سياسية، وهناك مشاكل بين الإقليم وبغداد، وهذه المشاكل أثرت على تزويد البيشمركة بحصتها من السلاح والعتاد الوارد إلى العراق، نحن أبلغنا التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية بأن بغداد لا ترسل لنا حصتنا من الأسلحة والأعتدة، وطلبنا منهم إرسال الأسلحة والأعتدة والتجهيزات العسكرية بشكل مباشر إلى الإقليم، أو أن يفرض التحالف الدولي على بغداد تزويد الإقليم بحصته من الأسلحة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.