خبيرة سعودية: «الإتيكيت» لا يقتصر على آداب المائدة فحسب

دانية بن سعيدان تأمل في نشر أصوله بالمجتمع الخليجي

مستشارة ومدربة الإتيكيت السعودية دانية بن سعيدان
مستشارة ومدربة الإتيكيت السعودية دانية بن سعيدان
TT

خبيرة سعودية: «الإتيكيت» لا يقتصر على آداب المائدة فحسب

مستشارة ومدربة الإتيكيت السعودية دانية بن سعيدان
مستشارة ومدربة الإتيكيت السعودية دانية بن سعيدان

جرت العادة أن ترسل العوائل العربية بناتها إلى معاهد سويسرا وفرنسا وبريطانيا لتعلم أصول «الإتيكيت» من خلال دورات مكثفة. لكن مبادرة للسعودية دانية بن سعيدان تحت اسم «إتيكيت هاوس» باتت تتيح فرصة تعلم أصول هذا الفن في ربوع الرياض. فبعد دراستها في بريطانيا واكتسابها شهادة تدريبية من كلية لندن للبروتوكول والإتيكيت، عادت بن سعيدان إلى السعودية لتباشر بدورات وورش عمل في بلدها وفي دول الخليج على أمل نشر قواعده بالمجتمع الخليجي.
يعتقد المعظم أن «فن الإتيكيت» يعود تاريخه إلى الفرنسيين، ذلك لأن الملك لويس السادس عشر هو أول من ينسب إليه صوغ قواعد تحدد السلوك الجيد والملابس الملائمة وفرضها على زوار قصر فرساي. وقد أطلق على هذه الممارسات لفظ «إتيكيت»، التي تعني بالفرنسية «التذكرة الصغيرة»، وهذه التذكرة كانت تمنح للفرنسيين في الاحتفالات، ويكتب عليها تعليمات خاصة بنظام الحفل.
واليوم، بعد مرور أكثر من 250 سنة على قصة هذا الابتكار الذي قدمته فرنسا للعالم، تكشف مستشارة ومدربة الإتيكيت لـ«الشرق الأوسط» أن أصوله وقواعده تعود لتعاليم الإسلام، إذ تقول إنه «عند تعلمي الإتيكيت في بريطانيا، أكدت لي إحدى المدرسات أن هنالك علاقة بين الإتيكيت والإسلام، بل وأنه معظم أسس هذا الفن تنبع من الدين الإسلامي كالأكل باليمين على سبيل المثال». وتضيف: «لذلك، احرص على ربط الإتيكيت بالإسلام من خلال الآيات القرآنية والأحاديث خلال ورشات العمل التي أقيمها».
وبينما يرى البعض أن تعلم أصول الإتيكيت والبروتوكول نوع من الترف، لكونها ممارسات تهم الأرستقراطيين والأثرياء أو شريحة معينة من نخبة المجتمع، بحسب ظنهم إلا أن دانية وعلى مدار ثلاث سنوات، حرصت على نشر رسالة أن الإتيكيت موضوع شامل لا يقتصر على آداب الطعام فقط وليس مرتبطا بشريحة أو ثقافة معينة كما أن تطبيقه يساهم في تحسين المجتمع بأجمعه. وتشدد بقولها: «أتمنى أن يصبح الإتيكيت مادة تعليمية تدرس في المدارس حتى ولو في الصفوف الأولى، كما آمل أن يلزم أرباب العمل بتوفير دورات لموظفيهم».
وحول السؤال عن أكبر أخطاء يرتكبها العرب عامة في حق قواعد الإتيكيت، تقول بن سعيدان: «إلقاء القمامة وأعقاب السجائر على الأرض أكبر خطأ ترتكبه الشعوب العربية للأسف، إلى جانب عدم الالتزام بالاصطفاف بالدور في الطوابير بشكل عام». وتضيف دانية: «الالتزام بقواعد الإتيكيت يدر بفوائد عدة على مجتمعاتنا أبسطها إبهار كل من يسافر إلى البلاد العربية». وتستطرد موضحة: «يجب أن نعمل معًا لتغيير صورة المجتمع العربي النمطية التي باتت للأسف مهزوزة في الآونة الأخيرة، كما يتوجب علينا أن نكون سفراء لبلدنا بأفكارنا وطريقة معاملتنا».
إلى ذلك، يوفر مشروع دانية «إتيكيت هاوس» الكثير من الدورات وورش العمل المختلفة لتعليم الإتيكيت للكبار والصغار. تشمل الورش مواضيع إتيكيت الطعام ووقت الشاي، إلى جانب إتيكيت اختيار الملابس والدعوات والعمل والمجالس وتقديم القهوة.
وعن تلك الدورات تقول بن سعيدان: «أستمتع بتدريس الأطفال فن الإتيكيت بالمعسكرات الصيفية، وأصغرهم بسن الخامسة، لأنهم لديهم قابلية عالية للتعلم واستيعاب الكثير من المعلومات». وتضيف: «أما فيما يخص ورش عمل إتيكيت موائد الطعام ووقت الشاي، فنتعاون مع الفنادق الخمس نجوم والمطاعم لتهيئة المكان لأن تعليم الإتيكيت مبني على التطبيق وليس مجرد المعلومات النظرية». وضمن المشاريع المستقبلية لـ«إتيكيت هاوس» ورشات عمل لتعليم الإتيكيت في مقرات العمل كالبنوك والشركات. كما سيتعاون المشروع عن قريب مع مركز تدريب لإقامة ورشات للنساء هناك. وتؤكد دانية أن الإتيكيت ليس حكرًا على النساء بل هو للرجال أيضًا. إذ تقول، «تقال لي استفسارات من الرجال أحيانا أكثر من النساء وخصوصا حول آداب المصافحة».
ويمتد مشروع «إتيكيت هاوس» ليغطي مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا بحسابين على «تويتر» و«إنستغرام» بالتفاعل مع المهتمين بشؤون الإتيكيت وإجابة تساؤلاتهم. وتأمل بن سعيدان مستقبلا في إنتاج مقاطع فيديو تدريبية لأصول الإتيكيت على «يوتيوب»، خصوصًا بعد ما استضافتها الفضائيات العربية مرارا لاستشارتها في شؤون الإتيكيت والبروتوكول.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».