المخاوف الأمنية أعلى صوتًا من كرة القدم قبل انطلاق «يورو 2016»

فرنسا أطلقت تطبيقًا للتحذير من أي خطر إرهابي خلال البطولة

المخاوف الأمنية أعلى صوتًا من كرة القدم قبل انطلاق «يورو 2016»
TT

المخاوف الأمنية أعلى صوتًا من كرة القدم قبل انطلاق «يورو 2016»

المخاوف الأمنية أعلى صوتًا من كرة القدم قبل انطلاق «يورو 2016»

قبل انطلاق أحد أهم وأقوى بطولات كرة القدم في العالم، ربما هي المرة الأولى التي تحتل فيها المخاوف الأمنية صدارة الصحف ووسائل الإعلام بينما تأتي الأخبار الكروية المتعلقة بالفرق واللاعبين والملاعب في المقام الثاني.
وفي ظل المخاوف من وقوع هجمات إرهابية تعكر صفو بطولة كأس أمم أوروبا التي تستضيفها فرنسا، وتنطلق بعد غد الجمعة 10 يونيو (حزيران) وتستمر حتى 10 يوليو (تموز) المقبل، أنشأت وزارة الداخلية الفرنسية تطبيقًا للتواصل مع الجماهير التي تحضر مباريات البطولة.
والتطبيق الجديد، ويدعى «SAIP» وهو جزء من نظام إنذار وإبلاغ الشعب، يستخدم للتحذير من أي هجوم محتمل أو توجيه نصائح بعدم الوجود في أماكن بعينها للاشتباه في هجوم وشيك.
كذلك يقدم التطبيق معلومات أمنية سريعة عن ثماني مناطق يقوم المستخدم بتسجيلها، ويستقبل إشعارات في حال وجود حدث ما في أحد هذه الأماكن.
ويظهر التطبيق المتاح باللغتين الإنجليزية والفرنسية على متجري «آبل ستور» و«غوغل بلاي» تنبيهًا على الشاشة مع أصوات صفارات إنذار في حال وقوع حدث في أحد الأماكن مع تعليمات لكيفية التصرف، وكذلك يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن وقوع أي حدث أمني.
وتعرضت العاصمة الفرنسية لهجمات إرهابية دامية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، من بينها تفجير انتحاري أمام ملعب «استاد دو فرانس» الذي كان يستضيف مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا. وأسفرت الهجمات عن مقتل 137 شخصًا و7 من المهاجمين.
وفي 22 مارس (آذار) الماضي، وقعت سلسلة تفجيرات في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل وإحدى محطات قطار الأنفاق بهجمات انتحارية، مما أوقع 37 قتيلاً.
وقبل يومين، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني فاسيل غريتساك، أن فرنسيًا كان يعد لتنفيذ 15 اعتداء في فرنسا قبل وخلال مباريات البطولة، تم إيقافه في 21 مايو (أيار) في أوكرانيا.
وقال غريتساك: «تمكن جهاز الاستخبارات من منع 15 عملاً إرهابيًا كان من المخطط تنفيذها في فرنسا قبل وخلال مباريات كأس أوروبا»، موضحًا أن الفرنسي الموقوف عبر عن معارضته «لسياسة حكومته بخصوص التدفق الكثيف للأجانب إلى فرنسا ونشر الإسلام والعولمة».
وأضاف أنه كان بحوزة الفرنسي 125 كلغم من المتفجرات بالإضافة إلى ترسانة أسلحة أخرى، وكان يعتزم مهاجمة دور عبادة للمسلمين واليهود.
كما حذرت وزارة الشؤون الخارجية البريطانية من خطر «هجمات إرهابية» خلال كأس أوروبا لكرة القدم.
وكتبت الوزارة على موقعها في شبكة الإنترنت: «خلال كأس أوروبا 2016، الملاعب، مناطق المشجعين، المواقع التي تنقل المباريات والنقل العمومي تشكل أهدافًا محتملة لهجمات إرهابية».
ودعت المواطنين البريطانيين الذين سيتوجهون إلى فرنسا، إلى توخي «الحذر»، دون التأكيد على توافر معلومات محددة بخصوص مخططات لهجمات.
وتابعت: «هناك تهديد إرهابي كبير. ونظرًا للتهديدات التي تشكلها حاليًا الجماعات الإرهابية المتشددة بفرنسا، والتدخل الأخير للجيش الفرنسي ضد (داعش)، حذرت الحكومة الفرنسية، التي عززت التدابير الأمنية، الزوار لأن يكونوا حذرين بشكل خاص»، مشيرة إلى أنها ستنشر المزيد من قوات الشرطة داخل القطارات التي تربط بين إنجلترا وفرنسا والحدود البريطانية.
ومن المقرر أن تنشر السلطات الفرنسية أكثر من 90 ألف دركي وشرطي وعنصر أمن خاص في حماية ملاعب كرة القدم التي ستستقبل نحو سبعة ملايين متفرج خلال شهر البطولة.
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأحد أن خطر وقوع اعتداءات «سيبقى قائمًا للأسف لوقت طويل»، مضيفًا: «لذلك علينا أن نتخذ كل الاحتياطات لكي تكون كأس أوروبا 2016 ناجحة».
وأضاف أن فرنسا، التي لا تزال تعيش حالة الطوارئ منذ اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر في باريس «عبأت كل الوسائل لضمان» الأمن خلال هذه المباريات.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».