مصر: حكم بالإعدام على 26 متهمًا وسجن 37 آخرين في أحداث عنف قبلي بأسوان

تأجيل محاكمة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بتهمة إشاعة أخبار كاذبة

مصر: حكم بالإعدام على 26 متهمًا وسجن 37 آخرين في أحداث عنف قبلي بأسوان
TT

مصر: حكم بالإعدام على 26 متهمًا وسجن 37 آخرين في أحداث عنف قبلي بأسوان

مصر: حكم بالإعدام على 26 متهمًا وسجن 37 آخرين في أحداث عنف قبلي بأسوان

في حين تقرر تأجيل محاكمة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق في مصر، المستشار هشام جنينة، بتهمة نشر أخبار كاذبة، إلى جلسة 21 يونيو (حزيران) الحالي للاطلاع، أصدرت محكمة مصرية أمس حكما بالإعدام شنقا على 26 وبالسجن على 37 آخرين في أحداث عنف قبلي وقعت قبل نحو عامين بين قبيلتي الدابودية والهلايل بمحافظة أسوان (جنوب البلاد).
كان النائب العام قد أحال 163 متهما إلى المحاكمة في أحداث العنف التي وقعت بين القبيلتين عام 2014، وأوقعت 28 قتيلا، وأصيب خلالها العشرات، وأحرقت منازل ومتاجر وسيارات، في الاشتباكات التي استمرت أياما، ونشبت بسبب عبارات مسيئة للقبيلتين كتبها طلاب ينتمون إليهما على الجدران.
وقضت محكمة جنايات قنا المنعقدة بمجمع محاكم أسيوط برئاسة المستشار محروس محمد علي، أمس، وبعد إجماع الآراء، وأخذ رأي مفتي الجمهورية، بالإعدام شنقا على 26 متهما في الأحداث، المتهم فيها 163 شخصا من القبيلتين، من بينهم 88 متهما محبوسين.
كما عاقبت المحكمة «حضوريا وغيابيا» 21 متهما بالسجن المؤبد، و3 متهمين بالأشغال الشاقة 15 عاما، و3 متهمين بالسجن المشدد 10 سنوات، و10 متهمين بالسجن المشدد 3 سنوات، وبرأت المحكمة مائة متهم آخرين، من بينهم 47 متهما من قبيلة «الهلايل».
وقالت مصادر إن جلسة المحاكمة عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة ووجود مكثف لقوات الشرطة والأمن المركزي ورجال المباحث داخل المحكمة وفي محيط مجمع محاكم أسيوط.
ونسبت التحقيقات للمتهمين ارتكاب جرائم القتل والشروع في القتل وحيازة سلاح دون ترخيص وترويع المواطنين. وتعد هذه الأحكام قابلة للطعن أمام محكمة النقض، أعلى جهة قضائية في مصر.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنح القاهرة الجديدة أمس تأجيل أولى جلسات محاكمة المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، بتهمة نشر أخبار كاذبة، إلى جلسة 21 يونيو الحالي للاطلاع.
وكانت النيابة قد قررت يوم الخميس الماضي، إخلاء سبيل جنينة بكفالة 10 آلاف جنيه، لكنه رفض دفع الكفالة فأحالته للمحاكمة العاجلة، إلا أن أسرته توجهت إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة وسددت مبلغ الكفالة، وأخلي سبيله، ولكن ما زال يحاكم على ذمة القضية.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أواخر مارس (آذار) الماضي، قرارا جمهوريا بإعفاء جنينة من منصبه رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، وتكليف المستشار هشام بدوي بمباشرة اختصاصاته لحين تعيين رئيس جديد.
وبعد مرور نحو أسبوع على قرار العزل، قالت الجريدة الرسمية إن «العزل استند إلى بيان نيابة أمن الدولة العليا بشأن تحقيقاتها في تصريحات جنينة، حول إعلانه أن 600 مليار جنيه هي تكلفة الفساد في مصر، والذي حمل بيانات خاطئة».
وكانت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها السيسي حول تصريحات جنينة عن وقائع الفساد قالت في تقريرها إن تصريحاته خالية من المصداقية.
وأصدرت نيابة أمن الدولة العليا بيانا يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إن جنينة أقر بنفسه في التحقيقات بأن تكلفة الفساد موضوع تلك التصريحات شملت أعواما سابقة على 2015 وأنها احتوت على تكلفة للفساد ولغير الفساد، مؤكدا علمه بأن الفساد لا يطلق إلا على الجرائم العمدية.
وفي سياق المحاكمات أيضا، قضت محكمة جنايات الجيزة أمس بمعاقبة 22 متهما بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 6 متهمين بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، وبراءة 8 متهمين آخرين، وذلك في قضية تشكيل تنظيم إرهابي يقوم على استغلال اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في «رابعة» و«النهضة»، لاستقطاب المشاركين فيهما، وجمع التبرعات المالية من المعتصمين لشراء الأسلحة والذخائر والمواد الكيماوية اللازمة لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة بغية استخدامها في عمليات إرهابية في البلاد. وذكرت التحقيقات أن المتهمين المذكورين تمكنا من استقطاب بقية أعضاء التنظيم، ووضع خطط إرهابية قوامها تنفيذ أعمال عدائية ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة، وحرق وتخريب المنشآت العامة والحيوية، وترويع المواطنين بهدف تعطيل العمل بالدستور والإخلال بأمن البلاد، والإضرار بالوحدة الوطنية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.