عريقات: ليس مقبولاً من العالم دعم حل الدولتين شفهيًا وحماية الاحتلال من العقاب

المنظمة تدين زيارة الرئيس الإسرائيلي لمستوطنات في رام الله وتصفها بنموذج الأبرتهايد

عريقات: ليس مقبولاً من العالم دعم حل الدولتين شفهيًا وحماية الاحتلال من العقاب
TT

عريقات: ليس مقبولاً من العالم دعم حل الدولتين شفهيًا وحماية الاحتلال من العقاب

عريقات: ليس مقبولاً من العالم دعم حل الدولتين شفهيًا وحماية الاحتلال من العقاب

أدان أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، زيارة الرئيس الإسرائيلي، رؤبين ريفلين إلى مجلس مستوطنات شرق مدينة رام الله، قائلا إنها «تعبر عن نهج إسرائيل وإصرارها على نموذج الأبرتهايد، ورفض المواثيق الدولية».
وأضاف عريقات، في تصريح بثته الوكالة الرسمية، أن الرئيس الإسرائيلي «يدرك أن الاستيطان غير شرعي ويرقى لجريمة حرب، وزيارته هذه تدل على أن إسرائيل وحكومتها تسيران إلى ضرب المواثيق الدولية»، داعيا العالم إلى «نبذ الإرهاب وصناعة الأمن والسلام في المنطقة ومحاكمة إسرائيل ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون».
وعد عريقات الزيارة، ضمن محاولات إسرائيل ضرب مبادرة السلام الفرنسية، والتي بدأت بمؤتمر يوم الجمعة الماضية.
وكان ريفلين قام بزيارة هي الأولى من نوعها لرؤساء إسرائيل لهذه المستوطنات.
وقالت مصادر إسرائيلية، أن ريفلين لبّى دعوة آفي رواه رئيس مجلس مستوطنات «بنيامين» شرقي رام الله، الذي يشغل في الوقت نفسه، رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، وقام بزيارة وجولة رسمية في مستوطنات «بنيامين»، وتم استقباله بحفاوة بالغة من قبل المستوطنين ورؤساء المستوطنات، مؤكدين على العلاقات التي تربط ريفلين بالمستوطنين.
واستذكر ريفلين في زيارته الاحتلال الإسرائيلي للقدس، قائلا بفخر: «أستذكر في هذه الأيام تحرير القدس، وعودة الشعب اليهودي إلى أرضه»، في إشارة إلى حرب يونيو (حزيران) عام 1967.
وجاءت زيارة ريفلين للمستوطنات في وقت أقرت فيه بلدية القدس بناء 82 وحدة استيطانية في المدينة، في مؤشر واضح على دعم الاستيطان.
ووصف عريقات إعلان ما يسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، المصادقة على بناء 82 وحدة استيطانية في مستوطنة «رمات شلومو»، غير القانونية، شمال القدس، بالرد الإسرائيلي العملي على مؤتمر باريس ودول العالم المجتمعة على إنهاء الاحتلال. وقال: «تواصل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مقاطعتها للإرادة الدولية، بإصرارها المتعمد على التوسع الاستيطاني الاستعماري في فلسطين المحتلة، وهي إهانة لجهود المجتمع الدولي الساعية لتحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة».
وشدد عريقات على أن الموافقة على المزيد من البناء الاستيطاني في عاصمة فلسطين، يشكل تذكيرا للمجتمع الدولي من أجل محاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق الأرض والإنسان الفلسطيني. وأضاف: «ليس مقبولاً أن يدعم قادة العالم حل الدولتين شفهيًا، في الوقت الذي يزودون فيه قوة الاحتلال بالحصانة والحماية من العقاب، وخاصة الاتحاد الأوروبي».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».