أعلنت «الطبابة الشرعية» في حلب، وجمعية «أنصار المظلومين» أمس الثلاثاء، عن نفاد الأكفان وأكياس حفظ الجثث والقبور، نتيجة حملة القصف التي تشنها طائرات النظام والطائرات الحربية الروسية على مدينة حلب وريفها شمالي سوريا، منذ عدة أسابيع وراح ضحيتها العشرات من المدنيين، فضلاً عن مقتل عدد كبير من مقاتلي المعارضة جراء المعارك مع قوات النظام، والضربات الجوية الروسية التي تستهدف مواقعهم داخل مدينة حلب وريفها. فيما أوضح الناطق باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان وائل العجي، أن الوضع الصحي والإنساني في حلب «مأساوي وينذر بكارثة»، مؤكدًا أن «الإصابات الخطيرة التي تسقط جراء القصف تواجه الموت، بفعل غياب الكادر الطبي المتخصص والنقص الحاد في المواد والمستلزمات الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة».
وأصدرت «الطبابة الشرعية» وجمعية «أنصار المظلومين» بيانًا أعلنتا فيه «نفاد الأكفان وأكياس حفظ ونقل الجثث، إضافة إلى نفاد القبور نتيجة الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام والطيران الحربي الروسي على مدينة حلب وريفها لليوم الثامن عشر على التوالي». وناشدتا كل من لديه الإمكانية لـ«مد يد العون بالشكل العاجل لشراء تلك الحاجات».
وحددت الجهتان، حاجاتها على الشكل التالي: «أكفان عدد 1000 بقيمة تقديرية 1.800 دولار، أكياس حفظ ونقل الجثث عدد 1000 بقيمة تقديرية 6.500 دولار، قبور لدفن ضحايا المجازر والأموات عدد 200 بقيمة تقديرية 3.900 دولار».
وتتعرّض مدينة حلب وريفها بشكل يومي لأعنف الغارات الجوية ما أدى لمقتل عشرات المدنيين، أمام ما تصفه المعارضة السورية بـ«الصمت الدولي» على قصف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين. ودخلت الحملة الشرسة التي يشنها النظام والطيران الحربي الروسي على حلب وريفها يومها الثامن عشر على التوالي، وأسفرت عن وضع كارثي بدأت آثاره بالظهور عبر نفاد الأكفان والأكياس والقبور، وهو ما يترتب عليه من وضع صحي مأساوي، جراء بقاء الجثث من دون حفظ أو دفن.
الناطق باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان وائل عجي، أوضح أن لا معلومات دقيقة لديه عن النقص في الأكفان وأكياس الجثث وغيرها، لكن أشار إلى أن تقرير «الطبابة الشرعية» وجمعية «أنصار المظلومين» «ليس بعيدًا عن الواقع، في ظل قطع طريق الكاستيلو الذي يربط مناطق سيطرة المعارضة في حلب بريف المدينة، والنقص الهائل في الإمدادات والمستلزمات الطبية».
وأكد العجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع الإنساني في حلب سيء جدًا، حيث يوجد في كل المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام طبيب واحد، يضاف إلى ذلك النقص الحاد في المواد الطبية الناتج عن الحصار الخانق». وقال: «عندما كان طريق الكاستيلو مفتوحًا، جرى تخزين بعض المواد، لكن بعد أن أصبح هذا الممر الوحيد في مرمى القصف الجوي للنظام، وقصف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، انقطع الإمداد بشكل شبه تام».
الناطق باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تحدث عن «تدهور في الحالات الإنسانية، وهي مرشحة للتفاقم مع فصل الصيف وموجات الحر المرتفعة، وتلوث المياه، وفقدان كل أسباب الحياة». وقال: «بعد تدمير المشافي في مناطق سيطرة المعارضة، والنقص الهائل في المواد الطبية، وفقدان الكادر الطبي المتخصص، فإن جميع الإصابات الخطيرة نتيجة القصف تواجه الموت».
أضاف العجي: «قبل الحصار المشدد على حلب كان بإمكان بعض المؤسسات الطبية مثل الصليب الأحمر وغيره، نقل الإصابات الخطرة إلى تركيا لتلقي العلاج، لكن بعد الحصار وتدمير كل المراكز الصحية، ومقتل الأطباء الذين كانوا يؤمنون الحد الأدنى من الإسعافات، لم يبق أمام مصابي القصف سوى الموت المحتم».
وكان 11 شخصًا قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية في قصف جوي نفذته الطائرات السورية والروسية في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب في شمال سوريا. واستهدف القصف أحياء عدة في الجهة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وتوقع المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى بسبب كون إصابات عشرات الجرحى حرجة جدًا.
نفاد الأكفان وأكياس حفظ الجثث في حلب نتيجة القصف الجوي والحصار
الشبكة السورية تحذّر من كارثة إنسانية نتيجة فقدان المستلزمات الطبية
نفاد الأكفان وأكياس حفظ الجثث في حلب نتيجة القصف الجوي والحصار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة