التحالف يسلم 52 طفلاً جندتهم الميليشيات للحكومة اليمنية

«اليونيسيف» : الجماعات المسلحة جندت 848 طفلاً في الصراع

التحالف يسلم 52 طفلاً جندتهم الميليشيات للحكومة اليمنية
TT

التحالف يسلم 52 طفلاً جندتهم الميليشيات للحكومة اليمنية

التحالف يسلم 52 طفلاً جندتهم الميليشيات للحكومة اليمنية

قامت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بتسليم 52 طفلاً للحكومة الشرعية، بعد أن جندتهم الميليشيات الحوثية على الحدود اليمنية - السعودية. وتم التسليم بحضور ممثلين للصليب الأحمر و«اليونيسيف».
وأكدت قوات التحالف في بيان لها، أمس، أنه تم القبض على هؤلاء الأطفال في مسارح العمليات العسكرية، وهم يحملون السلاح ويشاركون في عمليات زرع الألغام. وبناء على ذلك، تم اتخاذ الإجراءات الملائمة بحقهم عبر نقلهم لأماكن إيواء بحسب سنهم القانونية، وتطبيق التدابير الوقائية لحماية الأطفال، وتوفير الظروف المناسبة لهم.
وحذرت قوات التحالف من أن إشراك الأطفال والزج بهم في الأحداث الدامية وحقول الألغام، يعتبر عملاً متجردًا من الإنسانية، ومخالفًا لكل الأنظمة والقوانين الدولية.
في غضون ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» محمد الأسعدي الناطق الرسمي باسم اليونيسيف في اليمن إن جماعات وقوات مسلحة جندت أكثر من 848 طفلاً في مختلف الجبهات.
وكشف الأسعدي عن التحقق من مقتل 934 طفلاً، وإصابة أكثر من 1356 آخرين خلال عام من الصراع في اليمن. وأضاف: «قد يكون عدد الضحايا أعلى من هذه الأرقام خصوصًا مع استمرار المواجهات المسلحة والقتال في أكثر من منطقة في اليمن، وكمتوسط يومي نستطيع القول إن ستة أطفال قتلوا أو أصيبوا في اليوم الواحد». وأشار المتحدث باسم «اليونيسيف» باليمن أن المنظمة وفرت الدعم لقرابة 370 ألف طالب نازح من خلال الدروس التعويضية وتوفير الحقائب المدرسية والقرطاسية اللازمة، إلا أن هناك ما يزيد على 380 ألف طفل آخرين لم يتمكنوا من اللحاق بمدارسهم نظرًا لاستمرار المواجهات المسلحة والعمليات العسكرية أو لغياب الأمن أو لاستخدام عدد من المدارس من قبل جماعات أو قوات مسلحة، أو استخدامها كمساكن مؤقتة من قبل نازحين.
وعلى المستوى الصحي، بيّن محمد الأسعدي أن ما يقرب من 10 آلاف طفل يقدر أنهم قضوا بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، والسبب تدهور المنظومة الصحية في البلاد.
وتابع: «هناك ما يزيد على 14 مليون مواطن بحاجة إلى خدمات رعاية صحية، نصفهم من الأطفال، وخلال الأسابيع الماضية، دعمت (اليونيسيف) 33448 من العاملات والعاملين الصحيين الموزعين في فرق طبية ميدانية تستهدف قرابة 10 آلاف تجمع سكاني في مختلف مديريات البلاد، وخصوصًا تلك التي تفتقر لخدمات الرعاية الصحية الأساسية البعيدة عن المرافق الصحية. وتقدم الفرق الطبية المتنقلة فحوصات وعلاجات أساسية وخدمات تغذية علاجية وتحصين للأطفال والنساء ضمن حملات الإيصال التكاملية التي تنفذها المنظمة بالتنسيق مع مكاتب الصحة في المديرات والمحافظات المختلفة».
وقال سلطان العرادة محافظ مأرب إن الأطفال المغرَّر بهم، أعمارهم بين 12 و15 سنة، سيسلمون إلى أسرهم بمبادرة إنسانية دون أي شروط، مؤكدا أن المبادرة تمت بتنسيق مع القيادة السياسية وقيادة قوات التحالف. ولفت إلى أن إطلاق سراح الأطفال يجسد التزام الحكومة اليمنية والتحالف العربي بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والمواثيق الأممية الخاصة بحماية الأطفال وتجنيبهم النزاعات المسلحة والحروب.
وكشف العرادة تجاهل قيادة المتمردين للأطفال الذين يقعون في قبضة الجيش الوطني والمقاومة، وقال: «كثير من الأطفال لا يعلم أقاربهم عنهم أي معلومات، وعندما يقبض عليهم الجيش فإن القيادات الحوثية لا تطالب بإطلاق سراحهم فيما عدا فئة محددة ممن يزعمون انتماءهم للطبقة الهاشمية فقط».
واتهم محافظ مأرب الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في انتهاكات حقوق الأطفال، مستغلين أوضاع أسرهم المعيشية الصعبة. وذكر أن الميليشيات مستمرة في إخراج الأطفال من المدارس إلى المتارس، والزج بالطفولة إلى وسط بيئة العنف، وتحويلهم إلى مقاتلين يعبثون بالوطن ومقدراته ونسيجه الاجتماعي لخدمة المشاريع السلالية والأجندة الإيرانية، موضحا: «أغلب الأطفال لا يعودون إلى منازلهم، فهم إما قتلى أو أسرى». وسلم العرادة الأطفال المفرج عنهم مبلغ 5000 دولار وحقائب مدرسية، مطالبا أسرهم بعدم الاستجابة لدعوات الميليشيات الهادفة إلى التغرير بأبنائهم وإرسال الأطفال إلى محارق الموت.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.