انتعاش سوق العقار في برمودا ومشروعات واعدة

الأجانب يعاودون الإقبال على الشراء وصمود في أسعار المنازل الفاخرة

منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
TT

انتعاش سوق العقار في برمودا ومشروعات واعدة

منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا

يقع هذا المنزل الذي يعود تاريخ إنشائه إلى منتصف القرن الماضي على امتداد طريق متعرج يؤدي إلى ملعب «ريديلز باي غولف» في أبراشية وارويك في برمودا. وجرى بناء المنزل بقوالب خراسانية وأخرى يطلق عليها اسم حجر برمودا، ويطل على «غريت ساوند»، وكذلك الممرات الخامسة والسادسة والسابعة. يعرف المنزل باسم «هيرون هيل»، ويتميز بلونه الأبيض الجيري، مع سقف إردوازي تقليدي مصنوع من حجر برمودا الجيري.
ويقع المنزل، المعروض للبيع مقابل 5.56 مليون دولار، على مسافة فدان ونصف الفدان تقريبًا، حسبما أوضحت كارين إتش سنكلير، من شركة «سنكلير ريالتي» التي تمثل السمسار العقاري المسؤول عن المنزل، والتي تعد فرع شركة «كريستيز إنترناشونال ريال استيت» داخل برمودا. كما تضم الأرض المحيطة بالمنزل كوخين صغيرين يضم كل منهما غرفة نوم واحدة.
يحيط بالمنزل وما حوله من أرض بوابات دخول سوداء من الحديد المليف، ويؤدي طريق للسيارات دائري الشكل إلى المنزل الرئيس القائم على مساحة 3800 قدم مربع، مع أربع غرف نوم وثلاث حمامات كبيرة وآخر صغير. وقد جرى تجديد المنزل في تسعينات القرن الماضي.
ويوصل رواق إلى أبواب فرنسية الطراز. أما غرفة الاستقبال فتبلغ مساحتها 38 قدمًا في 10 أقدام، وتتميز بأرضية من القرميد وصورة جدارية من إبداع جوي بلاكبرن، وهو فنان هولندي يعيش في برمودا.
كما توصل ردهة إلى غرفة المعيشة التي تتميز بمدفأة مرتفعة عن الأرض تعمل بالخشب، وسقف مقسم إلى مستويين، ونوافذ مصنوعة من خشب الأرز تمتد من الأرض إلى السقف، إضافة إلى مجموعتين من الأبواب الفرنسية الطراز. ويؤدي زوج من الأبواب إلى غرفة الطعام ومكتبة مجاورة لها، بينما يفتح زوج آخر من الأبواب على شرفة مغطاة تستخدم كغرفة معيشة خارجية.
من المكتبة، يؤدي ممر خفي وسلالم دائرية الشكل إلى ما تطلق عليه سنكلير «جناح البرج»، الذي يضم غرفة جلوس بها شرفة وغرفة علوية. وتتشارك غرفتا النوم في الجناح في حمام واحد يتميز بقرميد مزخرف ومساحة مفتوحة للاستحمام.
من ناحية أخرى، توجد غرفة مخصصة لتناول الإفطار تتميز بسقف من القرميد في منتصف المسافة بين غرفة تناول الطعام والمطبخ، وغرفة أخرى يمكن استخدامها كغرفة جلوس أو مكتبة. أما المطبخ الذي يغمره الضوء، فيتميز بطاولة كبيرة في المنتصف تضم سطحًا للطهي ومساحة تسمح بالجلوس لتناول الإفطار. كما تتميز بعض الخزانات ذات اللون الأزرق المائل إلى الرمادي بواجهات زجاجية. وتؤدي سلالم دائرية إلى القبو ومرأب للسيارات. كما توجد غرفة للغسل خلف المطبخ، بينما يضم المكتب غرفة جانبية صغيرة.
ويضم الجناح الرئيسي الكائن بالطابق الأول مدفأة تعمل بالخشب، وأرضية مصنوعة من القرميد الداكن المائل للحمرة، ومساحة صغيرة مخصصة للقراءة، وأبوابًا فرنسية تفتح على حوض للسباحة وحدائق. وبالنسبة لدورة المياه الرئيسية داخل الجناح، فإنها تضم حاجبًا واقيًا يابانيًا، وحوضًا مرتفعًا للجاكوزي، ومساحة مفتوحة للاستحمام، وخزانة يمكن السير بداخلها مصنوعة من خشب شجر الأرز. وتوجد غرفة نوم أخرى خارج الردهة الرئيسية.
أما على الأرض المحيطة بالمنزل الرئيسي، فيوجد كوخان صغيران يضم كل منهما غرفة نوم واحدة، يضم كل منها مطبخًا صغيرًا وحمامًا، ويشترك الكوخان في شرفة واحدة. على الجانب الآخر، يوجد على امتداد حوض «غريناواي ديب» المطل على «غريت ساوند» مرفأ بحاجة للتجديد، وحوض يتميز بمياهه الصافية فيروزية اللون، التي يمكن رؤية الأسماك من خلالها.
من ناحية أخرى، يؤدي ممر منفصل عن الممر الرئيسي إلى شرفة مفتوحة في الهواء الطلق لتناول الطعام، تزدان بمصابيح معلقة ودرابزين مصنوع من خشب شجر الأرز.
يذكر أن المنزل يقع داخل جيب يشكل منطقة سكنية تحيط بملعب الغولف في «ريديلز باي غولف» و«كانتري كلوب» داخل أبراشية وارويك. ويعتبر ملعب الغولف هذا الأقدم داخل برمودا، حيث يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1922.
باستخدام القارب، يقع المنزل على بعد بضعة دقائق من المطاعم والمتاجر والمعارض في هاميلتون، عاصمة برمودا الرائعة. أما بالسيارة، فإن الرحلة تستغرق نصف الساعة. وبالنسبة لشواطئ «ساوث شور» الرملية و«سبايسلاندز رايدينغ سنتر»، فإنها تقع على مسافة تتراوح بين 5 و15 دقيقة بالسيارة.
* نظرة عامة على السوق العقارية:
تنقسم سوق برمودا العقارية إلى عقارات تقتصر إمكانية شرائها على أبناء برمودا والمقيمين بصورة دائمة بها فحسب، وأخرى يمكن لمشترين دوليين شراؤها، حسبما شرحت سنكلير.
من ناحيتها، شرحت ساليان سميث ستراتون، رئيسة شركة «بروبرتي غروب»، أن معظم مبيعات المنازل لمشترين من الخارج تتراوح أسعارها بين 3 إلى 12 مليون دولار. وبالنسبة للشقق الخاصة، فإن غالبية المشتريات التي ينفذها أشخاص من خارج برمودا تتراوح بين مليون واحد و3 ملايين دولار.
أما سنكلير، فأعربت عن اعتقادها بأنه خلال أي وقت من العام، فإن ما يتراوح بين 25 و30 منزلاً من المطروحة في السوق العقارية تكون متاحة أمام الأفراد من خارج برمودا.
وأضافت أنه على امتداد السنوات الأربع الماضية، تضمنت الكثير من الصفقات رفيعة المستوى عقارات جرى بناؤها محل منازل قديمة كانت قائمة بالفعل وجرى هدمها، وقد جرى بناء المنازل الجديدة من قبل المشترين.
وأوضحت ستراتون أنه منذ عام 2008، تراجعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 15 في المائة و30 في المائة، مع صمود العقارات الفاخرة على نحو أفضل عن الأخرى الأقل مستوى.
وقالت: «لقد بدأنا نعاين انتعاشًا»، مشيرة إلى أن بطولة كأس أميركا لسباقات اليخوت المقرر عقدها في برمودا في يونيو (حزيران) من العام المقبل «أنعشت السوق العقارية في برمودا ولاقت استقبالاً إيجابيًا للغاية».
واستطردت أنه على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، زادت وتيرة النشاط بالسوق الخارجية «مع بيع منزلين أخيرا لمشترين من خارج برمودا مقابل 10 و16 مليون دولار»، جدير بالذكر أن تكرز تاون تعد المنطقة الأكثر جذبًا للمشترين من خارج برمودا.
وقالت ستراتون إنه على الطرف الغربي من الجزيرة، المعروف باسم مورغانز بوينت، وهي قاعدة بحرية أميركية سابقة، تجري جهود لإعادة رسم ملامح المنطقة عبر مشروع تطوير عقاري يتضمن بناء فندق فخم يضم 84 غرفة، وحوض سفن يضم 77 مكانًا، وملعب غولف و149 مسكنًا.
أما سنكلير فذكرت أن ثمة مشروعات تطوير عقاري جديدة لفنادق وأخرى سكنية من المقرر تنفيذها داخل منتجع «أرييل ساندس» في ديفونشير، وكذلك منطقة «إيست إند» بمدينة سانت جورج التاريخية.
* فئات المشترين في برمودا
تأتي غالبية المشترين الأجانب من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وجنوب أفريقيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وأستراليا، حسبما ذكر عدد من سماسرة العقارات. بالنسبة للأميركيين تحديدًا، فإن معظمهم ينتمون إلى الساحل الشرقي، خصوصًا منطقة نيويورك المتروبوليتانية، التي تبعد عن برمودا بالطائرة مسافة ساعتين.
* معلومات أساسية عن الشراء
تحتفظ حكومة برمودا بمعظم أراضي البلاد لأبناء برمودا، تبعًا لما أفاد به دارين دونيثورن، محام لدى شركة «مارشال ديل آند ميرز» للمحاماة في هاميلتون.
وأضاف أنه بغية تشجيع الاستثمار الأجنبي، قلصت الحكومة العام الماضي من الحد الأدنى لقيمة المنازل التي يمكن لغير أبناء برمودا شراؤها، لتبدأ بتلك التي تملك قيمة إيجارية سنوية تبلغ 153 ألف دولار، حسبما أوضح دونيثورن. وقالت ستراتون إن هذا يترجم إلى أسعار مبدئية بقيم تتراوح بين 2.5 و3 ملايين دولار.
وقال دونيثورن إن المشترين بحاجة للاستعانة بمحامي، مضيفًا أنه «ليس هناك تأمين عقاري في برمودا. ويعتمد المشتري على المحامي الذي يستعين به من أبناء برمودا» للتأكد من سلامة جميع الإجراءات.
ويحق للمشترين الأجانب شراء عقارين بحد أقصى داخل برمودا، لكن ليس باستطاعتهم شراء أرضٍ لم تخضع لتطوير عقاري، حسبما أفاد دونيثورن.
وذكر الكثير من الوكلاء العقاريين أن معظم المشترين الأجانب يفضلون الدفع نقدًا.
وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية المفيدة للمستثمرين العقاريين، على غرار الموقع الإلكتروني لحكومة برمودا gov.bm، والموقع الرسمي لوزارة السياحة في برمودا gotobermuda.com.
وتعد الإنجليزية هي اللغة الرسمية في برمودا، وعملتها الرسمية هي دولار برمودا، ويوازي دولارا أميركيا واحدا.
* الضرائب والرسوم
تبلغ الضريبة العقارية في «هيرون هيل» 35.556 دولار أميركي سنويًا. ويدفع البائعون 1.546 مقابل رخصة الأرض.
وتبلغ قيمة رسم رخصة الأرض 8 في المائة من قيمة المنزل، ومن المقرر أن ترتفع مارس (آذار) المقبل إلى 12.5 في المائة، تبعًا لما ذكره دونيثورن.
أما الرسوم القانونية التي تعتمد على قيمة العقار، فيتقاسمها البائع والمشتري، وكذلك الحال بالنسبة لرسم الطابع. ويترتب على الرهن العقاري رسوم إضافية.

* خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.