النيابة المصرية تقرر حبس 12 مسؤولاً أسبوعين على ذمة «تسريب امتحانات الثانوية»

برلمانيون طالبوا وزير التربية و التعليم بالاستقالة وحملوه المسؤولية

شرطيان يقومان بدورية حراسة في شارع المعز في القاهرة في أول أيام شهر رمضان أمس (أ.ب)
شرطيان يقومان بدورية حراسة في شارع المعز في القاهرة في أول أيام شهر رمضان أمس (أ.ب)
TT

النيابة المصرية تقرر حبس 12 مسؤولاً أسبوعين على ذمة «تسريب امتحانات الثانوية»

شرطيان يقومان بدورية حراسة في شارع المعز في القاهرة في أول أيام شهر رمضان أمس (أ.ب)
شرطيان يقومان بدورية حراسة في شارع المعز في القاهرة في أول أيام شهر رمضان أمس (أ.ب)

قالت مصادر قضائية في مصر أمس، إن النيابة العامة في البلاد قررت حبس 12 مسؤولاً بوزارة التربية والتعليم 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم على خلفية واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة، فيما حمل نواب البرلمان وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني مسؤولية الفشل في تأمين الامتحانات وطالبه عدد منهم بتقديم استقالته.
وانطلقت امتحانات الثانوية العامة أول من أمس، وهي سنة دراسية مفصلية في مستقبل الطلاب المصريين، وسط وعيد حكومي بمواجهة قاسية لتسريب الامتحانات التي أرقت السلطات خلال السنوات الماضية، لكن الصفحات المخصصة لتسريب الامتحانات ردت بنشر ورقة أسئلة مادة التربية الدينية، قبل بدء الامتحان، مما دفع السلطات لإلغائه في إجراء نادر.
وقررت نيابة جنوب القاهرة الكلية أمس حبس أعضاء في لجنة وضع امتحانات الثانوية العامة ومسؤولين عن مطابع الامتحانات، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات. وقالت المصادر القضائية إن النيابة وجهت لهم تهم «الإضرار العمد بمصلحة جهة عملهم وتسريب الامتحانات».
وحددت وزارة التربية والتعليم يوم 29 يونيو (حزيران) الحالي لإجراء امتحان مادة التربية الدينية، لكن الوزارة لم تقدم على الإجراء ذاته، رغم مزاعم عن تسريب امتحان اللغة العربية.
وفتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة استمرت لأكثر من 10 ساعات حتى صباح أمس، عقب تلقي بلاغ من وزير التربية والتعليم. وكان بشير حسن، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، قد اعترف في تصريحات سابقة بأن تسريب امتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية حدث من داخل وزارة التربية والتعليم وهي المسؤولة عن هذه الأزمة.
وبث شاب مصري - زعم أنه طالب في الثانوية العامة - مقطعًا مصورًا يعترف فيه بحصوله على امتحان اللغة العربية عشية يوم الاختبار، مؤكدًا أنه أجاب بشكل نموذجي على الأسئلة رغم إدراكه أنه لا يستحق النجاح.
وكانت صفحة تحمل اسم «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» نشرت أمس صورة قالت إنها لورقة أسئلة امتحان التربية الدينية، وكتب مسؤول الصفحة بجوارها «99 في المائة ده امتحان الدين اللي هيمتحنوه بعد ما يخلصوا العربي.. والهدف من تسرب امتحان الدين هو إظهار الخلل في المنظومة التعليمية.. أنا مش هنزل إجابات الدين».
وقالت المصادر القضائية إن المسؤولين نفوا التهم المنسوبة إليهم وأكدوا أنهم قاموا بتأمين ورق الأسئلة داخل غرفة سرية بالوزارة، وأن التسريب حدث بعد الامتحان، مما يؤكد أن الطلاب هم الذين قاموا بتسريبه.
وأضاف أن أحد المسؤولين قال للنيابة أثناء التحقيقات إن الطلاب صوروا ورقة الامتحان بهاتف محمول عقب توزيع ورقة الأسئلة.
وطالب نواب، في بيان عاجل أمس تقدموا به لرئيس مجلس النواب، باستدعاء وزير التربية والتعليم لاستجوابه عن واقعة تسريب الامتحانات.
وشهد البرلمان جلسة ساخنة على خلفية أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة، وحمل النواب الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم المسؤولية كاملة عن تلك الوقائع، وطالبوا بحضوره أمام المجلس لإيضاح حقيقة ما حدث وكيف تم تسريب الامتحان، وذلك على الرغم من إعلانه عن وجود منظومة لمنع تسريب الامتحانات ومنع الغش.
ويحق للبرلمان أن يقرر سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، أو أحد نوابه، أو أحد الوزراء، أو نوابهم. ولا يجوز عرض طلب سحب الثقة إلا بعد استجواب، وبناء على اقتراح عُشر أعضاء المجلس على الأقل، ويصدر المجلس قراره عقب مناقشة الاستجواب، ويكون سحب الثقة بأغلبية الأعضاء.
وبحسب الدستور المصري، إذا قرر المجلس سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، أو من أحد نوابه أو أحد الوزراء، أو نوابهم، وأعلنت الحكومة تضامنها معه قبل التصويت، وجب أن تقدم الحكومة استقالتها، وإذا كان قرار سحب الثقة متعلقًا بأحد أعضاء الحكومة، وجبت استقالته.
وكان عدد من نواب المجلس قد تقدموا ببيانات عاجلة لرئيس المجلس حول تسريب امتحانات الثانوية العامة والتي طالبوا فيها باستدعاء الوزير لإلقاء بيان أمام المجلس حول حقيقة ما حدث.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.