عسكري روسي: قواتنا الجوية لعبت الدور الرئيسي في تقدم النظام نحو الرقة

موسكو تحذر من مماطلة الولايات المتحدة في الاتفاق على آليات التنسيق

أعضاء في «هيئة الإغاثة الشعبية» الفرنسية يقدمون مساعدات إلى لاجئين سوريين في بلدة العاقبية قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
أعضاء في «هيئة الإغاثة الشعبية» الفرنسية يقدمون مساعدات إلى لاجئين سوريين في بلدة العاقبية قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

عسكري روسي: قواتنا الجوية لعبت الدور الرئيسي في تقدم النظام نحو الرقة

أعضاء في «هيئة الإغاثة الشعبية» الفرنسية يقدمون مساعدات إلى لاجئين سوريين في بلدة العاقبية قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
أعضاء في «هيئة الإغاثة الشعبية» الفرنسية يقدمون مساعدات إلى لاجئين سوريين في بلدة العاقبية قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة روسية تصريحات لعسكري روسي، أمس، تؤكد على أن القوات الجوية الروسية لعبت الدور الرئيسي في تقدم النظام نحو الرقة، عاود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده على استعداد بلاده للتنسيق مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي الذي تقوده لتنفيذ ضربات جوية مشتركة في سوريا، محذرا من أن «روسيا لن ترضى بمحاولات المماطلة في الاتفاق على آليات التنسيق في هذا المجال، التي تهدف إلى منح قوات المعارضة المسلحة المزيد من الوقت لتعزيز قواها، ومواصلة التقدم».
وأعرب لافروف في مؤتمر صحافي مشترك، يوم أمس، مع نظيره الفنلندي تيمو سويني، عن أمله في أن «يتعاون الشركاء الأميركيون بنزاهة، وأن لا يحاولوا استغلال الاتصالات الدائمة بين موسكو وواشنطن، ليقوموا من وراء ظهرنا بتنفيذ خطط أخرى».
كما توقف لافروف عند مسألة الفصل بين المعارضة و«جبهة النصرة». وقال إن الولايات المتحدة «وبينما تبدو غير قادرة على القيام بهذا الالتزام الذي أخذته على عاتقها، فإنها تطلب منا ومن القيادة السورية تأجيل الضربات الجوية، إلى حين قيامها بالفصل بين المعارضة والإرهابيين»، مشددًا على أنه «قد مضى ما فيه الكفاية من الوقت كي تتمكن المعارضة من الانفصال عن الإرهابيين»، وحذر قائلاً: «كل من لم يبتعد عن الإرهابيين لا يجب أن يلوم إلا نفسه»، مؤكدًا أن الجانب الروسي سيتخذ القرار الذي يجب على القوات الجوية أن تقوم به، انطلاقًا من رؤية موسكو للوضع، وأنه لن يكون في هذا المجال أي مفاجآت للولايات المتحدة التي تتشاطر روسيا معها المعلومات يوميًا عبر الاتصالات بين مركزي حميميم الروسي وعمان الأميركي، لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا»، حسب قول لافروف.
وبينما كان وزير الخارجية الروسي يؤكد على دعم جوي واسع تقدمه روسيا لقوات النظام السوري في معارك حلب، أولت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الاهتمام بمعركة أخرى تجري بمشاركة روسيا وهي معركة الرقة. بهذا الصدد قالت الصحيفة في عددها يوم أمس إن «القوات الروسية وقوات التحالف الدولي ضد الإرهاب وحدت عمليًا جهودها لتحقيق هدف محدد ألا وهو تحرير مدينة الرقة»، وأشارت إلى أنه «وعلى الرغم من أن دمشق وموسكو وواشنطن لم تؤكد رسميا تنسيق العمليات بين روسيا والتحالف الدولي في معركة الرقة، فإن غالبية الخبراء العسكريين يجمعون على أن مثل هذا التنسيق محتمل جدًا». وأضافت: «كوميرسانت» إن المعلومات المتوافرة لديها تؤكد أن «خبراء عسكريين روسا يساعدون في وضع خطط الهجوم على الرقة، نظرًا لأن الفترة التي ستستمر خلالها العمليات الرئيسية في التصدي للإرهاب في سوريا والعراق، رهن بالتقدم الذي يمكن تحقيقه في معركة الرقة».
ونقلت «كوميرسانت» عن مصدر عسكري روسي قوله إن «القوات الجوية الروسية تقدم الدعم للقوات السورية في هجومها على الرقة»، مؤكدًا أن «عمليات القوات الجوية الروسية على وجه الخصوص هي التي سمحت للقوات الحكومية بالتقدم نحو عمق المحافظة وافتتاح الطريق عمليًا نحو الطبقة». وأوضح المصدر العسكري الروسي، وفق ما نقلت عنه صحيفة «كوميرسانت»، أن «اختيار الأهداف التي تقوم الطائرات الروسية بقصفها يتم عبر وسائل الاستطلاع الفضائية، وعبر عناصر الاستطلاع، بينما يتم تنسيق تحركات القوات السورية مع الخبراء العسكريين الروس». وأكد المصدر العسكري الروسي على وجود اتصالات مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وأن الجانب الروسي اقترح التعاون التام في سوريا: «إلا أن الولايات المتحدة لا تريد ذلك».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.