مقتل اللواء جامع أبرز ضابط مخابرات سوري متهم في قضية اغتيال الحريري

تراجع المعارك في سجن حلب المركزي و«سكاي نيوز» تعلن فقدان فريقها * نصف مواقع الأسلحة الكيماوية خضع للتفتيش

مقاتلون من الجيش السوري الحر يدرسون خططا من خلال كومبيوتر بمعرة النعمان في إدلب (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر يدرسون خططا من خلال كومبيوتر بمعرة النعمان في إدلب (رويترز)
TT

مقتل اللواء جامع أبرز ضابط مخابرات سوري متهم في قضية اغتيال الحريري

مقاتلون من الجيش السوري الحر يدرسون خططا من خلال كومبيوتر بمعرة النعمان في إدلب (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر يدرسون خططا من خلال كومبيوتر بمعرة النعمان في إدلب (رويترز)

أكدت مواقع إخبارية موالية للنظام السوري، مساء أمس، أنباء تداولتها صفحات المعارضة السورية عن مقتل اللواء الركن جامع جامع، رئيس فرع المخابرات العسكرية في دير الزور وأحد أهم القيادات الأمنية في سوريا، في حين أفادت قناة «الميادين» الإخبارية، المقربة من النظام السوري، بأن جامع «قتل برصاصة بالرأس».
وفي حين أعلن الناطق باسم هيئة أركان «الجيش الحر» في الجبهة الشرقية عمر أبو ليلى، على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، مقتل اللواء جامع، من دون أن يذكر أي تفاصيل إضافية، في حين أكد رئيس المجلس العسكري التابع لـ«الجيش الحر» في دير الزور المقدم مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب (الحر) استهدفت أمس جميع المقرات القيادية التي تضم عادة الضباط الكبار والمسؤولين في دير الزور، لا سيما مقر المطار واللواء 137 ومركز الطلائع»، موضحا أن «نتائج هذا الاستهداف لم تتضح بعد»، حتى مساء أمس. وفي سياق متصل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «معلومات أولية (مساء أمس) عن مقتل ضابط مخابرات رفيع المستوى برتبة لواء، من دون أن يسميه، في اشتباكات مع مقاتلي (جبهة النصرة) وعدة كتائب مقاتلة في مدينة دير الزور».

في موازاة ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها «فتشت قرابة نصف مواقع الأسلحة الكيماوية السورية المطلوب إخلاؤها قبل منتصف عام 2014». وقال المستشار الخاص للمدير العام للمنظمة مالك إلاهي: «لقد قمنا عمليا بنصف أعمال التحقق»، مشيرا إلى أن «المنظمة واثقة بالالتزام بمواعيد تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية رغم أن بعض مواقع هذه الأسلحة تقع في مناطق تسيطر عليها المعارضة».

ورغم التقدم المحقق في تدمير الكيماوي السوري، نبه إلاهي إلى أن «الأمن يظل مصدر قلق للمهمة غير المسبوقة التي تقوم بها المنظمة في منطقة حرب مثل سوريا»، مذكرا بـ«التفجيرات التي وقعت السبت الماضي قرب الفندق الذي يقيم به المفتشون الدوليون، كما سقطت قذائف هاون أول من أمس غير بعيد عن المكان نفسه». وكانت المنظمة قد أعلنت أول من أمس، أن خبراء الأسلحة الكيماوية دخلوا 11 من أصل عشرين موقعا حددتهم سلطات دمشق، وقاموا بتدمير معدات تخص الأسلحة الكيماوية في ستة مواقع. ويعمل في سوريا حاليا قرابة ستين مفتشا دوليا، مهمتهم تدمير الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.

وفي سياق متصل، سلمت دمشق أمس ممثل الأمم المتحدة في العاصمة السورية، مراقبا كنديا يعمل لدى قوات مراقبة فض الاشتباك في هضبة الجولان (أندوف)، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت فقدانه خلال شهر فبراير (شباط) الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن «إرهابيين اختطفوه في فبراير الماضي بمنطقة خان الشيخ بريف دمشق».

من جهة أخرى، أعلنت قناة «سكاي نيوز - عربية» فقدان أحد صحافييها وأحد مصوريها، يوم الثلاثاء الماضي في حلب (شمال سوريا). وأفادت القناة التي تتخذ من مدينة أبوظبي، مقرا لها، في بيان أصدرته أمس بفقدانها الاتصال مع طاقمها «المكون من المراسل الصحافي الموريتاني إسحاق مختار والمصور الصحافي اللبناني سمير كساب وسائق سوري، أثناء تغطيتهم الميدانية للأحداث في منطقة حلب منذ صبيحة أول أيام عيد الأضحى».

وناشد شقيق المصور اللبناني المفقود سمير كساب، ضمن فريق القناة، الرئيس اللبناني ميشال سليمان، العمل على كشف مصير أخيه وإعادته سالما إلى أهله. وأوضحت أنها «ليست المرة الأولى التي يسافر فيها سمير للعمل داخل سوريا أو تركيا في إطار تغطية الأحداث الدائرة هناك لحساب القناة التي يعمل فيها». ولفت إلى أن «كساب قد خطف في بلدة تبعد عن مدينة حلب نحو ساعة».

وفي حلب، تراجعت حدة المعارك في سجن حلب المركزي بين القوات النظامية وعناصر «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام»، إثر محاولة كتائب المعارضة اقتحام السجن وتحرير سجنائه. من جهة ثانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ«تراجع وتيرة الاشتباكات في سجن حلب المركزي بين القوات النظامية من جهة، و(جبهة النصرة) - المرتبطة بـ(القاعدة)، وحركة (أحرار الشام) من جهة أخرى».

وفي حين لم يحدد المرصد ما إذا كانت القوات النظامية تمكنت من طرد المقاتلين المعارضين إلى خارج أسوار السجن، أوضح أن «الاشتباكات التي دارت لم تصل إلى مهاجع السجناء». ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على السجن الذي يضم قرابة أربعة آلاف سجين، منذ أبريل (نيسان) الماضي، ويحاولون اقتحامه والسيطرة عليه. وشهد محيط السجن في الأشهر الماضية معارك دائمة. ويقبع في السجن قرابة أربعة آلاف شخص غالبيتهم من سجناء الحق العام، إضافة إلى إسلاميين وناشطين. ويعاني السجناء نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية وأوضاعا إنسانية صعبة، بحسب المرصد السوري.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.