تحديثات إصدار «ويندوز 10».. كيف تتجنب مشاكلها

نصائح تقنية حول تنفيذها وتكيف أجهزة الكومبيوتر المختلفة معها

تحديثات إصدار «ويندوز 10».. كيف تتجنب مشاكلها
TT

تحديثات إصدار «ويندوز 10».. كيف تتجنب مشاكلها

تحديثات إصدار «ويندوز 10».. كيف تتجنب مشاكلها

حاولت إم. جيه. رومينغر، وهي كاتبة مستقلة في شيكاغو، التحديث لأحدث إصدار من نظام التشغيل ويندوز على كومبيوترها المحمول. واستغرق تحميل التحديث الأخير يوما كاملا منها – ثم لم يحدث شيء، ولم تظهر حتى رسالة تنبئ بفشل عملية التحديث.
* مصاعب تحديث «ويندوز»
وخشيت السيدة رومينغر أن تثبيت التحديث الجديد سوف يسبب من الأضرار أكثر مما ينفع، مثل إيقاف عمل التطبيقات الخاصة بها، ومن ثم قررت ألا تعيد المحاولة. ورغم ذلك لا تزال رسائل التذكير بتحديث الإصدار تظهر بشكل مفاجئ على سطح شاشة الكومبيوتر الخاص بها. وتقول السيدة رومينغر: «شعرت من رسائلهم أنهم يحاولون على نحو متزايد حمل الناس، وربما إجبارهم، على التحديث للنسخة الجديدة».
وتنتمي السيدة رومينغر إلى السواد الأعظم من مستخدمي نظام ويندوز الذين لا يزالون يراوغون ويتملصون من التحديث إلى إصدار ويندوز 10، وهو الإصدار المجاني والجديد من شركة مايكروسوفت لنظام التشغيل الرئيسي لديها في يوليو (تموز) الماضي. وقالت مايكروسوفت الشهر الماضي إن هناك 300 مليون جهاز كومبيوتر صارت تعمل بنظام ويندوز 10، وهو جزء ضئيل مما يقرب من 1.5 مليار جهاز كومبيوتر تعمل بنظام ويندوز حول العالم.
وقد منح كتّاب التكنولوجيا (ومن بينهم أنا) مراجعات إيجابية لنظام التشغيل ويندوز 10 العام الماضي، ولكن صحيفة «نيويورك تايمز» كانت تتلقى منذ ذلك الحين الكثير من رسائل البريد الإلكتروني كل أسبوع من القراء تتعلق بمشاكل الإصدار الجديدة، ويقول البعض إن نظام التشغيل الحديث سبب أعطالا كثيرة في أجهزة الكومبيوتر لديهم، بينما يقول آخرون إن التحديث الأخير كسر حالة التوافق بين التطبيقات أو الأجهزة التي يعتمدون عليها.
واحدة من القراء، وهي مورين موس، بعثت برسالة تقول فيها أن ويندوز 10 ليس إلا «كابوسا مريعا» بعدما كسر التحديث الأخير قدرة التواصل والتوافق الشبكي بين جهاز الكومبيوتر وبين الطابعة. وقال قارئ آخر، وهو جيمس باس، إن ويندوز 10 سبب انهيار نظام التشغيل في كومبيوترين محمولين من طراز توشيبا واحدا تلو الآخر: «توقفت شبكة واي - فاي عن العمل في أول الأمر، ثم توقفت لوحة المفاتيح عم العمل تماما بعد ذلك».
ورغم ذلك فهناك توافق للآراء بين المختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات بأن التحديث إلى ويندوز 10 هو فكرة جيدة وحكيمة بسبب أن النظام أسرع، ومصمم بشكل جيد وأكثر أمانا. وسوف يتوقف التحديث المجاني إلى نظام ويندوز 10 قريبا، بحلول 29 يوليو (تموز)، إذ ستفرض الشركة رسوما قدرها 119 دولارا عن الإصدار الواحد.
وقالت شركة مايكروسوفت إن إصدار ويندوز 10 كان سلسا للغاية، ولكن كان لا بد من وجود بعض المشاكل بين ملايين الأجهزة التي تعمل وفق ذلك النظام، بالنظر إلى البيئة الواسعة والمعقدة من أجهزة الكومبيوتر وملحقاتها.
ويقول ديفيد دينيس المتحدث الرسمي باسم «مايكروسوفت»: «عندما يكون هناك 300 مليون جهاز كومبيوتر، فسوف تكون هناك بعض المشاكل التي لا نعلم عنها شيئا». وقال إن الشركة مستمرة في تحديث النظام للتعامل مع وحل تلك المشاكل.
* تغلب على المشاكل
وللمساعدة في التغلب على مشاكل التحديث للنسخة الجديدة، تقدم شركة مايكروسوفت وخبراء التقنية بعض النصائح حول تشخيص وعلاج مشاكل نظام التشغيل ويندوز 10.
* النسخ الاحتياطي للبيانات. قبل البدء في التثبيت، احتفظ بنسخة احتياطية من بياناتك الكاملة، فقد صممت شركة مايكروسوفت التحديث لنظام التشغيل ويندوز 10 ليكون سهلا وسلسا - عبر ضغط زر فقط. وفي حين أن الشركة لا تنصح رسميا بأن تحتفظ بنسخة احتياطية من بياناتك قبل التحديث، فإن هذه الخطوة لا مفر منها قبل التحديث لأي نظام تشغيل جديد. فإنك لا تعلم إذا ما كانت هناك ظروف غير متوقعة قد تحدث، مثل انقطاع التيار الكهربائي أو انقطاع الاتصال بالإنترنت، التي يمكن أن تتداخل مع عملية التحميل أو التثبيت الحالية. وهناك خدمات مثل (Backblaze) أو (CrashPlan) وهي مفيدة للغاية في الاحتفاظ بنسخ احتياطية من البيانات.
* تحديد المشكلة. يقول بريان دينسلو، وهو فني التكنولوجيا لدى شركة «تك – كوليكتيف»، وهي من الشركات الاستشارية في مجال تكنولوجيا المعلومات ومقرها في سان فرانسيسكو، أن تجاربه لتحديث أجهزة العملاء إلى ويندوز 10 كانت سلسة. وعلى سبيل المثال، وأثناء تحديث أجهزة إحدى المؤسسات القانونية إلى الإصدار الجديد من ويندوز، كانت هناك مشاكل مع جهاز واحد من أصل 50 جهازا لدى الشركة أثناء التحميل والتحديث.
ما السبب وراء حدوث إشارات خاطئة أثناء التحديث إلى ويندوز 10؟ يقول دينسلو إن الأجهزة التي واجهت المشاكل كانت أجهزة الكومبيوتر الرخيصة التي تباع بسعر 300 دولار أو أقل، مثل الموديلات الرخيصة التي تنتجها شركة (ايسر) أو (أسوس).
تميل أجهزة الكومبيوتر الرخيصة لأن تضم الكثير من المكونات المصنعة بواسطة شركات تتجاهل دوما تحديث برامج التشغيل خاصتها - أي البرمجيات التي تصمم للأجهزة أو المكونات التي تعمل مع برنامج التشغيل - وفقا لنظام ويندوز الجديد، كما يقول.
قبل انتقال المستخدمين إلى ويندوز 10، تجري شركة مايكروسوفت «مدقق التوافق» «compatibility checker» للوقوف على أي تطبيقات أو مكونات سوف تتوقف عن العمل بعد انتهاء التحديث إلى ويندوز 10. ورغم ذلك يقول الكثير من القراء إن المدقق قد فشل في تحديد المشاكل قبل تثبيت النسخة الجديدة.
وقال السيد دينيس من «مايكروسوفت» غن مدقق التوافق غير كامل: «إنه يعمل أحيانا، وأحيانا أخرى لا يعمل». وبعض من مصنعي الأجهزة والمكونات يتجاهلون تماما مسألة تحديث برمجياتهم، مما يؤدي إلى حدوث المشاكل.
لذا، فإذا كان أحد المكونات في جهازك يعمل بصورة سيئة، فإن المكون القديم قد يكون المسبب الأول للمشكلة أثناء التحديث. فإذا توقفت الطابعة لديك، على سبيل المثال، عن العمل فعليك التواصل مع الشركة المصنعة من خلال موقع الدعم الفني للشركة والبحث عن آخر تحديث لبرنامج الطابعة والمتوافق مع نسخة ويندوز 10، وإن لم يكن هناك تحديث لبرنامج الطابعة، فإن أفضل الخيارات المتاحة هو الاستمرار مع النسخة القديمة من ويندوز أو شراء طابعة جديدة.
* استعادة الإصدار القديم
* إذا ما ساءت الأمور، اعكس المسار. هناك خاصية غير معروفة للجميع في ويندوز 10، وهي الزر الذي تنقر عليه للرجوع فورا إلى الإصدار القديم من ويندوز إذا ما واجهت المشاكل أثناء التحميل أو التثبيت، حيث تنشئ شركة مايكروسوفت في الأساس أرشيفا للنسخة القديمة من ويندوز خاصتك وتضع الأرشيف في «دليل» حتى يمكنك الرجوع إليه بسهولة.
على نافذة الإعدادات Settings، اختر النقر على زر الاسترداد Recovery tab، وسوف يتاح لك خيار الرجوع إلى النسخة القديمة من ويندوز. اضغط على «ابدأ»، Get started وسوف ترجع بك شركة مايكروسوفت إلى النسخة القديمة من ويندوز.
بعبارة أخرى، عندما تقوم بتثبيت ويندوز 10، فأنت تحتاج إلى تطهير القرص الصلب من كافة البيانات من أجل تثبيت النسخة الجديدة من نظام التشغيل. والقيام بذلك يؤدي إلى مسح «الدليل» الذي يحتوي على النسخة القديمة من ويندوز لديك، مما يقتل حالة الحماية المهمة للجهاز خاصتك. لذا يُنصح بأن تحتفظ بنسخة احتياطية من البيانات، وتثبيت نظام التشغيل الجديد، ومتابعة عمله عن كثب. ولكن عليك أن تعكس المسار وتتوجه إلى الإصدار القديم إذا ما كانت النسخة الجديدة غير مستقرة أو مسببة للمشاكل. وخيار العودة إلى النسخة القديمة من ويندوز يظل متاحا لمدة شهر واحد فقط عقب التحديث إلى نسخة ويندوز 10 الجديدة.
* شراء كومبيوتر جديد
* القضاء على رسائل التذكير. إذا كنت قد طبقت كافة النصائح السابقة ولا تزال نسخة ويندوز 10 مسببة للمشاكل، يمكنك الاستمرار في استخدام النسخة القديمة من ويندوز خاصتك، وإخبار شركة مايكروسوفت أن تتوقف عن التذكير بالتحديث إلى النسخة الجديدة.
يقول السيد دينيس من مايكروسوفت إن الشركة قد تسلمت التغذية المرتجعة التي تفيد بوجود إلحاح شديد من قبلها، لتشجيع المستخدمين على التحديث إلى الإصدار الجديد من ويندوز 10. ولقد أوضحت الشركة أخيرا صياغة عبارة التحديث لتكون: «انقر هنا لتغيير جدول التحديث أو إلغاء التحديث المجدول تماما». وبالنقر على ذلك يتيح لك خيار الانسحاب من عملية التحديث برمتها.
* التفكير في تحديث الجهاز. إذا كنت حريصا على التحديث إلى ويندوز 10 وكان الجهاز خاصتك لا يتعاون في ذلك، عليك التفكير في تحديث بعض المكونات أو شراء كومبيوتر جديد، كما يقول دينسلو، حيث ينصح برفقة بعض من خبراء التقنية الآخرين أن يقوم أصحاب أجهزة الكومبيوتر القديمة بالتحديث إلى أجهزة ومكونات جديدة. فبعض المكونات الحديثة، مثل المحركات الصلبة، تكون سعة التخزين فيها محدودة نسبيا، ولكنها تشغل تطبيقات ويندوز 10 بشكل أسرع وأكثر استدامة لأنها تفتقر إلى الأجزاء المتحركة.
كما يقترح السيد دينسلو أيضا على مستخدمي ويندوز الذين يرغبون في الاحتفاظ بأجهزة الكومبيوتر خاصتهم لعدة سنوات أن يفكروا في إنفاق المزيد من الأموال على شراء أجهزة الكومبيوتر عالية الجودة مثل (ThinkPad) من إنتاج (Lenovo)، وهي الشركة المثابرة والدؤوبة على تحديث محركات الأقراص لديها. حتى شراء جهاز (ThinkPad) المستعمل مقابل 500 دولار، كما يقول، يعد من قبيل الفائدة الكبيرة ولفترة طويلة.
إن أغلب المشاكل مع ويندوز 10 نابعة من أخطاء المستخدمين، وليس بسبب أن المستخدم قد ثبت الإصدار بطريقة خاطئة. إنه خطأ من المستخدم بناء على شراء الكومبيوترات وفق السعر فقط، كما يقول دينسلو.

* خدمة «نيويورك تايمز»



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»