تاريخ كأس أوروبا (13): إسبانيا تنتزع كأس البطولة الـ13 وتدخل عصرها الذهبي

استضافة سويسرا والنمسا ليورو 2008 لم يشفع لهما وودعا من الدور الأول

المنتخب الإسباني يحتفل بكأس يورو 2008  -  قائد إسبانيا إيكر كاسياس رافعًا كأس البطولة  -  توريس نجم المباراة النهائية
المنتخب الإسباني يحتفل بكأس يورو 2008 - قائد إسبانيا إيكر كاسياس رافعًا كأس البطولة - توريس نجم المباراة النهائية
TT

تاريخ كأس أوروبا (13): إسبانيا تنتزع كأس البطولة الـ13 وتدخل عصرها الذهبي

المنتخب الإسباني يحتفل بكأس يورو 2008  -  قائد إسبانيا إيكر كاسياس رافعًا كأس البطولة  -  توريس نجم المباراة النهائية
المنتخب الإسباني يحتفل بكأس يورو 2008 - قائد إسبانيا إيكر كاسياس رافعًا كأس البطولة - توريس نجم المباراة النهائية

بعد سبقٍ حقّقته بلجيكا وهولندا في عام 2000. باتت «يورو 2008» ثاني بطولة تتشارك استضافتها دولتان، هما سويسرا والنمسا.
هذه الاستضافة أتاحت للنمسا خوض النهائيّات لأول مرة، إذ لم يسبق لها أن تأهّلت عبر التصفيات إطلاقًا.. فيما كانت سويسرا تسجّل مشاركتها الثالثة بعد تأهّلها إلى بطولتي «يورو 1996» و«يورو 2004».
وقد خصّصت الدولتان الجارتان ثمانية ملاعب لمباريات البطولة، بواقع أربعة في كل منهما، على أن تقام المباراة الافتتاحيّة في بازل والمباراة النهائيّة في فيينا.
شارك في تصفيات البطولة 50 دولة، بحيث تنضمّ 14 منها إلى سويسرا والنمسا في النهائيّات، علما بأن الدور الحاسم ألغي هذه المرّة بعد توزيع المنتخبات على سبع مجموعات يتأهّل منها الفريقان المتصدّران.
أبرز الغائبين عن النهائيّات كان منتخب الدنمارك، بطل العام 1992، ومنتخب إنجلترا الذي أخرجته كرواتيا من التصفيات.
وبالإضافة إلى منتخب النمسا، شهدت «يورو 2008» المشاركة الأولى كذلك لمنتخب بولندا، الذي تصدّر مجموعته الأولى في التصفيات أمام منتخب البرتغال.
* المضيف في ذيل الترتيب
لم تكن بداية سويسرا في البطولة على قدر طموحاتها.. فقد خسرت المباراة الافتتاحيّة أمام تشيكيا يوم 7 يونيو (حزيران) بهدف نظيف سجله المهاجم فاتسلاف سفيركوش في الدقيقة 71. وخسرت سويسرا جهود قائدها ألكسندر فراي نهاية الشوط الأول لخروجه مصابًا بتمزّق في رباط الركبة.
فوز البرتغال على تركيا في اللقاء الآخر بالمجموعة بنتيجة 2-0 لم يفاجئ الكثيرين، فالبرتغال كانت قد هزمت تركيا في مشاركتيها السابقتين (يورو 1996 ويورو 2000)، ومدرّب البرتغال البرازيلي سكولاري أيضًا هزم تركيّا مرّتين مع منتخب بلده في مونديال 2002. يضاف إلى ذلك المنحى التصاعدي الذي سارت عليه البرتغال في نهائيات البطولة الأوروبيّة، إذ بلغت الدور ربع النهائي عام 1996 ونصف النهائي عام 2000 والنهائي عام 2004.
في المرحلة الثانية، قاد كريستيانو رونالدو منتخب البرتغال إلى الفوز على تشيكيا بنتيجة 3-1 وضمان تأهّله إلى الدور ربع النهائي، بعد أن صنع الهدفين الأول والثالث وسجّل بنفسه الهدف الثاني.
ورغم تقدّمها على تركيا بهدف في الشوط الأول، خسرت سويسرا مباراتها الثانية على التوالي 1-2، وبات أوّل من يغادر المنافسات، رغم أنّه أحد المنتخبين المضيفين لها.
ويذكر أنّ هذه كانت المشاركة الثالثة لسويسرا من دون أن تتمكّن من الذهاب أبعد من الدور الأول. وفيما حقّقت فوزًا معنويًا في مباراتها الأخيرة على البرتغال لم يحُل دون احتلالها المركز الأخير في المجموعة، تركّزت الأنظار على اللقاء الآخر بين تركيا وتشيكيا لمعرفة الفريق الذي سيرافق البرتغال إلى الدور ربع النهائي.
وتأخّرت تركيا في النتيجة، بهدفين حتى الدقيقة 60، غير أنّ أردا توران أعاد فريقه إلى المباراة بتسجيله هدفًا قبل نهايتها بربع ساعة، ثم تولّى قائد الفريق نهاد قهوجي زمام الأمور فسجّل هدفين في آخر ثلاث دقائق من المباراة ليؤهّل فريقه إلى الدور التالي.
* كرواتيا تواصل زحفها
حذت النمسا حذو «شريكتها» في الاستضافة، سويسرا، بخسارتها المباراة الأولى في البطولة بهدف نظيف أمام كرواتيا، وهو جاء في وقت مبكر هذه المرّة، ومن ركلة جزاء.
المباراة الأخرى بين ألمانيا وبولندا سادتها طموحات كبيرة، حيث كانت بولندا تتطلّع إلى انطلاقة قويّة في أول نهائيّات، وألمانيا لتحقيق أوّل انتصار منذ 12 عامًا، وتحديدًا منذ تتويجهم في نهائي «يورو 1996» على حساب تشيكيا، وبالفعل حقق الألمان انتصارا بثلاثية.
مباراة قمّة المجموعة بين ألمانيا وكرواتيا انتهت بالفوز الثاني للكروات في تاريخ لقاءات الفريقين (2-1)، علما بأن الأول كان في الدور ربع النهائي لمونديال 1998.
واحتفظت النمسا بأملها في التأهّل إلى الدور ربع النهائي عندما استطاعت الخروج من مباراتها مع بولندا بالتعادل في الدقيقة الثالثة بعد الـ90، بعدما كانت بولندا أنهت الشوط الأول بتقدّمها 1-0.
في المرحلة الأخيرة، تمكّن الألمان من مرافقة كرواتيا إلى الدور التالي بعد فوزهم على النمسا بهدف وحيد سجّله مايكل بالاك بعد أربع دقائق من انطلاق الشوط الثاني، ليخلو الدور ربع النهائي للمرّة الأولى من أي فريق مضيف.
ورغم إراحة عدد من لاعبيها الأساسيين، استطاعت كرواتيا الفوز في اللقاء الآخر على بولندا بهدف وحيد لتحرز العلامة الكاملة في المجموعة.
لعلّ رومانيا كانت أقلّ المنتخبات حظًا خلال قرعة النهائيّات، إذ وقعت في المجموعة الثالثة مع كل من أبطال أوروبا السابقين، إيطاليا وهولندا وفرنسا.
غير أنّها استطاعت رغم ذلك الخروج بتعادل سلبي ثمين من أولى مواجهاتها مع فرنسا يوم 9 يونيو.
وبعد انتظار دام ثلاثة عقود، حقّقت هولندا في المباراة الأخرى للمجموعة الثالثة أوّل فوز على بطل كأس العالم إيطاليا منذ لقائهما الشهير في الدور الثاني من مونديال 1978 في الأرجنتين، وبثلاثيّة نظيفة.
وعانت إيطاليا أيضًا في مباراتها الثانية ضدّ رومانيا، وخرجت بتعادل 1-1 وأنقذ جيانلويجي بوفون ركلة جزاء كادت تطيح بآمال الطليان.
وضمنت هولندا صدارة المجموعة الثالثة والتأهّل إلى الدور ربع النهائي بتحقيقها فوزًا كاسحا على فرنسا هذه المرّة بنتيجة 4-1.
وأسوة بإنجاز الكروات في المجموعة الثانية، تمكّن الهولنديّون في بيرن من إحراز الرصيد الكامل في الدور الأول بفوزهم في المرحلة الثالثة والأخيرة على رومانيا، التي كانت تحتاج من أجل التأهّل إلى الفوز أو التعادل على الأقلّ مع هولندا شرط تعادل الفريقين الآخرين إيطاليا وفرنسا.
ومع تقدّم الهولنديين بهدف، مطلع الشوط الثاني، وإيطاليا بهدفين في المباراة الأخرى، أدرك الرومانيّون أنّ «معجزة بيرن» التي توجّت الألمان أبطالاً للعالم عام 1954 لن تتكرّر، بل استطاعت هولندا في الواقع تعزيز النتيجة بتسجيل الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق.
نقطة التحوّل في المباراة الأخرى كانت طرد المدافع الفرنسي إريك أبيدال بعد خطأ ارتكبه على لوكا طوني في الدقيقة 24. واحتساب ركلة جزاء للطليان. وقد اضطرّ مدرّب فرنسا ريمون دومينيك إلى استبدال سمير نصري بالمدافع جان - آلان بومسونغ، رغمّ أنّ نصري لم يلعب سوى 14 دقيقة، إذ إنّه كان هو نفسه قد دخل بديلاً في الدقيقة العاشرة بسبب إصابة المهاجم الأساسي فرانك ريبيري.
وسدّد أندريا بيرلو ركلة الجزاء بنجاح.. ثم عزّز مواطنه دانييلي دي روسّي النتيجة في الشوط الثاني، لتكرّر إيطاليا تفوّقها على فرنسا، بعد نهائي كأس العالم قبل سنتين الذي انتهى إيطاليًا بركلات الترجيح، بينما تعرّضت فرنسا لخسارة ثانية متتالية للمرّة الأولى خلال 15 عامًا.
* مجموعة بلا تعادلات!
سرعان ما أعربت إسبانيا عن نواياها في البطولة الأوروبيّة الثالثة عشرة، حيث اكتسحت روسيا بنتيجة 4-1 بفضل ثمرة شراكة ناجحة بين المهاجمين فرناندو توريس وديفيد فيّا.
وسجل فيّا (هاتريك) وفابريغاس الهدف الرابع فيما سجل الروسي رومان بافليوتشينكو هدف «الشرف» قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق.
في اللقاء الآخر، خسرت اليونان أمام السويد بهدفين نظيفين سجّلا في الشوط الثاني، لتصبح أول حامل لقب يخسر المباراة الأولى في حملة الدفاع عن لقبه.
إلى ذلك، دخل مهاجم اليونان أنجيلوس خاريستياس، نجم «يورو 2004» وصاحب هدف الفوز باللقب، السجلات السلبيّة للبطولة الأوروبية عندما استحقّ في الدقيقة الأولى من المباراة ضدّ السويد إحدى أسرع البطاقات الصفراء في تاريخ النهائيّات.
وبعد شوط أول سلبي، أحرز زلاتان إبراهيموفيتش هدف السبق في الدقيقة 67. وبعد خمس دقائق أضاف بيتر هانسون الثاني.
وفي أقوى مباريات المجموعة، فازت إسبانيا على السويد 2-1 بهدف حسم به ديفيد فيّا النتيجة في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليتصدّر لائحة هدافي البطولة ويحافظ عليها حتى النهاية. وكان توريس قد سجّل أول هدف له في النهائيّات خلال ربع ساعة من انطلاق المباراة، قبل أن يسجّل إبراهيموفيتش هدف التعادل في الدقيقة 34.
وأكملت إسبانيا الرباعي المؤلف أيضًا من البرتغال وكرواتيا وهولندا في ضمان التأهّل إلى الدور ربع النهائي قبل خوض المباراة الثالثة والأخيرة للدور الأول، وهو ما يحصل للمرّة الأولى في النهائيّات.
أمّا اليونان، فتعرّضت لخسارتها الثانية على التوالي أمام روسيّا بهدف وحيد، ليتأكّد فقدانها للقب الثمين الذي أحرزته قبل أربع سنوات.
ختام المراحل شهد فوز إسبانيا بالتشكيلة الاحتياطيّة على اليونان 2-1 لتستحقّ الرصيد الكامل من النقاط، فيما سجّلت اليونان أسوأ مشاركة لفريق حامل للقب، إذ خرجت من الدور الأول من دون إحراز أي نقطة.
وتمكّن منتخب روسيّا من الفوز على السويد في مباراة تحديد المتأهّل الثاني عن المجموعة
* الأتراك والروس يتقدّمون
تفوّق الألمان في الكرات العالية بشكل أساسي منحهم بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي بعد مباراة مثيرة مع البرتغال في أول أيام دور الثمانية انتهت بنتيجة 3-2.
وكان شفاينشتايغر العائد إلى التشكيلة بعد إيقافه مباراة واحدة، نجم المباراة من دون منازع. فقد سجّل الهدف الأول وصنع الثاني والثالث لكلوزه وبالاك.
غير أنّ البرتغاليين لم يكونوا لقمة سائغة؛ فقد استطاعوا تقليص الفارق مرّتين، أولاً في الشوط الأول عبر نونو غوميش، الذي بات لاعب رابع بعد كلينزمان وشميتسر وهنري يسجّل في ثلاث بطولات أوروبيّة، ثم قبل النهاية بثلاث دقائق عبر البديل هيلدر بوستيغا، الذي سينضمّ إلى هذا الرباعي في البطولة المقبلة!
في ثاني أيام دور الثمانية، استمرّ التعادل السلبي بين تركيا وكرواتيا حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، عندما تمكّن البديل الكرواتي كلاسنيتش من تسجيل هدف السبق لكن تركيا ردت بهدف «الإنقاذ» في الوقت القاتل، لتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح، وتألق الحارس التركي روشتو ريتشبير، البالغ من العمر 35 عامًا، صدّ ركلة الترجيح الرابعة لكرواتيا لتبقى النتيجة 3-1 لتركيا، التي تأهّلت إلى الدور نصف النهائي للمرّة الأولى في تاريخ مشاركاتها.
منتخب روسيا لحق بالألمان والأتراك في اليوم التالي بعد تحقيقه فوزًا مفاجئًا على هولندا بنتيجة 3-1، ليصبح مدرّبه هيدينك أول مدرّب يهزم منتخب بلده الأم في النهائيّات.
ويذكر أنّ هذه كانت المرّة الأولى التي تبلغ فيها روسيّا كدولة مستقلّة دور الأربعة، بعدما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي عند بلوغه نهائي بطولة العام 1988.
آخر مباريات دور الثمانية بين إسبانيا وإيطاليا أقيمت يوم 22 يونيو وانتهى وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليلجأ الفريقان أيضًا إلى ركلات الترجيح من أجل تحديد آخر المتأهّلين إلى الدور نصف النهائي.
وما كانت إسبانيا لتتفاءل باللجوء إلى ركلات الترجيح في هذا اليوم بالذات؛ حيث إنها خاضت ركلات الترجيح في الدور ربع النهائي بتاريخ 22 يونيو ثلاث مرّات من قبل، وخسرتها جميعًا: ضدّ بلجيكا في مونديال 1986. وإنجلترا في «يورو 1996»، وكوريا الجنوبيّة في مونديال 2002!
لكنّ حارس مرماها وقائدها إيكر كاسياس كان مصمما على محو آثار خسارته أمام كوريا الجنوبية تحديدًا، فاستطاع صدّ ركلتين للطليان مقابل ركلة وحيدة استطاع صدّها بوفون، فتأهلّت إسبانيا رغم عدم تمكّنها من تحقيق فوزها الأول على إيطاليا في البطولات الكبرى، باعتبار أنّ النتيجة الرسمية للمباراة هي التعادل.
* نهاية المغامرة
بعد تقدّمها بهدف في الدقيقة 22، وجدت تركيّا نفسها مضطرّة إلى أهداف الوقت القاتل مرّة جديدة، كما فعلت في مبارياتها الثلاث الأخيرة، إذ إنّ شفاينشتايغر أحرز هدف التعادل للألمان قي الدقيقة 26 قبل أنّ يسجّل زميله كلوزه هدف التقدّم قبل النهاية بنحو 11 دقيقة.
ولم يخيّب سنتورك - بطل الفوز على كرواتيا - أمل فريقه، رغم غياب تسعة لاعبين أساسيين عن التشكيلة، إمّا بسبب الإيقاف أو الإصابة، فأحرز هدف التعادل قبل نهاية المباراة بأربع دقائق. لكنّ الألمان كانت لهم الكلمة الأخيرة هذه المرّة عندما استطاع فيليب لام تسجيل هدف ثالث في آخر ثواني المباراة.
تجدر الإشارة إلى أنّ مجموع تسديدات الألمان على المرمى التركي كان ثلاث تسديدات، وقد أثمرت جميعها عن أهداف. ولو فعلت تركيّا الأمر نفسه، أي لو أحرزت أهدافًا من كافة تسديداتها على المرمى، لكانت نتيجة المباراة 11-3 لصالحها.
وكأنّ الفورة الروسيّة تلاشت بعد ثلاثة انتصارات لافتة على اليونان ثم السويد فهولندا، لم يستطع أرشافين ورفاقه مجاراة الإسبان الذين كانوا قد هزموهم 4-1 في أول مباراة لهما في الدور الأول.
فقد كرّر «رجال أراغونيس» الفارق نفسه بتسجيلهم ثلاثة أهداف نظيفة جاءت كلها في الشوط الثاني.. وبدأها تشابي بعد خمس دقائق من انطلاق الشوط بتسجيل هدفه الوحيد في البطولة، التي سوف يتوّج بلقب أفضل لاعب فيها!
بهذا الفوز، عادت إسبانيا إلى المباراة النهائيّة بعد غياب 24 عامًا، حيث كانت قد خسرت نهائي العام 1984 أمام فرنسا في باريس.
* ليلة احتفال إسبانيّة
أمام أكثر من 51 ألف متفرّج احتشدوا على ملعب إرنست هابل في العاصمة النمساويّة فيينا، توّج الإسبان بلقب البطولة الأوروبيّة للمرّة الثانية بعد 44 عامًا من لقب أول أحرزوه على أرضهم عام 1964، وهي مدّة قياسية تفصل بين لقبين للمنتخب نفسه.
ورغم فرصها الكثيرة للتسجيل، اكتفت إسبانيا بهدف قنّاصها فرناندو توريس في الدقيقة 33 من الشوط الأول لتهزم ألمانيا في النهائي الوحيد حتى اليوم الذي لم يشهد سوى تسجيل هدف وحيد.
يذكر أنّ إسبانيا باتت ثاني فريق بعد فرنسا يحرز اللقب بعد تحقيقه العلامة الكاملة في الدور الأول، حيث إن كافة المنتخبات الفائزة منذ العام 1980 أهدرت نقاطًا في دور المجموعات.
تبقى الإشارة إلى أنّ الحارس الألماني ينز ليمان بات أكبر لاعب يخوض المباراة النهائيّة للبطولة الأوروبيّة، إذ بلغ عمره 38 عامًا و232 يومًا. أمّا الحارس الإسباني البديل أندريس بالوب، الذي نال في نهاية المباراة ميداليّة ذهبيّة كما سائر زملائه، فلم يلعب للمنتخب الإسباني مطلقًا، لا في هذه البطولة ولا في أي مباراة دولية أخرى.
** هدّافو «يورو 2008»
ديفيد فيّا - إسبانيا (4 أهداف)
هاكان ياكين - سويسرا (3 أهداف)
سميح شنتورك - تركيا (3 أهداف)
رومان بافليوتشينكو - روسيا (3 أهداف)
لوكاس بودولسكي - ألمانيا (3 أهداف)



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.