الهيئة العليا للمفاوضات: تعميق الحوار الوطني لا توسعة مع الوفد

موسكو وواشنطن تواصلان الحوار حول مسائل التسوية

الهيئة العليا للمفاوضات: تعميق الحوار الوطني لا توسعة مع الوفد
TT

الهيئة العليا للمفاوضات: تعميق الحوار الوطني لا توسعة مع الوفد

الهيئة العليا للمفاوضات: تعميق الحوار الوطني لا توسعة مع الوفد

تواصل الهيئة العليا للمفاوضات نشاطها الرامي إلى تعميق الحوار الوطني بين الأطراف السورية، وفي هذا السياق نفى رياض نعسان آغا، المتحدث الرسمي باسم الهيئة، المعلومات حول الموافقة على تشكيل وفد موحد للمعارضة بمشاركة ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة، وأنها كلفت الأستاذ حسن عبد العظيم بتولي هذا الأمر.
وأوضح نعسان آغا لـ«لشرق الأوسط»، أن «ذلك لم يحدث وإنما شكلت لجنة تواصل مع أطياف متعددة من المعارضة بهدف تعميق الحوار الوطني، وليس لتوسعة الهيئة أو لتشكيل وفد موحد». أما أعضاء اللجنة المكلفة بالتواصل مع أطياف المعارضة السورية فهم، وفق ما أكد نعسان آغا: حسن عبد العظيم، وأحمد العسراوي، ومنير البيطار، وسالم المسلط، ورياض نعسان آغا.. وآخرون.
كما شدد رياض نعسان آغا على أن الهيئة العليا للمفاوضات ستشارك في اللقاءات المرتقبة في جنيف، مشددا على أن ما سيجري «ليس مفاوضات بل مشاورات فنية - قانونية»، موضحا أنه لا يوجد شيء اسمه «مفاوضات فنية»، وأن «اللجان التي ستشارك في اللقاءات المرتقبة في جنيف هي لجان استشارية وليست لجان مفاوضة، ولا تتمع بصلاحيات تفاوضية».
في السياق، تستعد روسيا والولايات المتحدة لجني ثمار واقع ميداني بدأ يتبلور حول محافظة الرقة، للاستفادة منه في مسألة التعاون - كأمر واقع - بين مجموعات من قوات النظام السوري وأخرى من المعارضة السورية، وليست تلك الممثلة فقط بـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بل بمجموعات أخرى تشارك، أو قد تنضم قريبا، إلى المعارك حول الرقة. هذا ما قاله مصدر مطلع من العاصمة الروسية في تصريح لـ«لشرق الأوسط»، موضحا أن «الدبلوماسية الروسية تولي دوما أهمية خاصة لهذه المسألة المعقدة جدا».
وإذ رجح المصدر أن تكون مثل هذه الترتيبات واحدا من المواضيع التي يبحثها الجانبان الروسي والأميركي خلال الاتصالات المكثفة إن كان بين الوزيرين لافروف وكيري، أو عبر اللجان في جنيف وفيينا، فقد أكد أن مسألة خلق أجواء مناسبة لاستئناف المفاوضات في جنيف، وتوسيع تمثيل المعارضة فيها، مواضيع رئيسية ضمن جملة مسائل محورية يجري العمل عليها حاليا بين موسكو وواشنطن، لكن النتائج لا يجري تحقيقها دوما بالسرعة المطلوبة، حسب قول المصدر.
وتجدر الإشارة إلى أن اتصالات مكثفة جدا جرت بين الجانبين الروسي والأميركي حول الشأن السوري خلال الأسبوع الماضي، ومنها اتصالان هاتفيان بين الوزيرين كيري ولافروف نهاية الأسبوع، يومي الجمعة والسبت على التوالي. وتؤكد المصادر المطلعة على تلك الاتصالات أن الوزيرين يركزان في المرحلة الحالية على ممارسة كل طرف دوره وفق ما تم الاتفاق عليه ضمن مجموعة فيينا لدعم سوريا؛ حيث يركز الجانب الروسي على ضرورة تنفيذ واشنطن لالتزاماتها في مجال الفصل بين المعارضة و«جبهة النصرة»، وأن يتم توسيع تمثيل الأطراف السورية في مفاوضات جنيف. وبالطبع يبقى سعي موسكو للتعاون مع الولايات المتحدة «ميدانيا» في سوريا أحد أهم هواجس روسيا، التي ما زالت تنتظر الرد من واشنطن على الاقتراح بالتعاون في توجيه ضربات ضد «جبهة النصرة» والمجموعات التي لم تنضم إلى وقف إطلاق النار.
أما الولايات المتحدة التي أعلنت أكثر من مرة أنه لن يكون هناك تعاون بينها وبين روسيا «ميدانيا» في سوريا، فإنها تنتظر من روسيا ممارسة المزيد من الضغط على نظام الأسد لتهيئة ظروف مناسبة لاستئناف المفاوضات، وبالدرجة الأولى تنفيذ التزامات نص عليها القرار «2254» بخصوص الجوانب الإنسانية والمعتقلين، فضلا عن وقف إطلاق النار الذي تنتهكه قوات النظام بشكل متواصل، ما يهدد بنسف عملية المفاوضات المتعثرة أساسا، وضمان الوصول الإنساني بالطرق البرية، أو الجوية إن ذهبت الأمم المتحدة إلى إلقاء المساعدات جوا على المناطق المحاصرة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.