زيباري لـ {الشرق الأوسط}: منح مقعد سوريا للمعارضة لن يسقط الأسد

وزير خارجية العراق قال إن الشيخ صباح بذل جهدا لتنقية الأجواء لكن الموقف يحتاج إلى مزيد من الوقت

هوشيار زيباري
هوشيار زيباري
TT

زيباري لـ {الشرق الأوسط}: منح مقعد سوريا للمعارضة لن يسقط الأسد

هوشيار زيباري
هوشيار زيباري

كشف وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، عن ملابسات القرار الخاص بمقعد سوريا خلال قمة الكويت العربية التي اختتمت أعمالها أول من أمس، والجدل الذي حدث بشأن منحه للائتلاف السوري المعارض. وأشار زيباري في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى تحفظ عدد من الدول، من بينها العراق، على شغل المعارضة المقعد، لكنه أشار إلى وجود إجماع بشأن إرجاء القضية لمزيد من الدراسة. وقال الوزير العراقي إن قرارات القمة كانت جيدة حتى مستوى تمثيلها، مشيرا إلى أن أمير الكويت بذل جهودا مضنية من أجل حل الخلافات الثنائية، وتنقيه الأجواء، مما أدى إلى حدوث بعض الانفراجات، لكنه أشار إلى أن هذه القضية تحتاج إلى مزيد من الوقت والعمل. كما تحدث زيباري عن علاقة العراق مع دول الخليج وطلب بغداد من القمة الدعم لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
وإلى نص الحوار:
* هل انعكست أجواء جديدة في هذه القمة تنقل الجميع من مرحلة الخلافات إلى التفاؤل بالمستقبل؟
- القمة عقدت تحت شعار التضامن، لذلك كان التوجه العام هو تأجيل الخلافات أو ترحيلها.. وقد انعقدت كل الاجتماعات التحضيرية من المندوبين إلى الوزراء وصولا إلى القمة، في أجواء من التفاهم. كل القادة العرب أكدوا أن القمة كانت ناجحة، حتى بالنسبة لمستوى التمثيل والمشاركة. وقد بذل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، جهدا مقدرا من أجل تهدئة الأمور ومعالجة القضايا الخلافية وتنقية الأجواء.. لكن الموقف يحتاج لمزيد من الوقت. كان هناك جهد وحدثت اتصالات. ويمكن القول إن هناك بعض الانفراجات في العلاقات بين الدول، لكن ما زالت الأجواء تحتاج إلى المزيد من العمل.
* هل حدثت أي خلافات خلال القمة؟
- الخلاف الوحيد الذي حدث هو حول مقعد سوريا. تحفظت دول عدة على مشروع قرار بمنح المقعد للائتلاف السوري المعارض. والعراق من بين هذه الدول.. ويرجع السبب إلى أن هذا الإجراء لو جرى فسيكون سابقة وخرقا لميثاق الجامعة العربية والقرارات السابقة في هذا الشأن. كما أنه يعد مخالفة للقوانين المنظمة. ولا يستبعد أن تأتي جهة أخرى معارضة وتطالب بمقعد دولة ثانية في الجامعة.. وهكذا ندخل في دوامة.
وخلال الاجتماع الوزاري التحضيري في الكويت، جرى إجماع على تأجيل البحث في هذه القضية ومناقشة جوانبها بشكل مستفيض قبل البت فيها في سبتمبر (أيلول) المقبل. وحتى الدول التي كانت تتحفظ على منح المقعد أزالت تحفظاتها، وجرى وضع صيغة مقبولة، وهي استكمال الإجراءات وفق ميثاق الجامعة العربية، على أن تشارك المعارضة بإلقاء كلمات في الاجتماعات الوزارية وأن يستمر التشاور مع الائتلاف حول هذا الموضوع حتى تاريخ الاجتماع الوزاري الذي يعقد خلال سبتمبر المقبل. وما حدث أثناء القمة، فقد طلبت دول خليجية عقد اجتماع وزاري لمراجعة القرار، الذي اتفق عليه في الكويت، وقبلها في القاهرة (مارس «آذار»)، وطالبت بإضافات عددناها غامضة.
* هناك أنباء أشارت إلى أن بعض الدول هددت بالانسحاب من القمة لو أعطي المقعد للائتلاف أثناء انعقاد القمة؟
- هذا غير صحيح، الفكرة أنه حدث حوار وناقش كبير وحوار فكري وقانوني وسياسي، شاركت فيه كل الأطراف. وكان موقف الأمين العام للجامعة العربية متميزا في الدفاع عن ميثاق الجامعة وعن الالتزامات القانونية حيال هذا الموضوع. والسؤال كان خلال النقاشات هو: لماذا لم ينفذ قرار قمة الدوحة بمنح مقعد سوريا للمعارضة السورية؟ ولا بد من تنفيذه الآن. وجرى الاتفاق بالإجماع على ضرورة استكمال الجوانب القانونية، وقمنا بترحيل هذه القضية إلى سبتمبر المقبل. ونحن نتساءل: هل إعطاء مقعد سوريا إلى الائتلاف سوف يسقط بشار الأسد؟
* ولكن، قد يكون رسالة توحي بأهمية التوصل إلى حل لإنهاء كارثة إنسانية استمرت أكثر من ثلاث سنوات.
- أعرف ذلك.. ونرى أن إجراء كهذا ينسف أي جهد سياسي.
* هل ما زال هناك أمل في الحل السياسي مع النظام السوري الذي يرفض وقف النار؟
- بالتأكيد.. لا يوجد حل آخر سوى الحل السياسي للأزمة السورية، ولن يعجل أو يؤخر إعطاء مقعد سوريا للائتلاف، لأن هذه سابقة خطيرة، وميثاق الجامعة لا يسمح بذلك. وإذا أردنا ضبط إيقاع العمل العربي المشترك فلا بد من العودة إلى نصوص الميثاق. هناك مسائل أيضا تتعلق بالحصانات والامتيازات الدبلوماسية. مثلا، دولة مصر، دولة المقر، كيف ستتعامل مع المعارضة وهل هم دبلوماسيون من قبل الدولة. كما أن الأمين العام للجامعة العربية، كانت لديه ملاحظات قانونية حول أوراق الاعتماد. ثم من يضمن أن الائتلاف يمثل كل أطياف المعارضة السورية؟ إضافة لذلك، هذا يعني نسف عملية جنيف ودور المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي والدعوات الدولية الرامية لتحقيق حل.
* ألا ترى أن جمود الحل السياسي للأزمة السورية يدفع للتفكير في حلول غير تقليدية للدفع بسرعة الحل فيما بعد؟
- الحل السياسي لن تكون له نتائج خلال جولة أو جولتين في مؤتمر «جنيف2». ومن ثم، فإن منح المقعد للائتلاف في الوقت الحالي إجراء غير ناضج. وقد شغل هذا الموضوع حيزا كبيرا من المناقشات، وشكل إحراجا للأمانة العامة للجامعة والتزاماتها القانونية، وكذلك لدولة المقر. وسبب أيضا إحراجا لبقية الدول.. وقد بذلنا كل الجهود لإنهاء أي خلاف حول هذا الموضوع.. لكن بعض الدول عادت وأبقت على فقرات في البيان الختامي، رأينا أنها غامضة، خاصة في الفقرة الرابعة من القرار الخاص بسوريا وتعد تغييرا للقرار الوزاري الذي اتفقنا عليه مرتين وبالإجماع وهو ترحيل الموضوع إلى شهر سبتمبر المقبل. ولذلك، تحفظنا وقلنا موقفنا بكل صراحة ومن دون إثارة أيضا.. ونأت الجزائر ولبنان بنفسها عنه. وللحقيقة، إن موقف العراق المتحفظ.. لا يعني أننا ضد الائتلاف والمعارضة أو ضد الدفاع عن الشعب السوري وحريته.
* ألا ترى أن موقفكم هذا ينعكس سلبيا على علاقاتكم مع دول الخليج بالتحفظ الدائم على ما يخص المعارضة السورية؟
- العلاقات مع السعودية فاترة حقيقة.. ومع دول الخليج الأخرى قائمة.. لكن تعلمون أن لكل دولة قراراتها وسيادتها. والعراق مكتو بنار الأزمة في سوريا، لذلك موقفنا يختلف دائما مع دول أخرى ليست لها حدود مع سوريا. هذا هو الإشكال الوحيد.
* ما النص الذي تحفظتم عليه؟
- هو الفقرة الرابعة من القرار.. وهي تنص على دعوة ممثلي الائتلاف السوري لاجتماعات مجلس الجامعة العربية، كحالة استثنائية للقواعد المعمول بها في الجامعة، وذلك اعتبارا من الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري في شهر سبتمبر. وجرى الأخذ في الاعتبار أنه لا يترتب على هذه المشاركة أي التزامات تمس القرار السيادي لكل دولة في الجامعة العربية.
* هل هذا يعني أن يأتي ممثل الائتلاف لإلقاء كلمات، دون إعطاء المقعد له؟
- صحيح، يمكن للائتلاف السوري أن يلقي الكلمة ويشارك دون الجلوس في المقعد، لأن هناك بعض التساؤلات منها مثلا: أين سيجلسون.. والعلم الذي سيكون أمام المقعد، وما الوضع بالنسبة لسوريا كعضو في الأمم المتحدة، والتمثيل الدبلوماسي والتعامل مع حركات أخرى شبيهة. ومن ثم فنحن نرحب بأن يشارك الائتلاف في الاجتماعات لشرح الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، أما المقعد فله إجراءات أخرى.
* هل موضوع مقعد سوريا كان الخلاف الوحيد في القمة، أما كانت هناك خلافات أخرى؟
- هناك جزئية أخرى تحفظنا عليها، وهي لماذا يكون الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري؟ لأن هناك قوى على الأرض مسلحة وسياسية أقوى من الائتلاف.
* العراق طلب من القمة دعمه في محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة؟
- البيان الختامي للقمة يتضمن إشارات صريحة وواضحة إلى ما طلبه العراق، ولذلك من الناحية النظرية لا توجد مشكلة.. الأمور تسير بشكل حسن، ولكن المطلوب هو التعاون العملي.
* أمير قطر رفض مصافحة رئيس وفد العراق لأنه لمح إلى اتهام السنة بالإرهاب؟
- ما حدث أن رئيس الوفد قام بالرد والتوضيح بالإشارة أيضا، وقد اعتذرت قطر عن سوء الفهم فيما يتعلق بموضوع الإرهاب.
* كيف ترى مقترح نقل القمة المقبلة إلى مصر؟
- رئاسة مصر للقمة المقبلة في ظل تحولات مهمة فيها من خلال الدستور الجديد وإجراء الانتخابات والمرحلة الانتقالية.. لذلك، فإن القمة المقبلة في مصر مهمة بكل تأكيد. ودور القاهرة مطلوب حتى أثناء المرحلة الانتقالية التي تمر بها.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.