السلطات المصرية تتحفظ على أموال جمعيات «إخوانية» جديدة

تحالف دعم مرسي يدعو أنصاره للتظاهر اليوم لرفض ترشح السيسي

أحد الطلاب المناصرين لجماعة الإخوان يلقي عبوة غاز مسيل للدموع على قوات الأمن خلال اشتباكات أمام جامعة عين شمس القريبة من مقر وزارة الدفاع المصرية أمس (رويترز)
أحد الطلاب المناصرين لجماعة الإخوان يلقي عبوة غاز مسيل للدموع على قوات الأمن خلال اشتباكات أمام جامعة عين شمس القريبة من مقر وزارة الدفاع المصرية أمس (رويترز)
TT

السلطات المصرية تتحفظ على أموال جمعيات «إخوانية» جديدة

أحد الطلاب المناصرين لجماعة الإخوان يلقي عبوة غاز مسيل للدموع على قوات الأمن خلال اشتباكات أمام جامعة عين شمس القريبة من مقر وزارة الدفاع المصرية أمس (رويترز)
أحد الطلاب المناصرين لجماعة الإخوان يلقي عبوة غاز مسيل للدموع على قوات الأمن خلال اشتباكات أمام جامعة عين شمس القريبة من مقر وزارة الدفاع المصرية أمس (رويترز)

أعلنت لجنة «حصر وإدارة والتحفظ على أموال جماعة الإخوان»، التابعة لوزارة العدل المصرية، أمس التحفظ على خمس جمعيات «إخوانية» جديدة، بعد ثبوت انتماء القائمين عليها إلى جماعة الإخوان، المصنفة رسميا وقضائيا كتنظيم إرهابي، بينما أجلت محكمة جنايات شبرا الخيمة محاكمة 48 متهما من قيادات الجماعة، يتقدمهم المرشد العام محمد بديع، إلى جلسة الثاني من أبريل (نيسان) المقبل، في قضية اتهامهم بالتحريض على العنف بمحافظة القليوبية.
وعدت الحكومة المصرية الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد اتهامها بالقيام بأعمال عنف وتفجيرات، شهدتها البلاد عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي، كما شكلت الحكومة لجنة لإدارة أموالهم المتحفظ عليها.
وقالت لجنة «حصر وإدارة والتحفظ على أموال جماعة الإخوان»، برئاسة المستشار عزت خميس مساعد أول وزير العدل، أمس، إنها قررت التحفظ على خمس جمعيات جديدة، عقب ورود تحريات ومذكرات من الجهات التنفيذية المختصة. وذكرت اللجنة أن «رصد نشاط تلك الجمعيات وأعضائها أسفر عن انتماء أعضاء والقائمين على تلك الجمعيات إلى جماعة الإخوان الإرهابية، فضلا عن تمويلها ودعمها للأنشطة الإخوانية المحظورة». وجاء قرار التحفظ وفقا لمنطوق الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بالتحفظ على أموال وممتلكات الإخوان وأعضائها وكل المؤسسات الخاضعة لسيطرتها. وتضمن القرار «كل الأموال العقارية والسائلة والمنقولة والأسهم والسندات والحسابات والأرصدة المصرفية للجمعيات التي شملها القرار».
ومن ناحية أخرى، قالت اللجنة إنها «نظرت التظلمات المقدمة من عدد من المدارس والجمعيات المتحفظ عليها»، حيث قررت اللجنة رفع عدد من المدارس من قوائم الممنوعين من التصرف، فضلا عن عدد آخر من الجمعيات بعد أن تأكدت من مراجعة تلك الجمعيات والمدارس لمواقفها، وإزالة الأسباب القانونية التي من أجلها فرض قرار التحفظ عليها.
وقاد الجيش عملية عزل مرسي العام الماضي بعد احتجاجات شعبية عارمة ضده، ومنذ ذلك الحين دأب أنصار الرئيس المعزول على التظاهر لرفض ما وصفوه بـ«الانقلاب». ودعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي تقوده الإخوان، أنصاره للتظاهر اليوم (الجمعة)، ردا على إعلان المشير عبد الفتاح السيسي استقالته من منصب كوزير للدفاع وعزمه الترشح لرئاسة الجمهورية. وقال بيان للتحالف أمس: «ندعو إلى تجمع كل الغاضبين لمرحلة جديدة يحتاج إليها الوطن بالنزول إلى مليونية حاشدة الجمعة تحت شعار معا للخلاص»، إلا أنه لم يحدد مكانا لمظاهرات أنصاره. وكان السيسي قد استقال مساء أول من أمس من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، ليبدأ إجراءات الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وشهد عدد من الجامعات أمس اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن وطلاب لجماعة الإخوان انطلقوا في مسيرات للتنديد بترشح السيسي والمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، ففي جامعة عين شمس (شرق القاهرة) اتجهت مسيرة للطلاب إلى مقر وزارة الدفاع، القريب من الجامعة، مرددين هتافات مناهضة للجيش، قبل أن تغلق قوات الأمن شارع «الخلفية المأمون» المؤدي إلى الوزارة، بالأسلاك الشائكة، وسط إطلاق الطلاب للشماريخ. وقالت مصادر أمنية إن قوات مكافحة الشغب نجحت في السيطرة على أعمال العنف التي قام بها العشرات من طلاب الإخوان بعد أن منعوا مرور السيارات وأشعلوا النار في الإطارات وقذفوا قوات الشرطة بالحجارة.
من جهة أخرى، أجلت محكمة جنايات شبرا الخيمة محاكمة 48 متهما من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، يتقدمهم محمد بديع المرشد العام للجماعة والداعية صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وأسامة ياسين وباسم عودة ومحمد عبد المقصود وعبد الرحمن البر وعبد الله بركات ومحسن راضي (القياديون بالجماعة)، إلى جلسة الثاني أبريل المقبل، في قضية اتهامهم بالتحريض على العنف وقطع الطريق السريع بمدينة قليوب (محافظة القليوبية) أواخر شهر يوليو 2012.
وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى باقي شهود الإثبات، وعددهم خمسة شهود، مع التصريح للدفاع بالاطلاع على تقارير اللجنة الفنية التي جرى تشكيلها لفحص الأحراز المصورة، وكذا تقارير جهاز المخابرات العامة حول الواقعة والطب الشرعي.
وقال الشهود في أقوالهم خلال جلسة أمس إنهم «لم يقوموا بمشاهدة أي من قيادات وأعضاء الإخوان يحملون السلاح»، غير أنهم قرروا أمام المحكمة أن «إطلاق النار كان من مسيرة كبيرة لأعضاء الجماعة قطعت الطريق الزراعي بالكامل من الاتجاهين، ورفع المشاركون فيها أعلاما سوداء وكانت تردد هتافات ضد الجيش والشرطة وتهتف باسم الرئيس المعزول محمد مرسي».
وخلال الجلسة تسلمت المحكمة تقرير لجنة خبراء الإذاعة والتلفزيون الخاص بتفريغ الأسطوانات المدمجة المتضمنة المقاطع المصورة لأحداث قطع الطريق الزراعي بقليوب. وطلب محمد الدماطي رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين إرجاء مناقشة أعضاء اللجنة لحين اطلاع الدفاع على تقريرها.
وعقب سماع المحكمة شهادة الشاهد السابع، فوجئ الحاضرون بالمتهم باسم عودة وزير التموين الأسبق برفع أذان الظهر من داخل قفص الاتهام واضطر القاضي إلى رفع الجلسة للاستراحة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.