تحالف القوى العراقية يطالب العبادي بوضع حدٍ لانتهاكات معركة الفلوجة

المساري: معلومات موثقة عن عمليات خطف وابتزاز طائفي

تحالف القوى العراقية يطالب العبادي بوضع حدٍ لانتهاكات معركة الفلوجة
TT

تحالف القوى العراقية يطالب العبادي بوضع حدٍ لانتهاكات معركة الفلوجة

تحالف القوى العراقية يطالب العبادي بوضع حدٍ لانتهاكات معركة الفلوجة

حذر تحالف القوى العراقية من استمرار الانتهاكات التي تقوم بها جماعات خارجة عن القانون في معركة الفلوجة مما يؤثر على مستقبلها بوصفها حدًا فاصلاً في المعركة ضد الإرهاب.
وقال التحالف في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «ما تقوم به بعض الجماعات المسلحة المنفلتة من جرائم خطف وقتل وتنكيل ضد الأبرياء من أبناء هذه المدينة الصابرة الفارين من بطش (داعش) يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية وأبسط قيم التعامل الإنساني ويعيد للأذهان الممارسات المشينة لتلك الجماعات في محافظتي ديالى وصلاح الدين وشمالي بابل وغيرها وما يمكن أن تخلقه من ردود أفعال ستنعكس سلبًا على عموم الأوضاع في العراق وبما يصب في خدمة العصابات الإرهابية وأجندات من يقف وراءها من أعداء العراق المتربصين بوحدته وعروبته ومستقبل أجياله». وأضاف البيان أن «استمرار هذه الممارسات الخطيرة المرفوضة شرعًا وقانونًا وغض النظر عنها وعدم محاسبة مرتكبيها على جرائمهم سيؤدي إلى قتل روح النصر الذي حققته القوات العراقية وسينعكس سلبًا على نتائج المعارك المقبلة لتحرير الموصل والحويجة ويشكك في وطنية هذه المعركة ومصداقيتها للحفاظ على أرواح المدنيين وكبح جماح انتهاكات الجماعات المنفلتة».
وحمّل تحالف القوى العراقية القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية إدارة المعركة بما يضمن وحدة العراقيين وأرواح المدنيين الأبرياء، مؤكدا أن «غض النظر عن جرائم تلك الجماعات التي تحكمها عقدة الانتقام الجماعي من شأنه أن يؤدي إلى الفشل وعندها سيخسر الجميع».
وفي السياق نفسه، دعا البيان «نواب محافظة الأنبار وأعضاء مجلسها إلى الحضور الميداني في جبهات القتال لمؤازرة المقاتلين والمساهمة في تقديم كل الدعم للمدنيين الأبرياء الناجين من قبضة (داعش) وتوفير المستلزمات الحياتية الضرورية لهم».
كما أكد رئيس كتلة تحالف القوى في البرلمان العراقي أحمد المساري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف الرئيسي من البيان هو ليس لغرض توجيه الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك بقدر ما نسعى إلى المحافظة على سير المعركة ونظافتها التي نتفق جميعًا على أنها معركة وطنية ضد عصابات (داعش) الإرهابية، وبالتالي فإن الحفاظ على النصر الذي تحقق حتى الآن يستلزم منا رصد الخروقات والانتهاكات التي تقوم بها جماعات منفلتة تحت أغطية شتى لأنها في النهاية سوف تؤثر كثيرًا على مسار المعركة وهو ما لا نريد لها».
وردًا على سؤال بشأن المعطيات التي يملكها تحالف القوى في رصد الخروقات والانتهاكات قال المساري إن «هناك عمليات موثقة بشأن هذه الأمور فنحن أبناء هذه المناطق ونعرف ما يدور فيها وتصلنا المعلومات من مصادر دقيقة حيث جرت عمليات إعدام وخطف وابتزاز طائفي وهو ما يقوض فرص النجاح التي تحققت وهو ما لا نريده، حيث إننا ندعم المعركة بكل قوة ونقدر حجم التضحيات التي يقوم بها الجيش والمتطوعون من كل أبناء العراق ومن كل المحافظات الوسطى والجنوبية، حيث إننا نعد تضحياتهم تعبير عن غيرتهم العراقية لأنها عززت الوحدة الوطنية غير أن ذلك لا يمكن أن يكون مبررًا لعدم التنبيه إلى الحالات التي تحصل من جهات تسعى إلى الإضرار بالعملية كلها وبنتائج المعركة الآنية والمستقبلية ونعدها جهات مندسة ومدسوسة، وهو ما يتطلب من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي القيام بواجباته الدستورية والوطنية تجاه شعبه». وحول الدعوات التي وجهت إلى نواب الأنبار من قيادات عسكرية في معركة الأنبار بالتوجه إلى أرض المعركة ورصد ما إذا كانت هناك خروقات ومتابعتها قال المساري إن «الذين يدعوننا إلى ذلك هم يعرفون أننا لا نملك ميليشيات أو فصائل مسلحة يمكن أن تحمينا وبالتالي لا نستطيع سوى الذهاب بزيارات سريعة لأننا لا نملك وسائل الحماية الكافية لنا ولكننا مع ذلك نبههم إلى ما يجري وعليهم التحقق مما نقول وهو جزء من واجبنا السياسي والشرعي».
في السياق نفسه، أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس بوسع أحد القول إن الخروقات لا تصاحب الحروب والتي يدفع ثمنها في الغالب المدنيون ولذلك وضع العالم المتحضر قواعد عامة أصبحت جزءًا من القانون الدولي وهي قواعد ملزمة وتتعلق بحماية المدنيين وحروب الإبادة الدينية والتطهير العرقي والأسرى والأسلحة المحرمة وغيرها». وأضاف العاني أن «من واجب الحكومة العراقية التحقق مما يتم الإعلان عنه لكي تتجنب تهمة انتهاكها القانون الدولي وهو ما يتطلب منها التعامل بجدية وحزم حيال أية معلومة بهذا الشأن مع إنزال أقسى العقوبات بمرتكبيها» موضحًا أن «إنكار الانتهاكات أو التهوين والتستر عليها أول القول إنها أخطاء طبيعية وعدم محاسبة مرتكبها يجعل الحكومة مدانة أمام المجتمع الدولي وهو ما نحذر منه باستمرار».
وكان زعيم ائتلاف متحدون ونائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي اتهم من جانبه مجموعات مسلحة لم يسمها ووصفها بأنها «خارجة عن السيطرة» بارتكاب «انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي في معركة الفلوجة».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم