مسيرة جماهيرية غاضبة في تعز ترفض دور الأمم المتحدة

قوات الشرعية تصد هجومًا للميليشيات وتسيطر على مواقع جديدة

آلاف المتظاهرين خرجوا في شوارع تعز أمس احتجاجا على المجزرة التي راح ضحيتها العشرات («الشرق الأوسط»)
آلاف المتظاهرين خرجوا في شوارع تعز أمس احتجاجا على المجزرة التي راح ضحيتها العشرات («الشرق الأوسط»)
TT

مسيرة جماهيرية غاضبة في تعز ترفض دور الأمم المتحدة

آلاف المتظاهرين خرجوا في شوارع تعز أمس احتجاجا على المجزرة التي راح ضحيتها العشرات («الشرق الأوسط»)
آلاف المتظاهرين خرجوا في شوارع تعز أمس احتجاجا على المجزرة التي راح ضحيتها العشرات («الشرق الأوسط»)

شهدت مدينة تعز، أمس السبت، مسيرة جماهيرية غاضبة، شارك فيها الآلاف من أهالي المدينة وقرى المحافظة الذين توافدوا للتنديد بجرائم الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين العُزل في تعز، وبدور الأمم المتحدة.
ورفع المتظاهرون المشاركون في المسيرة صورا لضحايا القصف على حي الباب الكبير، والسوق الشعبية، ووادي المدام، وعدد من الأحياء التي طالتها قذائف وصواريخ الميليشيات الانقلابية. كما نددوا بالصمت الدولي إزاء ما يجري في تعز من جرائم إنسانية وصفوها بأنها «جرائم حرب». وطلبوا من وفد الشرعية المشارك في مفاوضات الكويت إيقاف المحادثات مع الميليشيات الانقلابية التي تستمر في مجازرها في ظل غطاء دولي.
ويأتي ذلك، بعد ارتكاب ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، جرائمها الإنسانية في تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، حيث خلفت في مجزرتها الأولى جراء قصفها العنيف والهستيري على مناطق حي المظفر والباب الكبير (سوق شعبية) وشارع 26 سبتمبر، وسط تعز، أكثر من 20 قتيلا وأكثر من 40 جريحا بينهم نساء وأطفال، حيث كان الأهالي يتسوقون تحضيرا لشهر رمضان، في المدينة التي ما زالت تحت حصار الميليشيات منذ ما يقارب العام.
وبعد ساعتين من الزمن، أقدمت الميليشيات على ارتكاب جريمتها الثانية من خلال قصفها بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة حي ديلوكس، وسط المدينة، بالقرب من موقف حافلات الأجرة، المكتظة بالمارة، وخلفت وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وأمس، واصلت الميليشيات الانقلابية جرائمها في تعز، حيث قصفت مختلف الأحياء السكنية في تعز، وسقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا بالقرب من بير باشا، غرب المدينة، أحدها أصاب أحد الجوامع في منطقة الظهيرة.
ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعز تتعرض لقصف همجي بربري من قبل عصابة القتل والإجرام بالأسلحة الثقيلة مستهدفة الأحياء السكانية والأسواق المزدحمة بالناس قبل رمضان».
كما أدانت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز جرائم الميليشيات الانقلابية في تعز. وطالبت، في بيان صحافي لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «المجتمع الدولي والدول الراعية للمبادرة الخليجية بأن تقوم بمسؤوليتها الإنسانية وواجبها الحضاري بإدانة جماعة الحوثي وصالح الانقلابية والتعامل معهم بوصفهم مجرمي حرب».
إلى ذلك، تمكنت قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من صد هجوم عنيف للميليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية، لتمنعهم بذلك من التقدم إلى مواقع المقاومة والجيش الوطني، علاوة على تصديهم لهجوم مضاد في الجبهة الغربية والشمالية.
ورافق عمليات ارتكاب الميليشيات مجازر في مدينة تعز، اشتباكات في منطقة ذوباب، غرب مدينة تعز، وعلى الحدود من مديرية المضاربة في محافظة لحج الجنوبية مع مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني تمكنوا من كسر هجوم للميليشيات الانقلابية بجوار مبنى الهلال الأحمر والإذاعة في منطقة ثعبات وفي التموين العسكري، شرق مدينة تعز، قبل أن يشنوا هجوما معاكسا ويتمكنوا من تطهير عدد من المباني التي كانت تتمركز فيها عناصر الميليشيات الانقلابية».
ومن جانبه، قال قائد الكتيبة الأولى في اللواء «22» ميكا، الرائد مرتضى اليوسفي، إن «الميليشيات الانقلابية شنت هجومًا عنيفًا على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في شرق المدينة، في محاولة لاختراق المواقع، وأن الكتيبة الأولى للواء (22) المرابطة بجانب أفراد المقاومة في الجبهة الشرقية للمدينة تمكنوا وبعد معارك عنيفة من التصدي لهجوم الميليشيات المتكررة على حي الدعوة وثعبات».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.