حقّقت إيطاليا في عام 1980 سبقًا عالميًا عندما باتت أوّل دولة تستضيف بطولة كرويّة كبرى أكثر من مرّة.. وهي «البطولة الأوروبية» التي كان لإيطاليا حظ استضافتها في عام 1968 كذلك... وقد أتيح للمكسيك أن تصبح أول دولة تستضيف كأس العالم لكرة القدم مرّة ثانية، إنما بعد السبق الإيطالي بست سنوات. ومع استضافة بلجيكا وهولندا لبطولة «يورو 2000»، كرّرت البطولة الأوروبية سبقها لبطولة كأس العالم على صعيد الاستضافة المشتركة هذه المرّة، بعد سبق الاستضافة المتكرّرة عام 1980. حيث جاء تنظيم البطولة الأوروبيّة الحادية عشرة في الدولتين الجارتين قبل سنتين فقط من إقامة كأس العالم 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية معًا!
ونظرًا لتأهّل بلجيكا وهولندا إلى النهائيّات تلقائيًا، توجب على سائر المنتخبات الأوروبية الـ49. بمشاركة أندورا للمرّة الأولى، التنافس على 14 بطاقة تأهّل فقط في التصفيات التي أقيمت عامي 1998 و1999. وقد توزّعت تلك المنتخبات على تسع مجموعات بحيث يتأهل أبطالها وأفضل منتخب يحتلّ المركز الثاني، بينما تخوض المنتخبات الوصيفة الثمانية الأخرى دورًا حاسما تنضمّ بنتيجته أربعة فرق إضافية إلى النهائيّات. ومرّة جديدة، تمكّنت كافة المنتخبات الكبرى من التأهّل، علما بأن إنجلترا اضطرّت لخوض الدور الحاسم وتهزم جارتها اسكوتلندا كي تبلغ النهائيّات.. بينما كان التأهّل الأثمن عبر هذا الدور لمنتخب الدنمارك، الذي هزم إسرائيل 8-0 بمجموع المباراتين، إذ إنّ الأخير وصل في هذه التصفيات إلى النقطة الأقرب إلى التأهّل في تاريخ مشاركاته! ولعلّ خروج كرواتيا من التصفيات باحتلالها المركز الثالث في المجموعة الثامنة، خلف كل من يوغوسلافيا وجمهوريّة أيرلندا، شكّل أبرز مفاجآت التصفيات، حيث إن كرواتيا كانت قد بلغت دور الثمانية في البطولة العاشرة، كما أنّها نالت الميدالية البرونزية في كأس العالم قبل سنتين واحتلّ نجمها دافور شوكر لائحة الهدّافين في تلك البطولة.
أمّا النرويج وسلوفينيا، فهما الفريقان اللذان سجّلت بطولة «يورو 2000» مشاركتهما الأولى في النهائيّات، علما بأن القرعة كانت قد جمعتهما ضمن المجموعة نفسها (الثانية) في التصفيات. وهذه المجموعة الأسهل ضمّت الفريقين إلى كل من اليونان، التي شاركت مرّة وحيدة قبل 20 سنة، ولاتفيا وألبانيا وجورجيا التي لم يسبق لها خوض النهائيّات على الإطلاق. وقد تأهّلت النرويج مباشرة بعد تصدّرها المجموعة، بينما خاضت سلوفينيا الدور الحاسم وهزمت فيه أوكرانيا، التي ستثأر لهذه الهزيمة بعد 16 عامًا. لكنّ المفارقة أنّ قرعة نهائيّات «يورو 2000» وضعت النرويج وسلوفينيا في المجموعة نفسها من جديد!
ذكرى أليمة في الافتتاح
بلجيكا، التي ترأست المجموعة الثانية، خاضت يوم 10 يونيو (حزيران) المباراة الافتتاحية للبطولة مع السويد على ملعب الملك بودوان، الذي كان اسمه سابقًا ملعب هيسل. وهذه كانت أول بطولة رئيسية في أوروبا تقام على الملعب الذي أعيد بناؤه بعد الأحداث الدامية التي رافقت نهائي كأس الأندية الأوروبية (دوري الأبطال حاليًا) بين يوفنتوس وليفربول عام 1985. وأسعد المنتخب البلجيكي جمهوره إذ فاز بنتيجة 2-1 في المباراة التي شهدت طرد قائد السويد باتريك أندرسون قبل نهايتها بتسع دقائق. المباراة الأخرى في المجموعة انتهت بفوز إيطاليا على تركيا 2-1.. وسجّل هدف السبق للإيطاليين المدرّب الحالي للمنتخب أنطونيو كونتي، والذي سيترك منصبه بعد «يورو 2016» ليتولّى تدريب نادي تشيلسي الإنجليزي، بينما جاء الهدف الثاني من ركلة جزاء سدّدها فيليبو إنزاغي بنجاح. وضمنت إيطاليا تأهّلها إلى دور الثمانية من المرحلة الثانية، وذلك عندما هزمت بلجيكا بهدفين نظيفين، فيما تعادلت السويد وتركيا سلبًا. وفجّرت تركيا مفاجأة من العيار الثقيل في ختام مباريات المجموعة إذ أنزلت خسارة ثانية متتالية بالمنتخب المضيف وبالنتيجة نفسها 2-0، في مباراة شهدت طرد الحارس البلجيكي فيليب دي وايلد في الدقيقة 84 بعدما كان المهاجم التركي المتألّق هاكان شوكور قد سجّل الهدفين في مرماه.
يذكر أنّ هذا كان الفوز الأول لتركيا في النهائيّات من المحاولة السادسة، لكنّه كان كافيًا لتأهّلها إلى دور الثمانية باحتلالها المركز الثاني في المجموعة، بينما تراجعت بلجيكا إلى المركز الثالث وباتت أول دولة مضيفة تفشل في الذهاب أبعد من الدور الأول منذ ارتفاع عدد الفرق في النهائيّات في البطولة السادسة. أمّا إيطاليا المتصدّرة أصلاً، فنالت العلامة الكاملة بتحقيق انتصارها الثالث على السويد بنتيجة 2-1. رغم خوضها اللقاء بعدد كبير من الاحتياطيين.
سقوط الكبار
المجموعة الأولى لآخر البطولات الكروية الكبرى في الألفيّة الثانية ضمّت كلاً من البرتغال ورومانيا إلى المنتخبين القويين إنجلترا وألمانيا واللذين صبّت الترشيحات في مصلحتهما بطبيعة الحال.. غير أنّ «رياح» المباريات لم تجرِ بما تشتهيه «سفن» الترشيحات! الألمان، حاملو اللقب، استهلّوا مباريات المجموعة بتعادل صعب مع رومانيا، إذ استقبلت شباكهم هدفًا في غضون خمس دقائق على صافرة البداية. غير أنّ تسديدة محكمة من محمد شول أمّنت لهم التعادل قبل انقضاء نصف ساعة من اللعب. أمّا البرتغال، فاستقبلت شباكها هدفين مبكرين لإنجلترا.. لكنّها استطاعت رغم ذلك العودة إلى المباراة بتسجيل هدفين قبل انتهاء الشوط الأول ثم هدف الفوز في الشوط الثاني، لتحقّق إحدى أبرز مفاجآت البطولة. في اللقاء الآخر، ضمنت البرتغال التأهّل إلى دور الثمانية بفوز متأخّر على رومانيا جاء في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع، وسجّله اللاعب البديل كوستينيا الذي كان دخل المباراة قبل دقيقتين فقط من انتهاء الوقت الأصلي، ربما لإضاعة الوقت.. فأفسد بذلك فرحة قلب الدفاع الروماني جورجي بوبيسكو الذي كان قد تسلّم قبل انطلاق المباراة درعًا خاصة لمناسبة خوضه المباراة الدولية رقم 100 مع منتخب بلاده.
مسيرة الـ20 عامًا
يوم 20 يونيو، خاض كل من الألمان والإنجليز ختام مباريات المجموعة مع البرتغال ورومانيا على التوالي بأمل ضئيل في التأهّل إلى دور الثمانية، لكنّهم خسروا معًا المباراتين لتتأهّل بدلاً منهما رومانيا إلى جانب البرتغال. فقد اكتسحت البرتغال المنتخب الألماني «المهزوز» بثلاثية نظيفة أحرزها الجناح المتألّق سيرجيو كوسيساو.
في المقابل، خاض منتخب رومانيا من دون قائده جورجي هاجي، الموقوف لنيله إنذارًا في كل من اللقاءين الأولين، مباراة دراماتيكية مع إنجلترا تبادل فيها الفريقان التقدّم في النتيجة أكثر من مرّة، حيث سجّلت رومانيا أولاً ثم تعادلت إنجلترا من ركلة جزاء سدّدها شيرر قبل أن تحرز هدفًا ثانيًا في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول. وعادل الرومانيّون النتيجة في مطلع الشوط الثاني وانتظروا الدقيقة الأخيرة من المباراة ليسجّلوا هدف الحسم والتأهّل إلى دور الثمانية من ركلة جزاء كذلك.
تألّق الضيوف الجدد
في أول ظهور لها في النهائيّات، ضربت النرويج بقوّة عندما هزمت إسبانيا بهدف وحيد جاء في الدقيقة 66 من أولى مباريات المجموعة الثالثة. ولم يكن الضيف الجديد الآخر على النهائيّات، سلوفينيا، أقلّ شأنًا في مباراته ضدّ يوغوسلافيا. فحتى منتصف الشوط الثاني، تقدّم المنتخب المغمور بثلاثة أهداف نظيفة بينما أكملت يوغوسلافيا المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعها سينيشا ميهايلوفيتش. لكنّ اليوغوسلاف انتفضوا رغم النقص في صفوفهم واستطاعوا تسجيل ثلاثة أهداف في غضون ست دقائق، بينها هدفان للاعب البديل سافو ميلوسيفيتش، فانتهى اللقاء بالتعادل.. وباتت يوغوسلافيا المنتخب الوحيد في النهائيات الذي تمكّن من تفادي الخسارة بعد تأخّره بثلاثة أهداف.
في المرحلة الثانية، واصل منتخبا سلوفينيا والنرويج مقارعة الكبار، حيث استطاعت سلوفينيا تعديل النتيجة في الشوط الثاني من مباراتها ضدّ إسبانيا، التي كانت تقدّمت بهدف مبكر أتى في الدقيقة الرابعة عن طريق راؤول. غير أنّ الإسبان ردّوا سريعًا بهدف ثانٍ وحافظوا هذه المرّة على تقدّمهم حتى نهاية المباراة. أمّا النرويج، فاستقبلت شباكها هدفًا يوغوسلافيًا مبكرًا كذلك سجّله ميلوسيفيتش في الدقيقة الثامنة، وجاهدت لتعديل النتيجة لكنّها لم تتمكّن من ذلك في مواجهة فريق اعتمد الخشونة في دفاعه.. فنال لاعبوه أربع بطاقات صفراء وخامسة حمراء مباشرة استحقّها المهاجم الصاعد ماتيا كيزمان بعد 90 ثانية من دخوله الملعب بديلاً في الدقيقة 87. وهي أسرع حالة طرد في تاريخ النهائيّات.
وخاضت إسبانيا مباراة القمّة ضدّ يوغوسلافيا على أمل الفوز ولا شيء غيره من أجل التأهّل إلى دور الثمانية، لكنّها وجدت نفسها متأخّرة بهدفين مقابل ثلاثة في آخر دقائق المباراة، إذ جاء هدف التقدّم ليوغوسلافيا في الدقيقة 75 رغم طرد لاعبها سلافيشا يوكانوفيتش في الدقيقة 63. وخلال دربكة داخل منطقة الجزاء اليوغوسلافية، احتسبت ركلة جزاء لإسبانيا بعد سقوط قائدها أبيلاردو أرضًا، فتصدّى لها غايزكا ميندييتا بنجاح وعادل النتيجة. ومع دخول المباراة الوقت المحتسب بدل الضائع، صنع ألفونسو بيريز المفاجأة الكبرى بتسجيله هدف الفوز لإسبانيا في الوقت القاتل. ولمّا كانت مباراة النرويج وسلوفينيا قد انتهت بالتعادل السلبي، فقد تمكّنت يوغوسلافيا من التأهّل إلى جانب إسبانيا، إذ تساوت مع سلوفينيا نقاطًا وفارق أهداف، لكنّ المباراة بين الفريقين التي انتهت بفوز يوغوسلافيا كانت العامل الحاسم في ترتيبهما النهائي.
مجموعة الأبطال السابقين
ضمّت المجموعة الرابعة أربعة منتخبات سبق لها الفوز بلقب البطولة الأوروبية من قبل، وذلك للمرّة الأولى والوحيدة في النهائيّات. وافتتح المنتخب الفرنسي، حامل لقب كأس العالم، مباريات المجموعة الرابعة بفوز كبير على الدنمارك 3-0، معربًا لكافة منافسيه عن طموحه الواضح في هذه البطولة. أمّا هولندا، المنتخب المضيف «بالمشاركة»، فكاد يخيّب آمال جمهوره المحتشد في ملعب أمستردام، حيث لم يستطع مجاراة المنتخب التشيكي الذي قدّم أداءً رفيعًا وصدّت «خشبات» المرمى الهولندي أكثر من تسديدة لمهاجميه. لكنّ الدقيقة الأخيرة من المباراة حملت الفرج للهولنديين، إذ حصلوا على ركلة جزاء بعد إعاقة مهاجمهم رونالد دي بور داخل الصندوق، فتصدّى للركلة شقيقه فرانك دي بور وأحرز منها هدف المباراة الوحيد.
وضمن منتخبا هولندا وفرنسا انتقالهما إلى دور الثمانية بفوزهما على الدنمارك وتشيكيا على التوالي. وفازت هولندا على فرنسا في مباراة الصدارة 3-2. رغم تقدّم الفرنسيين مرّتين في النتيجة.. وهذه كانت الخسارة الأولى في 14 مباراة خاضتها فرنسا في البطولات الكبرى. ومثل مباراة هولندا وفرنسا، انتهى الشوط الأول من مباراة تشيكيا والدنمارك من دون أهداف. وبعد 10 دقائق من انطلاق الشوط الثاني، أخذ فلاديمير شميتسر المباراة على عاتقه بتسجيله هدفين في غضون ثلاث دقائق، فحقّق فوزًا معنويًا لفريقه الذي ظلم نوعًا ما بوقوعه في المجموعة نفسها مع اثنين من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز بلقب البطولة. أمّا منتخب الدنمارك، فسجّل رقمًا قياسيا لأسوأ أداء في النهائيّات، وذلك بخسارته ثلاث مباريات واستقبال شباكه ثمانية أهداف من دون أن يسجّل أي هدف.
المنطق يسود ربع النهائي
انتهت مباريات دور الثمانية من البطولة بنتائج منطقيّة ومن دون الحاجة إلى ركلات ترجيح أو حتّى وقت إضافي. في أولى مواجهتي اليوم الأول، استغلّت البرتغال بطلة المجموعة الأولى طرد ألباي أوزالان قبل مرور نصف ساعة على بداية مباراتها ضدّ تركيا لتسيطر على مجرياتها وتسجّل هدفين نهاية الشوط الأول ومطلع الشوط الثاني عبر مهاجمها نونو غوميش، بينما أهدر الأتراك ركلة جزاء حصلوا عليها بين الهدفين. مباراة إيطاليا ورومانيا انتهت بفوز الأولى 2-0 أيضًا، كما طرد فيها قائد رومانيا جورجي هاجي بعد ساعة من اللعب لنيله بطاقة صفراء ثانية، والرابعة له في البطولة، علما بأن هدفي إيطاليا كانا قد سجّلا في الشوط الأول. وقد أكمل منتخبا البرتغال وإيطاليا بهذين الفوزين مسيرتهما المثالية في البطولة، والتي بلغت أربعة انتصارات متتالية.. وحذا حذوهما منتخب هولندا في اليوم التالي عندما اكتسح يوغوسلافيا بنتيجة 6-1 على ملعب فينورد روتردام، وهذه أكبر نتيجة تسجّل في النهائيّات على الإطلاق. آخر مباريات دور الثمانية فازت فيها فرنسا وصيفة المجموعة الرابعة على إسبانيا بطلة المجموعة الثالثة بنتيجة 2-1.
عودة الهدف الذهبي
في أولى مباراتي الدور نصف النهائي بين فرنسا والبرتغال، تقدّمت الأخيرة بهدف سجّله نونو غوميش في الدقيقة 19 وانتهى عليه الشوط الأول. غير أنّ الفرنسيين لم ينتظروا سوى ست دقائق من بداية الشوط الثاني كي يسجّلوا هدف التعادل عن طريق تييري هنري. وفي آخر دقائق المباراة، كاد المدافع أبيل شافيير أن يحسم النتيجة للبرتغال برأسيّة قويّة، لكنّ الحارس الفرنسي فابيان بارتيز تمكن من صدّها وفرض وقت إضافي على المباراة. يذكر أنّ مباراة الفريقين في الدور نفسه من بطولة عام 1984 انتهى وقتها الأصلي بالنتيجة نفسها، 1-1، لكنّ النتيجة النهائيّة عامذاك كانت 3-2 لصالح فرنسا، وهو ما ليس ممكنًا هذه المرّة مع اعتماد الهدف الذهبي. فقبل ثلاث دقائق من انتهاء الشوط الإضافي الثاني، تمكّن شافيير من تغيير مجرى المباراة، إنما على عكس ما يشتهيه البرتغاليّون، فقد تصدّى بيده لكرة جانبية من سيلفان ويلتورد مانحًا فرنسا ركلة جزاء في وقت قاتل. وتصدّى زيدان للركلة بنجاح فأنهى به المباراة مؤهلاً فريقه إلى المباراة النهائيّة.
إيطاليا لا تستسلم
المباراة الأخرى للدور نصف النهائي بين هولندا وإيطاليا حفلت بكل عناصر التشويق والدراما، التي بدأت في الدقيقة 34 مع حصول الظهير الطلياني جيانلوكا زامبروتا على البطاقة الصفراء الثانية وخروجه من المباراة مطرودًا. وفي غضون أربع دقائق، استفادت هولندا من التفوّق العددي لتحصل على ركلة جزاء تصدّى لها فرانك دي بور، لكنّ الحارس الطلياني فرانشيسكو تولدو، الذي دخل التشكيلة الأساسية بعد إصابة الحارس الأول جيانلويجي بوفون قبيل انطلاق البطولة، نجح في صدّها.
واحتسب الحكم ركلة جزاء ثانية لهولندا تصدّى لها هذه المرّة الهدّاف كلويفرت، غير أنّ كرته اصطدمت بالقائم وخرجت.. لينتهي بعدها الوقت الأصلي ثم الإضافي من المباراة بلا أهداف. سجّلت إيطاليا ركلاتها الترجيحية الثلاث الأولى فيما أخفق في التسجيل دي بور، للمرّة الثانية في المباراة، وياب ستام. ثم سجّل كلويفرت الركلة الهولنديّة الثالثة بينما أضاع قائد إيطاليا باولو مالديني ركلته، فانتعشت آمال المنتخب البرتقالي.. غير أنّ الحارس تولدو، رجل المباراة، استطاع صدّ ركلة بول بوشفيلت ليؤكّد فوز الطليان 3-1 بركلات الترجيح وتأهلّهم لمواجهة فرنسا في النهائي.
نهائي 1996 يتكرّر
لقاء إيطاليا وفرنسا في النهائي انتهى شوطه الأول من دون أهداف. وفي الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني، أحرز ماركو ديلفيكيو هدفًا للطليان المعروفين بدفاعهم الصلب، مما أوحى لمتابعي المباراة بأنّها ستنتهي بفوز إيطالي أكيد. وأجرى المدرّب الفرنسي روجيه لومير التبديل الأول بعد ثلاث دقائق من الهدف، فدفع بسيلفان ويلتورد بديلاً لكريستوف دوغاري. ومع استمرار تقدّم إيطاليا في النتيجة، أشرك لومير ديفيد تريزيغيه في الدقيقة 78 بديلاً لدجوركاييف ثم الجناح روبير بيريس بديلاً للمدافع بيشينتي ليزارازو في الدقيقة 86 في محاولة أخيرة لمعادلة النتيجة.
مع دخول المباراة الوقت المحتسب بدل الضائع، جاء الفرج للفرنسيين.. إذ دخل ويلتورد منطقة الجزاء من الجهة اليسرى وسدّد كرة لم ينجح تولدو في صدّها، لتذهب المباراة إلى الوقت الإضافي وسط إحباط واضح للطليان. وبعد فرصة لزيدان في الشوط الإضافي الأول شتّتها دفاع إيطاليا، انطلق بيريس على الجهة اليسرى من جديد قبل دقيقتين من نهاية الشوط، وعكس كرة إلى الوسط ليسدّدها تريزيغيه «على الطاير» في سقف المرمى هدفًا ذهبيًا أنهى به المباراة ومنح لقب البطولة لفرنسا. وهذا كان الهدف الذهبي الثاني على التوالي لفرنسا، لكنّه الأخير في نهائيّات البطولة الأوروبية، حيث سيلغى قانون «الهدف الذهبي» قبل البطولة المقبلة.