الجزائر تتهم جهات خارجية بزعزعة استقرارها.. وتقر بتأثرها بتراجع النفط

وزير الدولة أويحيى انتقد المطالبين بانفصال منطقة القبائل والميزاب

أحمد أويحي
أحمد أويحي
TT

الجزائر تتهم جهات خارجية بزعزعة استقرارها.. وتقر بتأثرها بتراجع النفط

أحمد أويحي
أحمد أويحي

اتهم مسؤول جزائري كبير دولتين لم يذكرهما بالاسم بـ«السعي لضرب استقرار الجزائر»؛ بسبب كما قال: «موقفها الثابت من قضية الصحراء ودفاعها عن سيادتها»، وفي غضون ذلك أنهى وزير الداخلية الجزائري أمس سلسلة اجتماعات في باماكو، بحثت المخاطر على الحدود المشتركة مع مالي.
وقال أحمد أويحيى، وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أمس بالعاصمة خلال اجتماع بكوادر الحزب الذي يتزعمه «التجمع الوطني الديمقراطي»، إن الجزائر «تتعرض إلى مؤامرة ينفذها طرفان أحدهما لا يتقبل فكرة استقلال الجزائر (عن الاستعمار)، والطرف الثاني حاقد على الجزائر بسبب موقفها حيال تقرير مصير الشعب الصحراوي»، مشيرا إلى أن «الطرفين يعتمدان على مرتزقة سياسيين في الداخل، ممن يطالبون بانفصال منطقة القبائل (شرق العاصمة)، وانفصال منطقة الميزاب (جنوب البلاد)، وعلينا التصدي لهذا المخطط».
ويندرج كلام أويحيى فيما يعرف بـ«الأيادي الأجنبية»، التي تلوح بها السلطات الجزائرية كلما اشتدت عليها الأزمة الداخلية، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة مالية حادة نتيجة انخفاض أسعار النفط، وفيما تخشى الحكومة قيام بؤر توتر بالمناطق الداخلية؛ بسبب وقف مشاريع التنمية المحلية.
ورفض أويحيى الرد على أسئلة صحافيين بخصوص الدولتين اللتين أشار إليهما في خطابه، وذكر أن «أكبر تحد تواجهه الجزائر حاليا هو التدهور السريع لأسعار النفط. ولكن لحسن الحظ أن التدابير التي اتخذها رئيس الجمهورية في الـ10 سنوات الماضية، جنبتنا الانهيار، ومكنتنا من هامش مناورة يتيح للحكومة الحالية تسيير الأوضاع بأقل الأضرار».
وكان أويحيى يشير إلى قرار الرئيس تسديد الديون الخارجية مبكرا أي عام 2005، ورفض بشكل قاطع لجوء البلاد إلى الاستدانة من الخارج من جديد، عكس ما صرح به رئيس الوزراء عبد المالك سلال الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، حذر وزير الداخلية نور الدين بدوي من انتشار متطرفين بالحدود بين الجزائر ومالي: «حيث يستغلون غياب مؤسسات وهشاشة المعابر الحدودية، وفقر السكان المحليين لجعلهم عرضة للتأثر بالآيديولوجيات المتطرفة».
وصرح بدوي، مساء أول من أمس، في باماكو، حيث عقد اجتماعات عالية المستوى مع المسؤولين الماليين لبحث المخاطر بالحدود المشتركة بين البلدين، التي تفوق 800 كيلومتر، أن «الجميع مطالب بتجنيد كل الطاقات لقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية، واستئصال التنظيمات الإجرامية التي تسعى إلى تهديد أمن المنطقة».
كما دعا بدوي إلى «جعل الحدود بين البلدين عاملا للتقارب والتعاون في شتى المجالات»، مشيرا إلى أن «المقاربة الأمنية التي يعتمدها البلدان لحماية الحدود لا يجب أن تكون الخيار الوحيد الذي يعول عليه لاجتثاث الإرهاب، فالفقر والإقصاء الاجتماعي والتهميش من ضمن الأسباب التي تغذي الإرهاب وباقي أشكال الإجرام، وبالتالي ينبغي البحث عن حلول لهذه المشكلات».
وتم الاتفاق بين سلطات البلدين على تفعيل دور الأئمة وشيوخ الدين في الجزائر ومالي، بخصوص محاربة التطرف عن طريق تنظيم لقاءات مع الشباب بالمناطق الحدودية؛ لحثهم على الابتعاد عن أفكار التطرف، وتحذيرهم من الانسياق وراء دعوات متطرفين، والالتحاق بالجماعات المسلحة.
وذكر بدوي أن البلدين «مطالبان بتكثيف الجهود التي تمكن من مكافحة الفقر والتخلف، لاسيما عبر المناطق الحدودية المشتركة التي تشكل تحديا معقدا»، وشدد على «العمل من أجل توفير مستقبل أفضل لسكان المناطق الحدودية، خاصة فئة الشباب من خلال اقتراح حلول في شكل مبادرات تستجيب لاحتياجات سكان هذه المناطق، وتخفف من قلقهم ويأسهم، بالإضافة إلى تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتمكين السكان المحليين من الاستفادة من التعليم والتكوين المهني والصحة».
وتحدث بدوي عن «اتفاق مشترك لتطوير آلية لتنسيق مراقبة الحدود، من خلال تبادل المعلومات حول نشاط المتطرفين، وضمان الاستغلال الأمثل للشريط الحدودي، وذلك لمنع تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، وكذا تشجيع تجارة المقايضة، وتحفيز المقاولين ورجال الأعمال على الانخراط في مجهود التنمية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.