محكمة مصرية تبدأ اليوم محاكمة نقيب الصحافيين وعضوين بمجلس النقابة

رئيس الجهاز المركزي السابق يمثل أمام القاضي الثلاثاء المقبل

محكمة مصرية تبدأ اليوم محاكمة نقيب الصحافيين وعضوين بمجلس النقابة
TT

محكمة مصرية تبدأ اليوم محاكمة نقيب الصحافيين وعضوين بمجلس النقابة

محكمة مصرية تبدأ اليوم محاكمة نقيب الصحافيين وعضوين بمجلس النقابة

يمثل يحيى قلاش، نقيب الصحافيين المصريين، اليوم (السبت)، وعضوان في مجلس النقابة؛ هما سكرتير عام النقابة، جمال عبد الرحيم، ووكيل المجلس، خالد البلشي، أمام محكمة في اتهامات بالتستر على مطلوبين، في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد أن كسرت السلطات بالفعل أعرافا حكمت علاقتها بالنقابة، منذ اقتحام قوات الأمن مقرها وإلقاء القبض على صحافيين الشهر الماضي، بينما يمثل هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، أمام القضاء في اتهامات بإشاعة أخبار كاذبة، الثلاثاء المقبل.
ويعتقد طيف واسع من المراقبين أن السلطات تسعى لإرساء قواعد جديدة في علاقاتها بالمؤسسات، لكن عبد الرحيم قال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «نقابة الصحافيين قلعة للحريات وستظل، فقد خاضت النقابة خلال تاريخها كثيرا من المعارك وخرجت منتصرة في النهاية، هذا هو تاريخها وما سيكون عليه مستقبلها».
وعشية محاكمة قلاش وعبد الرحيم والبلشي، أعلن صحافيون اعتصامهم بمقر النقابة في وسط القاهرة رفضا للمحاكمة ودعما لأعضاء المجلس، فيما دشن نشطاء وصحافيون يوما للتدوين حول حرية الصحافة.
ويحاكم نقيب الصحافيين وعضوا المجلس لاتهامهم بالتستر على مطلوبين، في إشارة للصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا، اللذين ألقي القبض عليهما في مقر النقابة أوائل مايو (أيار) الماضي، في اتهامات بالتحريض على التظاهر.
وفي أعقاب الواقعة التي اعتبرت سابقة في تاريخ النقابة، دعا مجلس النقابة لاجتماع طارئ للجمعية العمومية، وهو الاجتماع الذي تقرر خلاله اتخاذ إجراءات تصعيدية، منها عدم الاعتداد بقرار حظر النشر في قضية بدر والسقا، والمطالبة باعتذار من رئاسة الجمهورية على الواقعة.
وقال عبد الرحيم تعليقا على الاتهامات الموجهة له بصفته وشخصه: «يتهمونني بإخفاء الصحافيين بغرفة في الدور الرابع من النقابة، على الرغم من أنني لم أكن متواجدا بمقر النقابة خلال تلك الفترة، وسافرت فجر ذلك اليوم (يوم توقيف الصحافيين).. هناك من يرغب في أن تتحول النقابة لناد اجتماعي، لكن النقابة ستبقى حصنا للحرية وتمارس دورها السياسي كما كانت دائما».
وأثار قرار إحالة نقيب الصحافيين للمحاكمة حفيظة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسات دولية، ومنظمات حقوقية. وقال عبد الرحيم: «للأسف هناك من يجتهد في الإساءة إلى سمعة مصر دوليا عبر هذا التصعيد».
وردا على تصريحات الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيرني، وتصريحات بان كي مون، والتي انتقدت الاتهامات الموجهة لبعض قيادات نقابة الصحافيين، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، المسؤولة الأوروبية إلى الاطلاع بدقة على تقارير بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، للوقوف على تقييم دقيق بشأن عدد الصحف والمجلات التي تصدر في مصر صبيحة كل يوم، ومتابعة البرامج الحوارية في قنوات التلفزيون وما تحمله من انتقادات يومية لأداء السلطة التنفيذية، فضلا عن متابعة كل ما يدور من حوارات ومناقشات على شبكات التواصل الاجتماعي بين مختلف فئات وشرائح المجتمع المصري، قبل انتقاد وضع حرية التعبير في مصر من دون وجه حق.
وأضاف أبو زيد، في بيان مساء أول من أمس، أنه كان من الأجدى أن تبذل المسؤولة الأوروبية جهدا مماثلا في تحفيز دول الاتحاد الأوروبي على دعم قدرات الحكومة المصرية لتوفير خدمات أفضل للمواطن المصري، في التعليم والعلاج والمأكل والمسكن والحياة الآمنة بعيدًا عن التهديدات الأمنية وشرور الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن اندهاشه من أن الممثلة العليا لم تظهر نفس الاهتمام في أي وقت مضى حيال التحديات الإنسانية والمعيشية التي تواجه المواطن المصري، أو تدعو إلى ضخ مزيد من المساعدات لتمكين المجتمع المصري من الارتقاء بالأوضاع المعيشية للمواطن، معلقا بأنه يبدو أن حقوق الإنسان المصري في ذهن البعض لا تتجاوز الحقوق السياسية والتعبير عن الرأي.
يأتي هذا في وقت قررت فيه نيابة أمن الدولة العليا، إحالة المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، للمحاكمة العاجلة، يوم الثلاثاء المقبل، أمام محكمة جنح القاهرة الجديدة.
وكانت النيابة قررت إخلاء سبيل جنينة بكفالة 10 آلاف جنيه، لكنه رفض دفعها، معتبرا أن ذلك يعني إقرارا منه بصحة هذه الاتهامات، قبل أن يعدل عن موقفه هذا أمس ويقرر دفع الكفالة، وهو ما برره أحد أعضاء هيئة الدفاع عنه بـ«الحالة الصحية لنجلته».
واستدعت النيابة جنينة الأسبوع قبل الماضي، للتحقيق معه في تهمة إشاعة أخبار كاذبة حول حجم الفساد في مؤسسات الدولة، ما أضر بالأمن والسلم العام.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أواخر مارس (آذار) الماضي، قرارا جمهوريا بإعفاء جنينة من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، وتكليف نائبه المستشار هشام بدوي بمباشرة اختصاصاته لحين تعيين رئيس جديد. وبعد مرور نحو أسبوع على قرار العزل، قالت الجريدة الرسمية إن «العزل استند إلى بيان نيابة أمن الدولة العليا بشأن تحقيقاتها في تصريحات جنينة، حول إعلانه أن 600 مليار جنيه هي تكلفة الفساد في مصر، والذي حمل بيانات خاطئة».
وكانت لجنة تقصي الحقائق، التي شكلها السيسي حول تصريحات جنينة عن وقائع فساد تجاوزت قيمتها 600 مليار جنيه، قالت في تقريرها، إن تصريحاته خالية من المصداقية.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).