النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار

موسكو تعلن عن اتفاق على تمديد سريان التهدئة في داريا

النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار
TT

النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار

النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار

رضخ النظام السوري للضغوط الدولية التي لوّحت بإسقاط المساعدات الغذائية جوا للمحاصرين في أكثر من 19 منطقة سورية في حال لم يسمح بدخول القوافل برا. وأعلنت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة أن النظام السوري أبلغ الأمم المتحدة بموافقته. في حين أشارت موسكو إلى اتفاق بشأن تمديد سريان التهدئة في بلدة داريا الملاصقة للعاصمة السورية بمحافظة ريف دمشق، بهدف تنظيم النقل الآمن للمساعدات الإنسانية الأممية إلى السكان. البعثة السورية لدى الأمم المتحدة ذكرت في بيان أن ضواحي ومدن كفر بطنا وسقبا وحمورية وجسرين والزبداني وحرستا الشرقية وزملكا ومضايا والفوعة وكفريا واليرموك أصبحت على قائمة المناطق التي وافقت على إرسال مساعدات إليها، كاشفة أن داريا ودوما، وهما منطقتان محاصرتان أيضا، أصبحتا على قائمة تضم ثمانية أماكن وُوفق على إرسال مساعدات طبية لها وإمدادات دراسية وحليب للأطفال.
وللعلم، لم تتلق داريا أي مساعدات غذائية منذ 2012. وحسب الأمم المتحدة فإن شحنة مساعدات كان من المقرر إرسالها، أمس الجمعة، تأجلت، لكن يان إيغلاند، رئيس قوة المهام الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قال إن هناك «دلائل واضحة» على أن قافلة إغاثة ستتوجه إلى داريا خلال أيام.
في هذا الوقت، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أعد خطة لإسقاط المساعدات جوا على 19 منطقة محاصرة داخل سوريا، لكن هناك حاجة للتمويل ولموافقة الحكومة السورية قبل التنفيذ. وقال البرنامج في بيان إنه سيتسنى إنزال المساعدات من ارتفاعات كبيرة في أربع مناطق بينها الفوعة وكفريا (وهما بلدتان شيعيتان بشمال غربي سوريا)، حيث يعيش نحو 20 ألف شخص تحت الحصار، لكن المناطق المتبقية وعددها 15 تقع في مناطق حضرية أو شبه حضرية، حيث ستكون طائرات الهليكوبتر هي الخيار الوحيد لنقل المساعدات. وأوضح البيان أن «الإسقاط من على ارتفاعات كبيرة في تلك المواقع غير ممكن بسبب احتمال إيذاء الناس على الأرض على طول الطريق بين إسقاط الشحنة من الطائرة ومنطقة هبوطها الفعلي على الأرض».
ولقد بدأت الأمم المتحدة بالفعل إسقاط مساعدات جوا من ارتفاعات عالية إلى 110 آلاف شخص يحاصرهم مقاتلو «داعش» في محافظة دير الزور. وكانت الحكومة السورية قد عرقلت بدرجة كبيرة محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى المدنيين في المناطق المحاصرة أو رفضت طلباتها أو منعت قوافلها في اللحظة الأخيرة أو لم تصدر سوى موافقات مشروطة. هذا، وحدّدت «المجموعة الدولية لدعم سوريا»التي تضم الدول الداعمة لعملية السلام السورية، الأول من يونيو (حزيران) موعدًا نهائيًا للحكومة السورية للسماح بوصول المساعدات لجميع المناطق بما فيها الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، وإلا ستبدأ عمليات إسقاط جوي. وقال برنامج الأغذية العالمي: «بناء على تقييم (مجموعة الدعم) للوضع حتى الأول من يونيو، يعكف البرنامج الآن على تفعيل الخطة. ويشمل هذا إعداد طلب تصريح يقدمه منسق الشؤون الإنسانية إلى السلطات السورية». وأضاف: «يستلزم تطبيق الخطة توفير التمويل وجميع التصاريح اللازمة». وكانت الأمم المتحدة قالت في وقت سابق إن «إسقاط المساعدات جوا يحتاج لموافقة الحكومة»، مما يقوض فكرة أن بالإمكان إجبار النظام السوري على الموافقة عن طريق التهديد بإسقاط المساعدات جوا.
وبالتزامن، أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا، أمس، أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد سريان التهدئة في بلدة داريا السورية بريف دمشق، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأوضح المركز في بيان أنه «بمبادرة من الجانب الروسي وبهدف تنظيم النقل الآمن للمساعدات الإنسانية الأممية إلى السكان، تم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد نظام التهدئة في بلدة داريا ابتداء من الساعة 01:00 يوم 3 يونيو 2016». كذلك أعلن المركز أن عدد البلدات التي انضمت إلى الهدنة في سوريا وصل إلى 131. مشيرا إلى أنه تم خلال الساعات الـ24 الماضية عقد اتفاق الهدنة مع ممثلين عن بلدتين في محافظتي حلب ودمشق. وأضاف أن المفاوضات تتواصل بشأن الانضمام إلى وقف العمليات القتالية مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في محافظات حمص وحماه ودرعا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.