اشتداد القصف والحصار على تعز قبل أيام من رمضان

الميليشيات تفجر منازل المواطنين في الأقروض.. والمستشفى الجمهوري يعلن توقفه عن العمل كليًا

معاق في أحد شوراع  جنوب تعز التي ما زالت تحت الحصار رغم اقتراب رمضان (رويترز)
معاق في أحد شوراع جنوب تعز التي ما زالت تحت الحصار رغم اقتراب رمضان (رويترز)
TT

اشتداد القصف والحصار على تعز قبل أيام من رمضان

معاق في أحد شوراع  جنوب تعز التي ما زالت تحت الحصار رغم اقتراب رمضان (رويترز)
معاق في أحد شوراع جنوب تعز التي ما زالت تحت الحصار رغم اقتراب رمضان (رويترز)

تزداد معاناة أهالي محافظة تعز، يوما بعد يوما، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك بسبب الحصار، واشتداد القصف عليهم منذ الإعلان عن هدنة وقف إطلاق النار في العاشر من أبريل (نيسان) الماضي من قبل الميليشيات الانقلابية بمختلف أنواع الأسلحة. الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من عشرة أشهر يزداد قسوة بسبب منع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وكل المستلزمات، والتي يكون الناس من أشد الحاجة لها خلال رمضان.
وشهدت مديرية الوازعية، التابعة لمحافظة تعز غربا وإحدى بوابات لحج الجنوبية، مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية، حيث احتدمت في منطقة المخشب وبالقرب من بني عمر إلى الغرب من مدينة تعز، وذلك على إثر هجوم شنته ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في محاولة منها اختراق مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني واستعادة ما خسرته قبل أيام، وهو ما قوبل بالتصدي من قبل عناصر الجيش والمقاومة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر الميليشيات الانقلابية في شن قصفها العنيف على الأحياء السكنية بما فيها ثعبات وحوض الإشراف وعزلة الأقروض بمديرية المسراخ ومحيط السجن المركزي ومقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، بالإضافة إلى تفجير منازل المواطنين المناوئين لهم بحجة انتمائهم للمقاومة الشعبية.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» بأن «الميليشيات الانقلابية قصفت وبشكل عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى منطقة الأقروض في المخلل بمديرية المسراخ، جنوب تعز، علاوة على تفجير منزل المواطن محمد شيبان».
وأضاف: «سقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء سقوط قذائف الميليشيات الانقلابية على حي الضربة، وسط المدينة، علاوة على استمرار قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مواقع تمركزها في الحوبان وشارع الستين، على الأحياء السكنية وسط المدينة».
وشدد القيادي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة أن يقدم «التحالف العربي بقيادة السعودية الدعم العسكري الكافي من العتاد والأسلحة النوعية وكل ما تحتاجه المقاومة الشعبية لحسم المعركة عسكريا، لأنها لن تحسم سياسيا من خلال المشاورات مع انقلابيين».
من جانبه، قال ناطق باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، حول تأخر عمليات تحرير محافظة تعز أن «هناك ثأرا شخصيا بين المخلوع صالح ومدينة تعز ولذلك فهو يركز كل قوته العسكرية على المدينة، وبأنه يعرف إذا تحررت تعز فإن المعادلة العسكرية والسياسية ستتغير» مبينا أن المدينة تدفع ضريبة كبيرة من أبنائها وهي تقاوم وصامدة ولن تنكسر.
وأكد بادي لقناة «بلقيس» الإخبارية اليمنية، أن هناك «دعما يصل تعز ولو لم يكن كبيرا، لأن هناك حسابات أخرى ليست عسكرية لدى بعض الأطراف قد تمنع استمرار التحرك لتحرير مدينة تعز». وذكر أن «الحوثيين حتى هذه اللحظة لا يريدون السلام ويعتبرونه تكتيكا يطالبون به عندما يحتاجونه فقط ويسقطونه متى يحتاجون أيضا وأن ضغط الدولة الإقليمية على ميليشيا الحوثي من أجل تحقيق السلام حتى الآن ليس كافيا».
في المقابل، أعلن المجلس التنسيقي لمنظمات المجتمع المدني في تعز عن توقف المستشفى الجمهوري عن العمل، وعدم تمكنه من استقبال مرضى الفشل الكلوي.
وقال المجلس في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط»، على نسخة منه «توقف عمل المستشفى الجمهوري بسبب نفاد الديزل بشكل نهائي، ونفاد الفلترات التابعة للمحاليل الخاصة بالكلية الصناعية بمستشفى الجمهوري العام بتعز، وهذا أدى إلى إغلاق المركز ابتداء من أول من أمس الخمس، ولن يتمكن المركز من استقبال مرضى الفشل الكلوي».
وأضاف: «الملاحظ أن هناك أيادي خفية تمنع وصول المساعدات الإنسانية من المانحين إلى مستشفى الجمهوري، والتي يتم توجيهها إلى مستشفيات أخرى وغالبا ما تكون مستشفيات خاصة». وبينما أصبحت المدارس الحكومية والأهلية أهدافا لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، إضافة إلى جميع المرافق الحكومية التي لا تخضع لسيطرتها، بما فيها الملاعب الرياضية والمستشفيات، كرم تكتل المبادرات النسائية 358 شخصا من المعلمين والمعلمات في محافظة تعز برعاية من المؤسسة الرائدة الخيرية، وذلك في حفل تكريمي كبير تخلله الكثير من الفقرات الإبداعية والأناشيد والمشاهد التي حاكت واقع التعليم في تعز والظروف الاستثنائية التي تمر بها المدينة.
من جهة أخرى، دشنت مؤسسة رسالتي لتنمية المرأة بمحافظة تعز، مشروع السلة الرمضانية، إذ وزعت 2000 سلة استفادت منها نساء في مديريات القاهرة وصالة والمظفر والتعزية والشمايتين.
وقالت حنان الشريف، المديرة التنفيذية للمؤسسة «إن تدشين هذا المشروع يأتي بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك لتخفيف معاناة النساء الأشد فقرًا في تلك المديريات».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».